Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأسواق في عكا زمن الحروب الصليبية :
المؤلف
حسين، فاطمة بكر عبد ربه.
هيئة الاعداد
باحث / فاطمة بكر عبد ربه حسين
مشرف / أحمد عبد الكريم سليمان،
مشرف / علي سيد علي محمود
مناقش / محمد مرسي الشيخ،
مناقش / عفاف صبره،
الموضوع
تاريخ- عكا- زمن الحروب الصليبية.
تاريخ النشر
1435/2014.
عدد الصفحات
543 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
22/2/2015
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية الاداب - قسم التاريخ.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 562

from 562

المستخلص

تعتبر الأسواق التجارية مرآة صادقة تعكس جوانب الحياة السياسية والأقتصادية والإجتماعية التى يعيشها المجتمع الفرنجي في الشرق الإسلامي، حيث تكشف لنا أسواق عكا خلال الفترة الصليبية عن الظروف التى عاشها الفرنجة في عكا، وخاصة بعد استرداد المسلمين لبيت المقدس علي يد السلطان الناصر وصلاح الدين الأيوبي علي أثر موقعة حطين سنة 583هـ/1187م، ومذ ذلك الحين أصبحت مدينة عكا العاصمة السياسية والتجارية للفرنجة في بلاد الشام، ومحطة للحجاج المسيحيين إلي الأراضي المقدسة. كما قدر للمملكة الصليبية أن يستمر وجودها في بلاد الشام قرنا كاملا بعد سقوطها في القدس. وبالتالي كانت عكا علي حد قول ابن جبير ״قاعدة مدن الفرنجة بالشام وملتقي التجار من جميع أنحاء العالم״ ، كما ووصفها المؤرخ المعاصر ابن شداد بأنها كانت״مظنة التجار״؛ لذلك كانت مركزا من أكبر المراكز التجارية في آسيا. ومن هنا قامت أسواق عكا بدور كبير في تصدير منتجات الشرقيين الأدني والأقصي إلي أوربا والعكس.
كما تبرز الدراسة طبيعة العلاقة بين المجتمع الفرنجي والإسلامي، ويظهر ذلك واضحا في تأثر الفرنجة بالمسلمين في كثير من النظم الأقتصادية والوظائف الإدارية ومنها وظيفة المحتسب وغيرها، التى احتفظت باسمها العربي في المصادر الأجنبية. بالإضافة إلي التغيرات التى أحدثت في المدينة بعد سقوطها علي يد الفرنجة للمرة الثانية. وقد تم تقسيم الدراسة إلي خمسة فصول يسبقها تمهيد للتعرف علي الموقع الجغرافي لمدينة عكا وأهميته القتصادية.
وجاء الفصل الأول بعنوان ״استيلاء الفرنجة علي عكا وتكوين الأحياء الأوربية״، وشمل عدة عناصر، ومنها استيلاء الفرنجة علي عكا، وتكوين الأحياء الأوربية، ثم وصف هذه الأحياء ونظم إدارتها، وأخيرا علاقة الأحياء الأوربية في عكا بازدهار حركة التجارة فيها. ولقد قمت برسم تخطيطي لمعظم الأحياء الأوربية اعتماد علي الرسم التخطيطي الكامل لمدينة عكا، الذي ورد عند المؤرج بنفستى في كتابه ״الصليبيون في الأراضي المقدسة״ . ومن هذه الأحياء(الجنوي – النبدقي – البيزي – الانجليزي – الألماني – ضاحية مونت مزارد)، بالإضافة إلي الأحياء الخاصة بفرق الرهبان العسكرية(حي الداوية – الأسبتارية – التيوتون).
كما حمل الفصل الثاني عنوان ״مظاهر الحياة في الأسواق وعوامل ازدهارها״ ، وعالجت فيه وصف الأسواق والتقسيم الفرعي للأسواق حسب مواعيد انعقادها ثم التقسيم المكاني للأسواق״أسواق ملكية وأسواق الجاليات الإيطالية واسواق فرق الرهبان العسكرية(الداوية والأسبتارية)״، ثم الحياة اليومية في الأسواق، وأخيرا العلاقة بين السوق والمنياء التجاري في عكا. ثم وصلت إلي عدة عوامل وقفت وراء أزدهار الأسواق في عكا.
وفي حين جاء عنوان الفصل الثالث باسم״أنواع الأسواق في عكا״ حيث تم تقسيم السواق حسب نوع السلعة المعروضة فيها، ومنها: أسواق المواد الغذائية ، وأسواق المنسوجات والملابس، وأسواق الجلود والمصنوعات الجلدية، ثم أسواق الأخشاب ومواد البناء، وأسواق خاصة بالثروة الحيوانية والزراعية، وأسواق ذات طبيعة خاصة، وأخيرا أسواق المستلزمات الطبية.
أما الفصل الرابع بعنوان״الأسواق والنظم التجارية والمالية״، وعرض هذا الفصل للنظم التجارية من الأسعار وطرق البيع والشراء والمعايير التجارية من ״موازين ومقاييس ومكاييل״ ومنشآت لخدمة التجار في الأسواق. ثم تطرق إلي النظم المالية متمثلا في الضرائب التجارية بأنواعها، وأماكن وطرق ومواعيد تحصيلها. وأساليب التهرب الضريبي والغش التجاري والغرامات علي التجار. ثم النقود والعملات المتداولة في الأسواق سواء عملات فضية وذهبية إسلامية أو طليبية مقلدة للعملات الإسلامية وأيضا العملات النحاسية والعملات الأوربية وغيرها. وأخيرا تطور أعمال الصرافة والنشاط المالي في الأسواق.
وشمل الفصل الخامس والأخير الذي حمل عنوان״الأسواق والسلطة الإدارية والقضائية وتأثيرها بالنظم الإسلامية״ واحتوي هذا الفصل علي السلطة الإدارية والقضائية التى تمثلت في محكمة السوق ومحكمة الفندق والمحكمة البراجوازية، ثم العناص التى اشتغلت في الأسواق، وأخيرا عوامل تدهور السواق في عكا؛ فهناك عوامل عديدة تجمعت مع بعضها البعض وساعدت علي تدهور السواق. ومنها عوامل طبيعية واخري بشرية.
أوضحت الدراسة نتائج هامة، ومنها علي سبيل المثال أن مدينة عكا كانت بمثابة منطقة عبور للعديد من السلع التجارية القادمة من الشرق افسلامي إلي الغرب الأوربي والعكس. وعلي الرغم من أن عكا كانت سوقا استهلاكية لبعض تلك السلع، فأن المدينة نفسها وجدت بها بعض السلع التى كانت تستحق التصدير؛ لذلك ارتبطت عكا بعلاقات تجارية بين المدن الإسلامية وبعض القوي في حوض البحر المتوسط. كما برهنت الدراسة علي تنوع أسواق عكا ما بين أسواق محلية دائمة تعقد بصفة دورية، وأخري موسمية تعقد مرتين في السنة في فصلي الخريف والربيع، وثالثة مؤقتة وهو ״سوق العسكر أو السلاح ״. وأيضا تخصصت الأسواق في بيع سلعة معينة؛ فحمل كل سوق أسم السلع التى كانت تباع فيه.
كم تبين من البحث أنة علي الرغم من أن الصراعات التى نشبت بين المدن الإيطالية التجارية التى كانت سببا في سقوط المدينة في يد المسلمين، إلا أن وجود أبناء تلك المدن في مدينة عكا، وما حدث بينهم من تنافس تجاري، كان سببا من ضمن الأسباب التى أدت إلي ازدهار أسواق عكا إبان الفترة الصليبية.