Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الخطاب الذكوري عند نزار قباني :
المؤلف
جاد المولى، طارق مختار سعد.
هيئة الاعداد
باحث / طارق مختار سعد جاد المولى
مشرف / منير عبد المجيد فوزي
مشرف / مصطفى بيومي عبد السلام
الموضوع
الشعر العربي - تاريخ ونقد. الشعر العربي - دواوين وقصائد.
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
277 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2014
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 32

from 32

المستخلص

جاءت هذه الدراسة تحت عنوان ” الخطاب الذكوري عند نزار قباني” – دراسة في النقد الثقافي، في محاولة للافادة من معطيات التحليل الثقافي التي تقدمها نظرية التحليل الثقافي، والتي تعنى بشكل خاص بأنظمة الخطاب والإفصاح النصوصي، مرتكزة على التجليات الخطابية للأنساق المعرفية المضمرة داخل الأعمال الأدبية، وقد اتخذت الدراسة من أعمال الشاعر الكبير نزار قباني مادة بحثية تتعاطى معها وفق أليات النقد الثقافي، وذلك من خلال رصد ملامح الخطاب الذكوري عند نزار، وملامح تشكل وإنتاج هذا الخطاب، بالإضافة أيضاً إلى رصد تجلياته وأنساقه المضمرة في خطاب نزار الذكوري .
وقد خلصت هذه الدراسة إلى عدة نتائج أهمها :
أولاً: إن استخدام آليات النقد الثقافي يسهم إلي حد بعيد في اتساع الرؤية النقدية التي يتم من خلالها تناول العمل الأدبي، وذلك من خلال ربط الأفكار بظروف إنتاجها والأنساق الثقافية التي أفرزتها داخل مجتمعها الأصلي.
ثانياً: إن الثقافة بمفهومها الشمولي الواسع تستطيع أن تحوي العديد من الخطابات التي تؤسس لأفكار مجتمعية يبدو بعضها جلياً واضحاَ، في حين يأتي البعض الآخر مضمراً مختفياً خلف الجماليات البلاغية التي عكف النقد الأدبي على تناولها والتركيز عليها.
ثالثاً: لا يمكننا التوصل إلى مبتغى التحليل الثقافي بمعزل عن دراسة الجماليات الأدبية، والتي تمثل عاملاً مهماً في استجلاء النصوص واستنطاقها، وهذا ما يؤكد على أن النقد الثقافي ليس بديلاً للنقد الأدبي، وإنما هو امتداد نظري ومنهجي في استنطاق النصوص والتوقف على مضمراتها .
رابعاً: انتقال الأنساق في صورتها المضمرة عبر الأعمال الأدبية يكون له دور أساسي في تأكيد حلولها الثقافي وتأثيرها المجتمعي، دون أن نملك آلية لمعالجتها، وهذا ما يهدف إليه النقد الثقافي من كشف تلك المضمرات التي قد تصيب الثقافة بالعيوب النسقية، ولا ينبغي أن يكون هذا كل ما نطمح إليه، بل إن تحليل تلك الأنساق وإعادة إنتاجها ثقافياً يمكننا من معالجة المعيب منها.
خامساً: إن وصف نزار قباني بأنه شاعر المرأة مابين مؤيد ومعارض كان مجرد هجوم شخصي على نزار بدافع من اختلاف في الرؤية والقناعات لا أكثر، أو نتيجة لاستخدام نزار بعض المفردات والصور الشعرية التي قد تعبر عن المرأة بمزيد من الجرأة والصراحة، إلا أنها في حقيقة الأمر هي استخدامات تعكس الذات الشاعرة الذكورية التي تختبئ خلف تلك الألفاظ.
سادساً: لم يستطع ”نزار قباني” من وجهة نظر الباحث وبعد تدقيق وتمحص في شعره أن يحرر المرأة كما نادى بذلك في كثير من قصائده، كما أن دعوته للمرأة بالثورة على المجتمع ورفض هيمنة الواقع الذكوري الذي تعاني منه ؛ إنما جاء تأكيداً على تبعية المرأة للرجل وعدم قدرتها على الفكاك من أسره لها .
