الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص كان للموقع الجغرافي لليبيا عموماً، والمدن الثلاث على وجه الخصوص دورٌ مهم في أن تكون المنطقة على صلات وثيقة مع شعوب العالم القديم لاسيما الفينيقيين والرومان الأمر الذي جعل هذه المدن تتأثر بثقافات هذه الشعوب وتنهل من حضارتهم، وعلى الرغم من أن هؤلاء ينطبق عليهم ما ينطبق على المستعمر الذي يغتصب الأرض ويظلم الشعب إلا أن هذا لا ينفي أن تكون المنطقة قد شهدت في عصرهم تطوراً في كثير من جوانب الحياة خاصة وأن المنطقة احتوت على كثير من المقومات التي تؤهلها لقيام أي نشاط حضاري. ولذلك فإن دراسة النشاط الاقتصادي والاجتماعي للمدن الثلاث تكتسب أهمية بالغة في كونها تكشف عن أهم الجوانب الإيجابية التي قدمها الرومان للمنطقة، ومع كون هذه الحقبة يكتنفها كثير من الغموض والخلط في كثير من جوانبها، لأن أغلب المصادر التي تحدثت عن تاريخ هذه المنطقة كانت تمثل جانب المستعمر الذي لا يلتزم الحياد في كثير من الأحيان، إلا أن هذه المصادر قدمت دراسات جيدة عن المنطقة كشفت عن تطور النشاط الاقتصادي في العصر الروماني بالرغم مما صاحبه من صعوبات عرقلت قيام هذا النشاط، كما أن الدراسات الأثرية كانت الداعم الأكبر في التعرف على كثير من هذه الأنشطة خاصة النشاط التجاري وأهم العلاقات التي كانت قائمة بين المدن الثلاث وغيرها من الشعوب في تلك الفترة. كما أن تعاقب العناصر المختلفة على المنطقة، كان له أثره الواضح على الحياة الاجتماعية في الإقليم في العصر الروماني، حيث امتزجت جميع هذه الثقافات مع بعضها البعض وظهرت آثارها جلية على سكان المنطقة في هذا العصر خصوصاً في الجانب الاجتماعي. ولذلك فإن هذه الدراسة كانت مقسمة إلى– بابين – تناول الباحث في الباب الأول: النشاط الاقتصادي الذي كان مقسما إلى فصلين مسبوقين بتمهيد كان مخصصاً للحديث عن المدن الثلاث قبل الغزو الروماني، ومن خلاله تم التعرض لموقع إقليم المدن الثلاث وما تميز به هذا الموقع من مميزات جعلت منه وسيطاً مهماً في التجارة بين مناطق الجنوب ودول البحر المتوسط، لاسيما وأن هذا الإقليم احتوى على بعض الموانئ الطبيعية التي تحولت فيما بعد إلى موانئ تجارية ساهمت في النهوض بالنشاط الاقتصادي. |