Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
إقليم بلاد الزاب المغربي في عصري الموحدين والحفصيين (553-881هـ / 1158-1477م) :
المؤلف
صابر، عصام الدين عادل فاروق.
هيئة الاعداد
باحث / عصام الدين عادل فاروق صابر
مشرف / صلاح أحمد عيد خليفة
مناقش / حسين سيد عبدالله مراد
مناقش / جمال أحمد طه
الموضوع
دولة الموحدين. التاريخ الإسلامي.
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
327 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
27/10/2015
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - قسم التاريخ (التاريخ الإسلامي)
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 16

from 16

المستخلص

تناولت الدراسة عرض لتاريخ إقليم الزاب المغربى فى عصري الموحدين والحفصيين ”553-881هـ/1158-1477م”، ورصدت فيها تاريخ الإقليم على كافة المستويات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية، ومن خلال ذلك ظهر لنا جليًا أن للإقليم تاريخ عريق يجب أن يرصد، ومظاهر حياة متميزة يجب أن تظهر، ويمكننا أن نجمل ما توصلنا إليه من نتائج فى هذا البحث على النحو التالى:
أولاً: التمهيد:
1- ضم الإقليم بين دفتيه الكثير من المدن والقرى مثل باغاية وتيجس وميلة، وطبنة والمسيلة ومقرة وبسكرة وغيرها، اندثرت بعضها، واستحدث البعض الآخر، فى حركة مد وجزر طبيعية تصيب الكثير من الأقاليم عبر العصور.
2- ظهر دور إقليم الزاب واضحًا على الساحة السياسية المغربية منذ بدايات الفتح الإسلامى للمغرب، وأثر فى أحداث التاريخ المغربى فى فترات متتالية ابتداءً من فترة الولاة العباسيين حتى آواخر الدولة الحفصية.
ثانيًا: أهم ما أظهرته الدراسة فى عصر الموحدين:
1-دخول إقليم الزاب فى حوزة الموحدين خلال الحملة التى انطلق بها عبد المؤمن بن على لإفتتاح إفريقية ومناطقها الداخلية سنة 553هـ/1158م.
2-عملت السياسة الموحدية على استمالت العرب المهيمنين على بسائط الزاب وحشدهم فى صفوف الجيش الموحدى، مستفيدين من طاقاتهم فى عملية الجهاد بدلاً من إثارة الفتن والتمرد.
3-لمست القوات الموحدية استراتيجية موقع إقليم الزاب، ولذا لم تعط على ويحيى ابنى غانية فرصة التمركز فى مدنه وعليه فقد طاردته حتى لاذ بالصحراء، فضلاً عن التخلص من الأشل الثائر بالزاب سنة589هـ/1193م سريعًا بفضل والى بجاية السيد أبى زكراء.
ثالثًا: أهم ما رصدته الدراسة فى عصر الحفصيين:
1-فطن الحفصيون لموقع الإقليم، فألحق الأمير أبا زكريا الزاب بعمالة بجاية وجعلها تحت نظر ابنه أبى يحيى نظرًا لأهمية المنطقة دائمة التمرد والثورات.
2-كانت سياسة المستنصر الحفصى تجاه الزاب، سياسة قائمة على الشدة والقسوة ضد عرب الإقليم، أملتها عليه كثرة حركات العصيان والثورات المنطلقة منه بمساعدة الذواودة، والذين حرصوا على تقديم الدعم وتهيأة الملجأ لقبول واستضافة أى شخص من أفراد العائلة الحفصية ضد الجالس منهم على العرش، فبايعوا أولاً للأمير أبى اسحق ثم من بعده لأبى القاسم ابن عمه، مما ألزم المستنصر القيام بتوجيه الحملات العسكرية ضد الذواودة فى الزاب، أو الخروج بنفسه لتمهيد الزاب إقرار الأمن بين ربوعه.
3- ظهور أسرة عربية وهى أسرة بني مُزني والتى تمكنت من الاستحواذ على الإقليم، واتخذت من مدينة بسكرة قاعدة لحكم هذا الإقليم، ليس هذا فحسب بل رنت هذه الأسرة بنظرها إلى التدخل فى شئون حكم الدولة الحفصية من مساندة بعض حكام الأسرة الحفصية ضد غيرهم من أبنائها على عرش السلطنة الحفصية.
4-استطاع أمراء الأسرة المزنية التخلص من حركة سعادة الرياحى وأتباعه، وإن عانت منها فترة طويلة قاربت نصف قرن من الزمان، وعُدت أول اختبار حقيقى بعد التخلص من أسرة بنى زيان المنافسة لهم بالزاب.
