Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
البيئة وتأثيرها على عبادة الحيوان خلال عصور ماقبل الأسرات /
المؤلف
المكاوى، محمد فتحى منصور.
هيئة الاعداد
باحث / محمد فتحى منصور المكاوى
باحث / محمود عمر محمد سليم
مشرف / عامر المهدى الاحرف
مشرف / عامر المهدى الاحرف.
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
250 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2014
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - معهد حضارات الشرق الأدنى - الحضارة المصرية القديمة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 259

from 259

المستخلص

إن دراسة آثار ما قبل الأسرات في مصر تتطلب من أي باحث أن يستعيد العصور التي كانت فيها الصحراء تزخر بالحياة البشرية والنباتية و الحيوانية ، ولم يكن الإنسان قد انتقل إلى وادي النيل ليقطنه ، فقبل الألف السادس قبل الميلاد كان سكان مصر يقطنون الصحراء ، ويسعون إلى مصادر الرزق التي كانت عادة ما توجد بجوار برك وعيون المياه ، و كانت الموارد الوحيدة التي يعتمدون عليها في صنع آلاتهم وحاجاتهم هي الأحجار ، وكانوا يسعون دائما إلى تطويرها ؛ للاستفادة منها في القتال والصيد ، وقد أطلق العلماء على هذه الفترة بالعصور الحجرية القديمة ، وقسموها وفقا لتطور وتهذيب الأدوات الحجرية .
ولم تكن المجتمعات التي عاش فيها المصريون الأوائل في هذه الفترات مجتمعات متكاملة ؛ نتيجة لعدم الاستقرار ، أما في بداية الألف السادس قبل الميلاد استقر المصريون القدماء على ضفتي النيل في الشمال والجنوب ، وبدأت رحلة المصري القديم الشاقة والمضنية مع البيئة من حوله ، كما ساهمت المقومات الحضارية المتوفرة على أرض مصر من : مياه النيل ، الأرض الخصبة ، المناخ المعتدل ، الشمس المشرقة ، و المجهودات البشرية في توفير وسائل الاستقرار و الانطلاق إلى بناء حضارة على ضفتي النيل .
وبالرغم من وجود تلك المقومات الحضارية على ضفتي النيل ، التي مكنت المصري القديم فيما بعد من الاستقرار ، إلا أن ذلك لم يكن أمرا سهلا فقد كانت تحيط به العديد من الأخطار : كالصحراء بعواصفها المدمرة وحيواناتها المتوحشة ، ومستنقعات النيل الخطرة وتماسيحها المفترسة ، بالإضافة إلى أخطار السيول من الوادي والفيضانات من النهر . وعلى الرغم من كل هذه الأخطار إلا أن المصري القديم لم يستسلم ، بل بدأ يراقب كل شيء من حوله ، وبقدر الإمكان حاول تجنب هذه الأخطار ، وبدأ يجري التجارب للاستقرار في حدود الإمكانيات المتاحة له آنذاك ، ولم ينل في البداية أي شيء من النجاح ، فحاول الاستفادة من أخطائه السابقة ويجري المزيد من التجارب بشيء من التركيز ، فلما حصل على النجاح بدأ يتقن ما ينجزه وواصل الإتقان حتى وصل إلى مرحلة الابتكار .
ويمكن القول أن حياة المصري القديم في البيئة القديمة خلال العصر الحجري الحديث والنحاسي – عصر الاستقرار من (6000-3000 ق . م ) – كانت عبارة عن تجربة، تركيز، إتقان ، ابتكار . فعلى سبيل المثال بعد أن كان يشيد مسكنه على حافة النهر ، ويهدده خطر الفيضانات ثم على سطح الوادي ، ويهدده خطر السيل . فبعد العديد من التجارب أهداه التفكير إلى تشيد مسكن على هضبة مرتفعة ؛ تجنبا لهذه الأخطار حتى لا تجرفه السيول القادمة من الوادي ولا تصل إليه الفيضانات القادمة من النهر .
كما انتشرت المراكز الحضارية على ضفتي النيل بعد عرف سكانها أساليب الزراعة واستئناس الحيوان وفنون الغزل والنسيج وصناعة الفخار وبناء المساكن والمقابر ، وكونوا الأسرة ثم القبيلة ثم القرية ثم المدينة ثم المملكة ؛ حيث أصبح في مصر العديد من المراكز الحضارية شمالا وجنوبا.