Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
شعر الملوك والأمراء في العصر الجاهلي :
المؤلف
طميزة، ناصر أحمد شاكر.
هيئة الاعداد
باحث / ناصر أحمد شاكر طميزة
مشرف / مصطفى عبد الشافي الشورى
مشرف / محمد إبراهيم الطاووس
مشرف / محمد عبد المطلب مصطفى
الموضوع
الشعر الجاهلى. العصر الجاهلي
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
926ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
18/8/2015
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التمريض - قسم اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 926

from 926

المستخلص

مُلَخَّصُ الرِّسالة باللُّغة العربيَّة
حظيَ الشِّعرُ الجاهليِّ بما لم يحظَ به شعرٌ غيرُهُ من عنايةِ النُّقَّادِ والباحثينَ عبرَ مرِّ العصورِ الأدبيّةِ المُتلاحقةِ ، ولعلَّ مردَّ ذلك يعودُ إلى سطوتِهِ على الموروثِ الأدبيِّ بما مثَّلَهُ من مرحلةِ نضوجٍ فنِّيٍّ تبدَّى في قصائدِهِ ومقطَّعاتِهِ ، فقد تغنَّى أبناؤُهُ بمنظومةٍ من القيمِ والمآثرِ والمروءاتِ التي قامتْ على مُرْتَكَزَاتِ الشَّرفِ والسُّؤدُدِ رغمَ المُلِمَّاتِ الجِسامِ التي حلَّتْ بأهلِهِ ، فضلاً عن شَظَفِ عيشِهم وقسوةِ حياتِهم . ففي خِضَمِّ هذا المشهدِ جاءَ الشِّعرُ بمصاحبةِ كينونَتِهِ العاطفيةِ وثيقةً تاريخيَّةً تصوِّرُ لنا الحالةَ العربيَّةَ بكلِّ ما فيها ، فضلاً عمَّا اطَّلعَ به هذا البوحُ الرَّقراقُ من رهافةِ الحِسِّ وصفاءِ الطَّبعِ واتِّقادِ القريحةِ عند أبنائِهِ ، علاوةً على قوَّةِ أساليبِهم ومتانةِ تراكيبِهم في بناءِ لوحاتِهم الشِّعريَّةِ وإتْقانِ تشكيلِها ، فحازوا قَصَبَ السَّبقِ ، ونالوا مكانةً سامقةً قلَّما نجدُ لها نظيراً في العصورِ الأدبيَّةِ الأخرى .
ورغمَ هذه الحظوةِ إلَّا أنَّ الشِّعرَ الجاهليَّ ما يزالُ رافداً للدراساتِ الأدبيَّةِ والنَّقديَّةِ ، وما زالَ شعرُهُم يُضْمِرُ أسراراً دفينةً لمَّا تُسْتَنْفدْ بعدُ . ولا جَرَمَ أنَّ ما يبعثُ على الدَّهشةِ ويُثيرُ العَجَبَ ألَّا تتركَ الدِّراساتُ أيَّاً من طبقاتِ الجاهليَّةِ دونَ بحثٍ شافٍ مُسْتَفيضٍ ، فدرسوا شعرَ الإماءِ والجواري والعبيدِ والفرسانِ والفحولةِ وما شاكلَها ، دون الوقوفِ عند أعلى طبقاتِ المُجتمعِ الجاهليِّ رفعةً ومكانةً وشرفاً ، فأغفلتِ الدِّراساتُ المُعْتَمَدةُ شعرَ أبناءِ هذه الطَّبقةِ من ملوكٍ وأمراءَ رغم غلبةِ أخبارِهم بدقائقِها على عقولِ العامَّةِ والخاصَّة ، وبقيتِ المكتبةُ الأدبيَّةُ على ثرائِها شاغرةً لا يسبرُ غورَها هذا