Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
خبرات الإساءة في مرحلة الطفولة وعلاقتها بهوية النوع لدى عينة من المراهقين :
المؤلف
محمود، نورا محمد عرفة.
هيئة الاعداد
باحث / نورا محمد عرفة محمود
مشرف / سميرة محمد شند
مشرف / إيمان فوزي سعيد شاهين
الموضوع
الشباب- علم النفس.
تاريخ النشر
2015.
عدد الصفحات
351 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الصحة النفسية
تاريخ الإجازة
1/1/2015
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - الصحة النفسية والإرشاد النفسي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 32

from 32

المستخلص

مـقـدمـة: -
لقد أجمعت نظريات علم النفس أن سنوات الطفولة هي أساس تكون الشخصية الراشدة المتوافقة ، ومن ثم فإذا كانت هذه المرحلة سوية كان الشخص في مراهقته ورشده ناضجاً ومنتجاً ، وبالعكس تسهم مشكلات الطفولة في نشأة الاضطرابات النفسية و العقلية و الانحرافات السلوكية في المراهقة و الرشد فقد أشارت دراسات عديدة إلى أن نسبة كبيرة من الذهانين والعصابيين والجانحين والمجرمين ومدمني المخدرات والمنحرفين جنسياً كانوا تعساء في طفولتهم، وعانوا في صغرهم من مشكلات نفسية واجتماعية عديدة ، ومن هنا كانت مواجهة مشكلات الطفولة و التعرف عليها ومسببات نشأتها و أساليب وطرق علاجها والوقاية منها هي خط الدفاع الأول لخلق الشخصية السوية (محمد عودة وكمال مرسى،1986: 215 ).

فالصورة التي تنمو لدى الطفل عن الحياة العائلية قبل كل شيء هي نتيجة للخبرات التي يمر بها في دائرة أسرته الخاصة، فإذا سادها الانسجام والود وعدم الحرمان فسيساعده ذلك في توجيه عواطفه في الاتجاه الصحيح نحو الحياة الانفعالية والعاطفية والسلوكية وهنا نجد أن تركيبة الأسرة لها إثر كبير في تكوين نفسية الطفل وترك أثر عميق في مراحل لاحقة (فوقية حسن عبد الحميد رضوان9:1997).

وقد وجد أن التعرض لسوء معاملة وإهمال الوالدين يمكن أن يكون خبرة مؤلمة لأي طفل، وتشير الأدلة المتزايدة إلى أن سوء المعاملة والإهمال يؤثر على توافق الأطفال طيلة حياتهم ويرتبط بمدى كبير من الصعوبات المعرفية والمشكلات الانفعالية والاجتماعية التي يقابلونها فيما بعد (فوقية محمد محمد راضي، 28:2002).

