الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ملخص الرسالة باللغة العربية تعد منطقة المغرب القديم من المناطق التي شهدت تنوعاً حضارياً ؛ ذلك لما تميزت به من مقومات جعلت منها منطقة جاذبة للسكان ، و من بين الشعوب التي توافدت على المنطقة الفينيقيين ، الذين دفعتهم ظروف متعددة سياسية و اجتماعية و اقتصادية للخروج من بلدهم الأم فينيقيا و تأسيس مراكز في الساحل الغربي للبحر المتوسط ، تحولت و بتعاقب المراحل التاريخية إلى مدن أثرت في الواقع التاريخي و الحضاري للمنطقة ، شكلت قرطاج حاضرة المدن الفينيقية في غرب المتوسط ، الأمر الذي جعل من كل المدن الأخرى تابعة لها من الناحية الإدارية و السياسية و من هذه المدن المدن الثلاث ( Emporia) لبدة الكبرى و أويا و صبراته . شهد المجتمع في كل من قرطاج و المدن الثلاث و بتعاقب الفترات التاريخية تطورات حضارية متعددة و في جوانب مختلفة ، منها ما طرأ على الأحوال الاجتماعية و المعتقدات الدينية ، حيث شهد المكون الاجتماعي تنوعاً سكانياً أضفى بمخزونه الحضاري تأثيرات واضحة على واقع الحياة الاجتماعية و كذلك الدينية ، حيث أثبتت المعطيات الأثرية و الأدبية رسوخ العقيدة البونيقية داخل المجتمع البونيقي و أثرها على واقع الحياة الاجتماعية فيه . بدخول المنطقة فلك الإمبراطورية الرومانية أصبحت التحديات أمام مقومات الحضارة البونيقية أكبر في ظل سياسة الدولة الرومانية التي تهدف إلى رومنة كل المظاهر الحضارية في محاولة لطمس المعالم الأصيلة للمجتمع ؛ لكي يسهل السيطرة عليه ، و على الرغم من هذه المحاولات إلا أنه يمكن القول بأن الأثر الروماني ظل يشكل القشرة الخارجية ليظل العمق محافظاً على موروثه الحضاري الأصيل . تكمن أهمية هذه الدراسة في أن أغلب الدراسات التي كتبت عن التاريخ الليبي القديم انحصرت في التوسع الروماني في المنطقة ، و العلاقات السياسية و الاقتصادية التي ربطتهم بالمجتمع الليبي ، و أهم الثورات التي قامت ضد هذا الاحتلال ، إلا أن طبيعة الأحوال الاجتماعية و استمرارية المعتقدات الدينية و خاصة ما يتعلق بالمعتقد البونيقي و أثره على مظاهر الحياة الاجتماعية ظل مهملاً ، و من هنا جاءت أهمية دراسة موضوع الدراسة . اتبعت الدراسة المنهج التاريخي التحليلي القائم على مقارنة الأحداث التاريخية وإزالة الغموض الذي يكتنفها ، و فحص الآراء الواردة في معظم الدراسات و المؤلفات ذات الطابع الأكاديمي للتوصل إلى الحقائق التاريخية قدر الإمكان . و نظراً لطبيعة الموضوع قسمت الدراسة إلى أربعة فصول رئيسية ، عُنْوِنَ الأول منها بـ : المجتمع الليبي قبيل وصول الفينيقيين ، قسم إلى مبحثين ، يتناول الأول منها : التركيبة الاجتماعية للمجتمع الليبي و أهم خصائصها ، و ذلك من خلال التطرق إلى اسم ليبيا و دلالته في النصوص التاريخية ، و تناول أهم و أبرز القبائل الليبية وفقاً لما ورد في المصادر الكلاسيكية من حيث تحديد أماكن سكناهم ، والإشارة إلى أهم ما تميزت به كل قبيلة ، و من تم إيضاح مظاهر الحياة الاجتماعية الليبية من حيث تناول المكون الأسري و الإشارة إلى عادات و تقاليد اجتماعية تخص المسكن و اللباس و المأكل و الزواج ، في حين يتناول المبحث الثاني : العقيدة الليبية المحلية و أثرها على جوانب الحياة الاجتماعية ، و ذلك من خلال تتبع التطور الذي مرت به العقيدة المحلية وصولاً إلى مرحلة تجسيد الآلهة ، و الإشارة إلى أهم خصائصها ، بالإضافة إلى تناول بعض الطقوس الدينية ، و التطرق إلى أثر هذا المعتقد على مظاهر الحياة الاجتماعية على الصعيدين الأسري الخاص و المجتمعي العام . أما الفصل الثاني و الذي يحمل عنوان : المكوين الاجتماعي و العقيدة البونيقية في قرطاج و المدن الثلاث من القرن الثاني ق.