![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص من هذا المنطلق اختصت هذه الدراسة بدراسة دور القبائل العربية في إقليم طرابلس ، بعد مسيرتها من شبه الجزيرة العربية إلى بلاد وادي النيل ومن ثم الرحيل إلى الشمال الأفريقي والاستقرار في ربوعه ومدنه وأريافه وصحاريه. ومن هنا تعتبر دراسة تاريخ هجرة هذه القبائل واستقرارها كما قلنا من القضايا المهمة في التاريخ الإسلامي وخاصة تاريخ بلاد المغرب بشكل خاص. فقد لعبت القبائل العربية في بلاد المغرب بشكل عام وإقليم طرابلس خاصة أدوارا بارزة في نشر الإسلام والثقافة واللغة العربية في شتى الأقطار المغاربية التي وصلت إليها هذه القبائل، وغيرت كيان هذه الأقطار في جميع النواحي، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ومثل هذه الدراسة تستلزم استعدادا خاصا من الباحث وجهودا مضنية سيما إذا كان الأمر يتعلق بدراسة قطر معين من أقطار المغرب الكبير مثل القطر الطرابلسي، والسبب في ذلك يعود إلى أنه لا توجد حواجز أو فواصل تمنع هذه القبائل من الاستقرار في مكان واحد، ومن هنا تطلبت الدراسة المعرفة التامة بتاريخ الهجرات العربية إلى بلاد المغرب العربي، خاصة وأن طرابلس كانت بوابة المغرب العربي بعد بلاد وادي النيل، منذ الفتوحات العربية لشمال أفريقيا، وما قدمه العرب المسلمون من نشر لدين الله الإسلام، والقيم الإسلامية واللغة العربية، وكشف حجم العلاقة بين العرب القادمين من المشرق والقبائل الليبية. |