وتشير كريستين هيملور (1997: 7) أن الاعتراف بوجود سوء معامله للأطفال والتعامل مع الأثار المترتبة على ذلك يمثل تحدياً مجتمعياً صعباً وطويل الأمد في كثير من الاقتصاديات النامية، حيث يعتقد البعض أنه لا ينبغي علينا أن نتدخل في حق الآباء في طريقه تنشئه أطفالهم حينما نتحدث عن سوء معامله الطفل لأن ذلك من شأنه إثاره المشاكل، بينما يرى البعض الآخر أن هناك قضية أهم وهي تحديد ماذا نعنى بسوء معامله الطفل؟ ولذلك فليس هناك رأى واحد حتى بشأن ما هو سوء معامله وما ليس كذلك.
وتشير مجلة السيكولوجست البريطانية في عدد مايو 1988 في الحديث عن سوء معاملة الأطفال إلى الدعوة بالنظر في الطرق التي ننشأ بها أطفالنا بالنسبة للذكورة والأنوثة وإلى أي مدى نسمح بالحديث عن الموضوعات الجنسية والصور العاطفية وكيفية معاملة الشواذ جنسياً من الذكور وما نبيح التحدث عنه في مثل هذه الأمور. وتثير السؤال في أن ضحايا الأطفال من الذكور غالباً ما يصبحون أنفسهم – نتيجة للإساءة الجنسية - مسيؤون لغيرهم جنسياً وماذا على الآباء والمهنيون والجمهور أن يفعلوه تجاه هذا الوضع غير المتزن، كما وردت الإشارة إلى أن بعض المعلمين المذنبين في إساءتهم للأطفال يُثيرون مشاهد ووقائع من الاضطرابات السلوكية التي تعاني منها أسر هؤلاء الأطفال لكي يبرروا أن الإساءة ليست منهم (حامد عبد العزيز العبد ،1993: 17 (.
مشكلة الدراسة: -
إن الطفولة هي مرحله الأساس والتكوين لجميع سمات الفرد وهي التي تحدد أبعاد نموه الرئيسية في كل مرحله من مراحل النمو من حيث خصائصها الجسمية والعقلية والإدراكية والاجتماعية والروحية والدينية، ولذا تعتبر مرحله الطفولة من أخطر مراحل العمر وأكثرها حساسية في مجال تكوين الشخصية وبناء الفرد، فإذا اجتاز النشء تلك المرحلة بسلام فسوف يمضي في حياته صحيح النفس، سوى الشخصية، أما إذا اعترضته المصاعب والخبرات السالبة، فإن ذلك يؤذن بأوخم العواقب على تكوينه النفسي وسلوكه الاجتماعي في المستقبل (أميرة الديب ،2001: 368) .
ومن خلال فحص الباحثة للتراث النظري والدراسات السابقة التي تناولت خبرات الإساءة في مرحلة الطفولة وهوية النوع؛ كشفت بعض الدراسات، منها على سبيل المثال (دراسة عبد المنعم الميلادي، 2004؛ ودراسة فوقية محمد محمد راضى،2002). أن الإساءة للطفل تترك بصمات نفسية وعصبية وجسدية وسلوكية وأكاديمية وأيضاً تبعات خاصة بالعلاقات الاجتماعية وبالمدركات الذاتية والجوانب الروحية، إضافة إلى نواتج سلبية أخرى عديدة لا يمكن محوها وتظهر آثارها في مرحلتي البلوغ والمراهقة. وتُبين بعض الدراسات مثل (عادل عبد الله محمد،2008؛ عادل الأشول،2008) أن نشأه وتكوين المفاهيم المرتبطة بهوية النوع تبدأ منذ الطفولة عن طريق تفاعل الطفل مع البيئة المحيطة والتنشئة الاجتماعية والتدعيم والتقمص مع من حوله. ودراسات مثل (Davison et al.,1994) التي تبين أسباب اضطراب هوية النوع وأنها ترجع إلى العنف والقسوة والمعاملة السيئة أو الحماية الزائدة من الوالدين أو من يقومون برعاية الطفل مما ينعكس على نفسيه الأبناء ويؤدي إلى الاضطراب النفسي حيث يلجأ الأبناء إلى عدم تقبل جنسهم والرغبة في التخلص من هذه الخبرات السيئة عن طريق تغيير هوية النوع.
