![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الشعر كان وما يزال ميدان العرب الذي لهم فيه فضل السبق , إلا أنه مر بفترات وعصور مختلفة تغيرت فيها الأساليب وتعرض إلى تغيير في البناء والتركيب , فظهرت دعوات للتجديد في البناء وعدم التقييد بما تركه الآباء , ولكي تتوضح صورة الشعر في العصر المغولي (المملوكي) ونتوصل إلى حسن تفصيله ونقده كان لِزاما علينا الدخول إليه من بابٍ واسع وفناء رحب نستطيع أن نتجول فيه بحرية , لذا فكان اختيار الشاعر صفي الدين الحلّي الذي عده الكثير من الأدباء والنقاد أشعر شعراء ذلك العصر, الذي ترك ضوءاً يخفف ظلمته و ينفي عنه تسميته ويعطي صورة مشرقة لمن يأتي بعده .وتكمن أهمية دراسة في أنه لم يتناول أحد من الباحثين والدارسين بناء القصيدة في شعر الحلّي اعتمد البحث على المنهج الوصفي , وهو الذي يثبت الظاهرة الفنية والفترة الزمنية , معتمداً على آليات المنهج وهي التحليل والإحصاء.وقد خرج البحث بنتائج منها :•البناء الإيقاعي في قصائد الحلّي جاء على جميع بحور الشعر العربي , وحقق البحر الكامل النسبة الأكثر شيوعا بين البحور في الاستخدام , ثم تلاه الطويل فالبسيط فالخفيف .•حازت القافية على عناية الحلّي ففضل القافية المطلقة على القافية المقيدة , وجاءت قصائده معظمها على الإطلاق في القافية .•جاء في أمثلته في البديع الإيقاعي مثال عن تصدير التبديل أو ما يسمى تبديل العكس , وهو ما لم يجد له ابن أبي الإصبع المصري مثالاً في الشعر العربي , وقد أثبت الباحث له مثالاً من شعر الحلّي . •حقق صفي الدين الحلّي الوحدة العضوية والموضوعية بين أجزاء القصيدة من خلال استخدامه لعلاقات السبك النحوي في شعره .•تعددت مصادر الصورة الفنية عند الحلي وتنوعت , بتنوع ثقافة الشاعر وتعدد مصادرها , واستمد الكثير من صورة الفنية من الموروث الثقافي لشعراء العربية على اختلاف عصورهم , وكان للموروث الديني من قرآن وسنة نبوية وعقيدة نصيبٌ كبيرٌ في مصادر صور الحلّي.• الحلّي متعدد الأغراض, فقد خاض في جميع أغراض الشعر العربي, من فخر وحماسة, ومديح ووصف وغزل ورثاء واعتذاريات وخمريات وإخوانيات.•وحقق لها التناسب والانسجام , مع تلاحم جميع أركانها المطلع والمقدمة والتخلص والخاتمة, فجاءت القصيدة عنده مكتملة البناء الفني والهيكلي , ليكشف بذلك عن أسلوب الشعراء في بناء القصيدة في ذلك العصر , وليعطي صورة صادقة عن الحياة بأشكالها المتنوعة والمختلفة في ذلك العصر. |