5-نهج أمراء الزاب من بنى مزنى سياسة قوامها الحفاظ على حكمهم بالزاب مهما كلفهم ذلك من تضحيات، ولذا نجدهم فى تقلب سياسى مستمر، فتارة نوابًا للحفصيين وتارة أخرى يعلنون ولائهم لبنى عبد الواد الزيانيين، وثالثة يدخلون فى تبعية المرينيين، وهذا كله من أجل المصلحة الأسرية والاستبداد بحكم الزاب.
6-لم يجن إقليم الزاب من حملة أبى عنان المرينى سنة758هـ/1357م سوى الخراب والدمار، فأبى عنان لم يستطع التخلص من رؤوس العصيان بفرارهم إلى الصحراء، فقام بتخريب وتدمير كل ما ينتسب بناؤه أو سكنه العرب الخارجين عليه، وهكذا لجأ إلى تبرير فشله فى القبض عليهم بتخريب مساكنهم ونسف زروعهم، فهو بذلك تخلص من البنايات ولم يقض على الأشخاص.
7-كان مطلع القرن التاسع الهجرى (الخامس عشر الميلادى) نهاية للأسرة المزنية وحكمهم بالزاب، بسقوط بسكرة قاعدة الإقليم فى يد السلطان أبى فارس الحفصى سنة 804هـ/1402م، والذى عمل على فرض السيادة الحفصية على كامل أجزائها.
رابعًا: تبين من خلال معالجتنا لنظم الحكم والإدارة بالزاب التالى:
1-تعددت أشكال الحكم بإقليم الزاب، فوجدنا مباشرة إدارة الإقليم من قبل السلطة الحاكمة، وقيام إمارة بنى مزنى بالزاب والتى استمرت سنوات طويلة، تمتعت بإستقلالية تكاد تكون تامة.
2-فرض وضع إقليم الزاب المهم والخطير ضرورة اختيار ولاة من أبناء الأمراء الموحدين والحفصيين أنفسهم أو اسناد حكمه لمجموعة من القادة الثقاة.
3-أصبحت مدينة مقرة قاعدة لإقليم الزاب فى العصر الموحدى ، وظلت على حالها حتى بداية العصر الحفصى، ثم انتقلت زعامت الإقليم إلى مدينة بسكرة.
4-عرف النظام الجبائى المزنى بإرهاقه لسكان الزاب، والذى أدى بدوره إلى قيام ثورات ضده مثل ثورة سعادة الرياحى، وسقوط حكمهم بالزاب فى النهاية.
خامسًا: من خلال رصد الأنشطة الإقتصادية توصلنا إلى أن:
1-توافر الإمكانات الطبيعية التى ساعدت سكان الزاب على ممارسة النشاط الزراعى وبالذات من المياه، حيث وجدنا تعدد فى مصادرها من أنهار وآبار وعيون، غذت مدن الإقليم بالمياه اللازمة لزراعة الأراضى وغرس البساتين.
2-يعتبر إقليم الزاب إقليمًا زراعيًا أكثر من كونه صناعيًا أو تجاريًا؛ فقد جادت أرضه بالكثير من المحاصيل الزراعية مثل القمح والشعير والجوز والتين والرمان والعنب، إلى جانب التمور والتى احتلت المرتبة الأولى في الزاب.
3-ازدهار النشاط التجارى فى الإقليم داخليًا وخارجيًا، وذلك بسبب كثرة الحاصلات الزراعية التى تجود بها الأراضى الزابية، بجانب مجموعة من الطرق التى ربطت مدن الإقليم ببعضها البعض، وبغيرها من مدن المغرب، فضلاً عن تميز أغلب المدن الزابية بوجود سوق أو أكثر بها.
4-تميزت مدن الزاب بوجود علاقات تجارية مع كثير من المدن داخل الإطار المغربى مثل بجاية وتونس والقيروان وقلعة بنى حماد، وكذلك وجدت علاقات تجارية خارجية مع السودان.
سادسًا: يتضح لنا من رصد الجوانب الإجتماعية ما يلى:
1-تعدد العناصر السكانية بالزاب والتى تمثلت فى البربر والعرب وغيرها، مما أدى إلى تباين مجتمعي من خاصة المجتمع تميزت حياتهم بالرفاهية، وعامة المجتمع.
2-إظهار بعض عادات وتقاليد أهل الزاب مثل النزعة الدينية والكرم والنظافة وغيرها من العادات الجيدة.
3-حظيت المرأة الزابية عن غيرها فى كثير من المناطق فى بلاد المغرب بحق التوريث، بجانب وصفها بقوة الشخصية وحبها لأبنائها من منطلق الأمومة، فضلاً عن قيامها بالمساعدة فى المنزل، حيث قامت بنسج الثياب وصنع الزرابى وتتفنن فى ذلك تفننًا يدل على حسن ذوقها مثل المنسوجات الصوفية الجميلة التى عرفت بالبسكرية، أضف أيضًا أن المرأة الزابية نهجت طريق العبادة والورع مثل السيدة ”خصيبة” وهى أم سعادة الرياحى.