Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
نظرية المعرفة بين الغزالى وابن رشد :
المؤلف
العطار، محمد عبد السلام مصطفى عفيفى.
هيئة الاعداد
باحث / محمد عبد السلام مصطفى عفيفى العطار
مشرف / محيى الدين عبد الحميد طاهر
مناقش / عبد الفتاح أحمد فؤاد
مناقش / محيى الدين عبد الحميد طاهر
الموضوع
الفلسفة نظريات. المعرفة.
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
369 ص ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
01/01/2014
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - الفلسفة.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 369

from 369

المستخلص

نظرية المعرفة قديمة قدم التفلسف ومع ذلك لم تكن بحثا مستقلا ، وإنما يؤرخ لها بدراسة منهجية منظمة قام بها الفيلسوف الإنجليزى جون لوك ، إذ كان أول من وضع هذا البحث فى صورة العلم المستقل ، وذلك فى كتابه (مبحث فى العقل البشرى) الذى نشر سنة 1690م ، ويعد هذا الكتاب بحق أول بحث علمى منظم يتناول بالفحص والدرس أصل المعرفة وماهيتها وحدودها ودرجة اليقين فيها ، وغيرها من القضايا التى كانت مختلطة فى مؤلفات السابقين .والمعرفة من أهم النظريات التى عنى بها المسلمون عناية كبيرة ، ولمسوا فيها التقابل بين عالم المثل وعالم الحس ، أو بين الأفلاطونية التى ترى أن العلم تذكر والجهل نسيان ، وبين الأرسطية التى تؤسس المعرفة على الحس والعقل ، وذلك بانطباع صور المحسوسات فى الحواس ثم قيام العقل بالتجريد وانتزاع المعانى الكلية ، وقد حاول المسلمون كعاداتهم التوفيق بين الطرفين . وهذا ما نرصده فى هذه الدراسة عند الغزالى وابن رشد ، وهما شخصيتين ناقدتين وقطبين كبيرين فى الفكر الإسلامى ، يمثل أولهما الاتجاه الذوقى فى المعرفة ، ويمثل الآخر الاتجاه العقلى البرهانى ، أما الغزالى فقد كان إدراك حقائق الأمور عادته المستمرة ومطلوبه فى رحلة بحثه عن الحقيقة ، فقد كان يبحث عن الحقيقة بكل مداركه الحسية والعقلية والقلبية ، ولم يصل إلى اليقين بمنهج تقليدى بل اعتمد على وسائل المعرفة من حس وعقل ووجد أنها غير كافية لليقين الذى يبحث عنه ، ولذلك لم يجد سبيلا للمعرفة إلا بنور قذفه الله فى صدره ، فاتجه اتجاها صوفيا ، واتخذ من الإلهام أساسا للمعرفة ، إذ أن وسائل المعرفة من حواس وعقل لا يمكن أن نثق فيها دون الثقة والإيمان بأن الله لا يضل عباده المؤمنين .وبهذا كانت نظرية المعرفة عند الغزالى نظرية متكاملة إذا ما قورنت بما خلفه السابقون عليه فيها من أقوال متفرقة ، كما جاء هذا التنظير في المعرفة أصيلاً خالياً من التقليد ، وذلك بتجديده لفكره وعدم البناء على أفكار غير موثوق فيها . وأما ابن رشد فقد تميز باتجاهه النقدى ، ويبدو ذلك من خلال نقده لمناهج السابقين عليه فى المعرفة ، فقد انتقد جمود أهل الظاهر فى أخذهم بظاهر النص الدينى ، وانتقده المتكلمين فى طريقهم الجدلى الكلامى الذى يأبى أن يتجاوز دائرة الجدل إلى دائرة البرهان ، ذلك الحس النقدى الذى جعل منه فيلسوف العقل فى الإسلام ، إذ فتح بنزعته العقلية الطريق أمام الفلسفة والتفلسف بعد هجوم الغزالى عليها . ورجح الطريق البرهانى فى المعرفة ، وأعلى من شأن هذا المنهج العقلى البرهانى فى مقابل كل من المنهج الجدلى عند المتكلمين والمنهج الخطابى عند العامة ، وذلك لعدم موائمة هذين المنهجين فى تناول المشكلات الفلسفية.كما دعا ابن رشد للجمع بين النقل والعقل كمنهج للمعرفة ، ورأى أنه لا تعارض بينهما وأنهما ليسا بخصمين ، إذ أن فعل الفلسفة ليس شيئا أكثر من النظر فى الموجودات واعتبارها من جهة دلالتها على الصانع ، وأنه كلما كانت المعرفة بالصنعة أتم كلما كانت المعرفة بالصانع أتم ، والشرع دعا فى الكثير من آياته إلى اعتبار الموجودات بالعقل ، ولهذا قطع ابن رشد بأن كل ما أدى إليه البرهان ، وخالفه ظاهر الشرع ، أن ذلك الظاهر يقبل التأويل على قانون التأويل العربى .