مما دفع الباحثة لاختيار هذا الموضوع في محاولة للتعرف على نواتج خبرات إساءة معاملة الأطفال وخطورتها وتبصير القائمين على رعاية الطفل بها حتى يمكن الحد منها، ومن ثم تتحدد مشكله الدراسة في الإجابة على التساؤل الرئيسي التالي:
 هل توجد علاقة بين خبرات الإساءة في مرحلة الطفولة وهوية النوع لدى عينة من المراهقين؟
كما يثير البحث العديد من بعض الأسئلة الفرعية منها:
1) ما هي مظاهر إساءة معاملة الأطفال؟
2) ما هو شكل هوية النوع للمراهقين المُساء إليهم في مرحلة الطفولة؟
3) هل ترتبط خبرات الإساءة في الطفولة بهوية النوع للمراهقين؟
4) هل ترتبط مكونات هوية النوع للمراهقين بنوع الإساءة التي تعرضوا لها أثناء مرحلة الطفولة؟
5) هل توجد فروق بين الجنسين تعزى إلى هوية النوع؟
6) هل توجد فروق بين الجنسين تعزى إلى خبرات الإساءة في مرحلة الطفولة؟
7) هل توجد خصائص كلينيكية مميزة لحالات عدم تحديد هوية النوع لدى المراهقين ترتبط بخبرات الإساءة التي مرت بهم في طفولتهم؟
أهداف الدراسة: -
تكمن أهداف الدراسة الحالية فيما يلي:
1) الكشف عن طبيعة العلاقة بين خبرات الإساءة في مرحلة الطفولة وهوية النوع لدى عينه من المراهقين؟
2) المقارنة بين خبرات الإساءة ومعرفة أيهم أكثر إسهاما ً في ظهور اضطرابات هوية النوع لدى المراهقين (من حيث النوع والدرجة والمستوى).
3) تصميم بعض الأدوات والمقاييس الكلينيكية المناسبة لمتغيرات الدراسة (خبرات الاساءة في مرحلة الطفولة وهوية النوع).
4) الوقوف على بعض التفسيرات الكلينيكية لهذه المتغيرات لدى بعض الحالات الطرفية.
أهمية الدراسة: -
تتحدد أهمية الدراسة كالتالي:
أولاً: الأهمية النظرية:
تتمثل الأهمية النظرية لهذه الدراسة فيما يلي:
أ- تكمن الأهمية النظرية للبحث الحالي في موضوع هذا البحث وهو دراسة العلاقة بين خبرات الإساءة في مرحلة الطفولة وهوية النوع لدى عينة من المراهقين من منظور سيكومترى كلينيكي، مع الأخذ في الاعتبار الفروق بين الجنسين.
ب- إن خبرات الإساءة في مرحلة الطفولة لم تلق الاهتمام الكافي من جانب الباحثين والعلماء في المجتمعات العربية على الرغم من انتشار هذه المشكلة بشكل واسع، كما برهن على ذلك العديد من الأدلة الأدبية والتاريخية والدينية التي تذخر بها المؤلفات العربية والتي تلقى الضوء على هذه الظاهرة من ناحية ووجودها في المجتمع المصري وباقي المجتمعات العربية. مما سوف يثرى المجال بمعلومات ومعارف جديدة تتناول خبرات الإساءة في مرحلة الطفولة.
ج- من جهة أخرى، فإن الدراسة تلقى الضوء على بعد هام من أبعاد الشخصية الإنسانية وهو هوية النوع من خلال الوقوف على العوامل المؤثرة على تكوينها وديناميتها ومحاولة التغلب على الظروف التي تؤدى إلى اضطراباتها في المستقبل والحد من ظهور هذه الاضطرابات والمشكلات المرتبطة بها، حيث يفتقر التراث النفسي إلى الاهتمام بهذا الموضوع.