سابعاً: كثيراً ما تحدث ”نزار قباني” بلسان المرأة، معبراً عن الذات الشاعرة الأنثوية التي نجدها في قصائده ذاتاً ضعيفة مهمشة، تعاني من اضطهاد المجتمع الذكوري، أو إهمال الرجل لها، الأمر الذي أسهم في تأكيد صورة المرأة المهمشة والتابعة في المجتمع الذكوري.
ثامناً: تكتسب الأنا عند ”نزار قباني” ميزات كبيرة، استطاع أن ينسبها للذات الشاعرة التي ترى نفسها على أكمل صورة، مؤكداً على بقاء صورة (الفحل الشعري) الممتدة من إرثنا النقدي القديم في أذهاننا جميعاً، وأن ذاتيته المفرطة دفعته لتأكيد هذا الوجود الذي يمثل –بالنسبة لنزار نفسه- ضمانة للبقاء والتأثير في الآخرين بل والتفوق عليهم.
تاسعاً: على الرغم من تعدد صورة المرأة عند ”نزار قباني” ، فإننا نلحظ أن أدواته في التعبير عن تلك الصورة قريب الشبه، يتأكد لدينا ذلك عبر المقاربات التي يحدثها بين المرأة والوطن والقصيدة، وإقرانه بين جسد المرأة وخارطة الوطن، وبين أجزاء الجسد ولغة القصيدة، وقد يرى البعض أن محدودية المعجم الشعري عند ”نزار قباني” كما أشار بعض الباحثين مثل بروين حبيب في دراستها لـ ”تقنيات التعبير في شعر نزار قباني” ربماكانت سبباً في تشابه أفكاره أو تقاربها، الأمر الذي يدفعنا إلى التأكيد على أن نزار قباني منتج ثقافي أفرزته الثقافة العربية بأنساقها كافة، وقد اعترف نزار بذلك في أكثر من موضع.
عاشراً: إن الثورة الحقيقة التي أحدثها ”نزار قباني” من وجهة نظر الباحث تكمن في أعماله السياسية، حيث استطاع أن يهاجم الثقافة نفسها ويكسر رموزها وثوابتها، التي أسهمت في صنع الطغاة، وكرست للأنظمة الدكتاتورية التي أخفقت في حل معظم مشكلات العرب المصيرية، وتفرغت للحفاظ على سلطتها وبطشها دون القيام بدورها المنوط بها، الأمر الذي حرم ”نزار قباني” من حرية الانتقال بين بعض البلاد العربية التي رفضت أنظمتها مواجهات ”نزار قباني”، وتحول حكامها إلى أعداء للحرية.
حادي عشر: إن الخطاب الذكوري عند ”نزار قباني” ليس من صناعته شخصياً ، بل إن ”نزار” نفسه هو صنيعة تلك الثقافة الذكورية، التي تعد شريكاً في إنتاج خطابه الذكوري، بما أسهمت فيه من الإنتشار وما أسهم فيه الجمهور المتتبع له في كافة أنحاء الوطن العربي، والذي وجد ضالته في شعر نزار قباني الذي خرج عن حدود المألوف وخاطب في الكثيرين منا المسكوت عنه، واستطاع ان يبرهن على ذكورية الثقافة.
ثاني عشر: إن الميل إلى تسمية بعض الأعمال الأدبية او النقدية التي تصدر عن المرأة بوصفها أدباً أو نقداً نسوياً، إنما هو إصرار على تأكيد الثقافة الذكورية في المجتمعات العربية، الأمر الذي يدفعنا إلى الخلف بدلاً من المضي قدماً للأمام، ومن ثم فإنه ينبغي أن نتخلى عن اهتمامنا بجنس المبدع أو لونه أو هويته، وأن تكون الأفكار والثقافة التي أنتجت هذا العمل هي محور الاهتمام والدراسة.
ثالث عشر: سيظل الصراع الدائر بين السلطة والمثقفين هو أحد ملامح الثقافة العربية، وهو أبرز الضمانات التي تمكننا من مواجهة عيوبنا النسقية التي قامت على خطاب بطركي متسلط خلّف فينا جميعاً آثاراً موجعة، حمل المثقفون العبء الأكبر منها.