م حتى سقوط قرطاج 146ق.م فسيتم التمهيد له من خلال إعطاء لمحة تاريخية عن تأسيس كل من قرطاج و المدن الثلاث وفقاً لما ورد في المصادر الكلاسيكية و اللُّقى الأثرية ، لينقسم بالتالي إلى ثلاث مباحث ، يتناول الأول منها : التركيبة السكانية و الطبقية في قرطاج و المدن الثلاث خلال هذه المرحلة ، و ذلك من خلال التعرض للمكون السكاني من عناصر محلية و وافدة جديدة ، و الإشارة إلى التركيبة الطبقية و أهم التطورات التي طرأت على مظاهر الجانب الاجتماعي خلال هذه المرحلة ، أما المبحث الثاني فسيعرض : ظهور المعبودات الفينيقية و الاندماج الديني الليبو ـ فينيقي و ذلك من خلال الإشارة إلى أهم الدلائل التي تشير لعبادة الآلهة الفينيقية و ما يتعلق ببعض الالتزامات من قبل الدولة تجاه هذه المعبودات و تم التطرق لعملية الاندماج الديني بين العقيدتين الفينيقية و الليبية المحلية و لعل أهم صورها تتأتى في عبادة الإله بعل حامون ، ليتعرض المبحث الثالث المعنون بــ: الآثار الاجتماعية الناجمة عن الاعتقاد بالمعبودات البونيقية لأهم التأثيرات الدينية للمعتقد البونيقي على جوانب الحياة الاجتماعية . و في الفصل الثالث المُعَنْوَن بـ: تطور النسيج الاجتماعي لقرطاج و المدن الثلاث من سقوط قرطاج إلى القرن الثالث الميلادي فسيتم التمهيد له من خلال الإشارة إلى الكيفية التي دخلت بها المنطقة إلى فلك الإمبراطورية الرومانية ، ثم قسم إلى ثلاث مباحث تناول الأول التنوع السكاني لولاية أفريقيا ليختص المبحث الثاني بالتعرض للتطور الطبقي في الولاية ، أما المبحث الثالث من الفصل فسيعنى بتناول المظاهر الاجتماعية خلال هذه المرحلة من خلال التعرض للأسر المحلية و المحلية المترومنة و الأسر الرومانية ، و ما تميز به واقع الحياة الاجتماعية من عادات و تقاليد و ملابسو حلي و مساكن و غيرها من المظاهر الاجتماعية الأخرى . أما الفصل الرابع الذي يحمل عنوان : مصير المعبودات البونيقية في ولاية أفريقيا خلال العصر الروماني فقد قسم لمبحثين تعرض الأول إلى : استمرارية عبادة المعبودات البونيقية تحت أسماء رومانية و خصائص بونيقية و ذلك من خلال الإشارة إلى أهم المعبودات التي حافظت على استمراريتها خلال هذه المرحلة بعد مطابقتها بنظيرتها الرومانية و إثبات استمرارية خصائصها البونيقية من خلال الأدلة التاريخية المتاحة ، في حين اختص المبحث الثاني لتناول : الآثار الاجتماعية المترتبة عن استمرارية المعتقد البونيقي خلال العصر الروماني و ذلك من خلال الإشارة إلى أهم المظاهر الاجتماعية التي شهدت أثاراً واضحة للمعتقد البونيقي خلال العصر الروماني للمنطقة . كما احتوت الدراسة على خاتمة تضمنت النتائج التي توصلت إليها ، و قائمة بالمصادر و المراجع و الدوريات العربية و الأجنبية ، و أخرى بالاختصارات ، بالإضافة إلى فهرس للخرائط و آخر للأشكال . |