الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد تنبه رواد النهضة العربية منذ البداية إلى أهمية بناء العقلية العربية المتنورة في مختلف المستويات الحياة الاجتماعية، وحاول هؤلاء الرواد تطهير العقلية العربية بإعلاء شأن العقل والعقلانية وأكدوا أهمية العلم والمعرفة العلمية، عبر نداءاتهم ودعواتهم السياسية والفكرية ومع مضي أكثر من قرن على هذه الدعوات وظهور أجيال جديدة، ما زال العقل العربي يحاول أن ينهض بمقومات وجوده، سعيا إلى بناء نهضته وتحقيق حداثته، ومع تعدد المحاولات وصدق النوايا فإن الوطن العربي ما زال تحت مطارق التخلف والتبعية إن معالجة أي قضية فكرية لا يمكن أن تكتسب قيمتها إلا في ضوء رؤيتها داخل السياق الاجتماعي والتاريخي الذي يحكمها، والكشف عن التفاعلات المعرفية المختلفة التي أسهمت في تكوين هذه القضية، وإذا كنا بإزاء دراسة قضية النهضة في الفكر العربي المعاصر، طيب تيزيني نموذجا، فإن هذه الدراسة لا تنفصم عن الأحداث التي دارت حول الفكر العربي ووقوع العالم العربي تحت سيطرة الاستعمار الأوروبي، وما أعقب هذه الأحداث من متناقضات، ويعد أبرزها وأهمها بين بنية مجتمعاتنا التقليدية والتي تتسم بالجمود، وبين الوافد الغربي الذي أحضره الاستعمار معه، ولقد أدى هذا التناقض إلى بداية النهاية لمرحلة الجمود والتخلف، وبداية مرحلة جديدة يمكن تسميتها مرحلة اليقظة والدخول في صراع مع هذا الوافد الغربي الغريب عن بيئته. |