النَّقصُ والإغفالُ . من هنا كانتِ الحاجةُ ملِحَّةً للوقوفِ عند شعرِ الملوكِ والأمراءِ في بحثٍ جاءَ بعنوان : شعرُ الملوكِ والأمراءِ في العصرِ الجاهليِّ ” جمعٌ ، وتوثيقٌ ، ودراسة ” ، يجمعُ شعرَ ساداتِ الجاهليَّةِ ورجالاتِها المُتَنفِّذينَ ، فبلغَ عددُهم ستَّةً وثمانينَ شاعراً ، لهم مائةٌ واثنانِ وتسعونَ نصَّاً شعريَّاً ، وبلغتْ أبياتُهم التي اسْتُوْثِقَ من صحَّتِها ألفاً وثلاثةً وثلاثينَ بيتاً ، وعليه فمجموعُ شعرِهم أقربُ ما يكونُ ديواناً شعريَّاً ، يجمعُ شعرَ شعراءَ مُقلِّينَ لا دواوينَ مستقلَّةً لهم من أُمَّاتِ المصادرِ التُّراثيَّةِ القديمةِ .
وتنبعُ أهميَّةُ الموضوعِ بالإضافةِ لما سبقَ من أنَّ أشعارَهم حملتْ خُلاصةَ تجارِبهم في الحياةِ ، وأصَّلَتْ فلسفةَ سيادَتِهم بما يمثِّلونَ من كونِهم أسمى طبقاتِ المجتمعِ وأرفعِها ، فكشفتْ أشعارُهم السِّتارَ عن فكرِ هذه النُّخبةِ المُصْطَفاةِ ومشاعرِها وأحاسيسِها ، ولن يتأتَّى ذلك إلا بانتشال مغموري الملوك والأمراء من غياهب النسيان والإغفال بالدِّراسةِ والبحثِ ، مع بسط لسان النقد فيما ضَعُفَ أو نُسِبَ إليهم من أشعار ، وهذا كُلُّهُ كان دافعاً لجمعِ هذا الموروثِ وتوثيقِهِ ، ثم دراستِهِ ؛ حتى يظهر بحلًى أنيقةٍ على مسرحِ النقدِ الأدبي . وشعرُ الملوكِ والأمراءِ ليسَ بِكْراً ولكنَّهُ الأوَّلُ من نوعِهِ الذي يُعنى بجمعِ شعرِ ملوكِ العصرِ الجاهليِّ وأمرائِهِ وتوثيقِهِ ودراستِهِ بهذه الكيفيَّةِ وذلكَ الكمِّ في الاتِّساعِ والشُّمولِ .
وعليه فقد جاءَ البحثُ في قسمينِ ، تناولَ الأوَّلُ حيواتِ الملوكِ والأمراءِ ، وأشعارَهم بتوثيقِها ورواياتِها ومناسبتِها ، وما أُشْكِلَ من كلماتِها . وجاءَ القسمُ الثَّاني دراسةً في مهادٍ تاريخيٍّ ، وفصلين ، وخاتمة . فتناولَ المهادُ دلالةَ لفظتي : ” ملك ” و ” أمير ” لغةً واصطلاحاً ، إضافةً إلى الوقوف عند هجراتِ عربِ اليمنِ المختلفةِ إلى أطرافِ الجزيرةِ العربيَّةِ وأصقاعِها . أمَّا الفصلُ الأوَّلُ فخُصِّصَ لدراسةِ موضوعاتِ شعرِ الملوكِ والأمراءِ من فخرٍ وحِكَمٍ ووصايا وغيرِها ، وعُنِيَ الفصلُ الثَّاني بالتَّشكيلِ الفنِّي ، فتناولَ بناءَ القصيدةِ ونهجَ المُقطَّعةِ في شعرِ الملوكِ والأمراءِ ، فضلاً عن أساليبِهم ولغتِهم الشِّعريَّةِ ، مع رصدِ أبرزِ ظواهرِ شعرِهم الموسيقيَّةِ وتحليلِها ، وعرضٍ مستفيضٍ للصُّورةِ الشِّعريَّةِ التي شَكَّلُوا ملامِحَها بأحاسيسهم وانفعالاتهم ، مُنْهِيَاً الدِّراسةَ بخاتمةٍ سجَّلتُ فيها أبرزَ النَّتائجِ التي توصَّلتُ إليها .