الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتمثل إحدى مؤشرات حضارة الأمم وتقدمها فى مدى عنايتها بتربية الأجيال بمختلف فئاتهم، ويتجلى ذلك بوضوح فى مدى العناية التي نوليها للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة وتوفير إمكانات النمو الشامل لهم من جميع النواحي، مما يساعد فى إعدادهم لحياة شخصية واجتماعية ناجحة يؤدى فيها كل منهم دوره فى خدمة نفسه، وخدمة المجتمع مهما كان حجم اسهامه. أما إهمال هذه الفئة فيؤدى إلى تفاقم مشكلاتهم وتضاعف اعاقتهم ويصبحون عاله على أسرهم ومجتمعهم. ويعد اضطراب الأوتيزم من اضطرابات الطفولة الأكثر شيوعاً فى الآونة الأخيرة فى كل المجتمعات و الدول. و هو اضطراب نمائي يصيب بعض الأطفال فى سن مبكر و قبل أن يكتمل عمر الطفل ثلاث سنوات مما يجعله خطر صامت من منظور الإيجابية الصامتة، حيث أنه من أصعب مشكلات الطفولة من حيث الاكتشاف و التشخيص المبكر (هشام الخولى 2008: 76). ويمكن تحديد أوجه القصور العديدة التى يتسم بها أطفال الأوتيزم فى خمس مجالات وهى التواصل، التفاعل الاجتماعي، اللعب، والسلوكيات، والادراكات الحسية، هذه الاوجه تلقى بظلال عديدة على السلوك التكيفي لهؤلاء الأطفال و تترك انعكاسات عده عليهم وعلى الأبعاد التى يتضمنها مما يجعل هناك تدنى واضح فى مستوى النمو اللغوى و عدم القدرة على التفاعل الاجتماعي أو إقامه علاقات اجتماعية مع الأخرين ( Schalock , et al ., 1994). وأوضح لونج و آخرين (Long,C., et al.,2011) أن الأطفال المصابين باضطراب الأوتيزم يظهرون مجموعة من الأعراض التي تشكل ثالوثاً محدداً يتمثل فى قصور ”التواصل، التخيل، التفاعل الاجتماعي ”، مما يؤثر على نموهم المعرفي وارجع ذلك إلى نظرية العقل التى تفسر سبب هذا القصور، فقصور التواصل هو مشكلة فى معاني الحالات العقلية، قصور التخيل هو مشكلة فى فهم الحالات العقلية المناقضة للواقع، أما القصور في التفاعل الاجتماعي فيرجع إلى عدم القدرة على فهم الوسيلة التى يمكن فيها للحالة العقلية أن تؤثر على السلوك، ونتيجة لذلك فالأفراد الأوتيزم لا يفهمون الأوضاع الاجتماعية و يتصرفون بشكل غير لائق. كما أن الأفراد الأوتيزم يتصفون بانتقائيتهم للمثيرات، فنجد بعضهم لا يعطي الانتباه المطلوب لشيء، وغالباً ما ينتقل من موضوع إلى آخر قبل الانتهاء منه، كما أنهم يظهرون صعوبات واضحة فى بعض المهارات المعرفية ( الادراكية ) مثل الفرز و التصنيف وأوجه الشبه و الاختلاف بين الأشياء (Bjorne , 2007). |