ثانياً: الأهمية التطبيقية:
تتمثل الأهمية التطبيقية لهذه الدراسة فيما يلي:
أ- القيام بإعداد بعض المقاييس السيكومترية، والتي سوف يتم الاستعانة بها في هذه الدراسة واستخدام بعض الاختبارات والمقاييس الإسقاطية للتعرف على طبيعة العلاقة بين خبرات الإساءة في مرحلة الطفولة وهوية النوع لدى عينة من المراهقين، والتي يمكن استخدامها والاستعانة بها عملياً.
ب- محاولة لفت انتباه الآباء والأمهات والقائمين برعاية الطفل إلى الآثار السلبية لإساءة معاملة الأطفال وتجنب إساءة المعاملة وصولاً إلى الارتقاء بمستوى الطفل والأسرة وأيضاً لفت انتباههم إلى أهمية التربية والتنميط الجنسي للأبناء.
ج- دراسة الحالة للمراهقين المتعرضين لأعلى درجة من الإساءة من منظور كلينيكى سوف يثرى البحث ويوضح أهم الأثار السلبية المترتبة على ذلك، وتوفير المعلومات التي قد تساعد العاملين في مجال التوعية والإرشاد الأسرى الوقائي في الحد من هذه المشكلة.
د- تعد هذه الدراسة تمهيداً للباحثين للقيام بدراسات حول فاعلية برامج إرشادية للأشخاص الذين تعرضوا لخبرات إساءة في مرحلة الطفولة، وبرامج للوالدين والقائمين برعاية الأطفال لتوعيتهم وتعريفهم بالطرق والأساليب الصحيحة للتعامل مع الأبناء، وأيضاً محاولة القيام ببرامج إرشادية للوالدين من أجل تعزيز فهمهم لمشكلات اضطراب هوية النوع ومحاوله التدخل المبكر للوقاية منها.
لذا فالدراسة الحالية تعد على قدر من الأهمية سواء ً من الناحية النظرية أو التطبيقية.
فروض الدراسة:
صيغت الفروض كما يلي:
1- توجد علاقة ذات دلالة إحصائية سالبة بين درجات افراد عينة الدراسة على مقياس خبرات الاساءة في الطفولة ودرجاتهم على مقياس هوية النوع لدى المراهقين.
2- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات مكونات هوية النوع للمراهقين حسب نوع الإساءة التي تعرضوا لها أثناء مرحلة الطفولة.
3- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الجنسين على مقياس هوية النوع.
4- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الجنسين على مقياس خبرات الإساءة في مرحلة الطفولة.
5 - توجد خصائص كلينيكيه مميزة لحالات عدم تحديد الهوية لدى المراهقين ترتبط بخبرات الإساءة التي مرت بهم في طفولتهم.
منهج الدراسة وإجراءاتها:
1- منهج الدراسة:
تستخدم الباحثة المنهج الوصفي المدعم بالمنهج الكلينيكي انطلاقاً من اعتباره المنهج المناسب لطبيعة متغيرات الدراسة.
2- عينة الدراسة:
تتكون عينة الدراسة من:
• العينة السيكومترية: وتتكون من (234) طالب من طلاب المرحلة الإعدادية (ثانية إعدادي) وتنقسم إلى (74 ذكراً ،160 أنثى) تراوحت أعمارهم ما بين (14-15) سنة.
• العينة الكلينيكية: وتتكون من (2) مراهقين (ذكر وأنثى)، وهم من الحالات الطرفية داخل أفراد عينة الدراسة السيكومترية.
3-أدوات الدراسة:
تشتمل الدراسة الحالية على مجموعة من الأدوات وهي:
أ- أدوات قياس سيكومترية:
- مقياس خبرات الإساءة في الطفولة. إعداد /الباحثة
- مقياس هوية النوع (الصورة الذكورية، والصورة الأنثوية) للمراهقين. إعداد /الباحثة
- اختبار الصور المخبأة لقياس الذكاء. أ.د. فاروق عبد الفتاح على موسى(2014)
ب- أدوات قياس كلينيكيه:
- استمارة دراسة الحالة. إعداد / الباحثة
- اختبار تفهم الموضوع T.A.T إعداد /هنري موراى (1935)
- المقابلة الكلينيكية غير المقننة.
4- الأساليب الإحصائية:
استخدمت الدراسة الحالية الاساليب الاحصائية المناسبة لتقنين ادوات الدراسة، والتي تناسب تحليل البيانات؛ مع مراعاة طبيعة الفروض التي يتوجب التحقق منها، وبالتالي كانت الاساليب الاحصائية المستخدمة هي:
أ- التحليل العاملي Factor analysis
ب- اختبار ت t -test
ج- معامل ارتباط بيرسون.Pearson correlation coefficient.
د- معامل الثبات (ألفا كرومباخ) Cronbach Alpha
ه- معامل التجزئة النصفية.Half split factor
نتائج الدراسة:
1- توجد علاقة ذات دلالة إحصائية سالبة بين خبرات الإساءة في مرحلة الطفولة وهوية النوع.
2- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات مكونات هوية النوع للمراهقين حسب نوع الإساءة التي تعرضوا لها أثناء مرحلة الطفولة.
3- توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات أفراد العينة وفقاً للنوع (ذكور – إناث) في كل الأبعاد والدرجة الكلية على مقياس خبرات الاساءة في الطفولة في اتجاه الذكور، باستثناء البعدين (الإساءة البدنية، والاساءة الانفعالية).
4- توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات أفراد العينة وفقاً للنوع (ذكور – إناث) في كل الأبعاد والدرجة الكلية على مقياس هوية النوع لصالح الذكور، باستثناء بعد التوحد الجنسي والدرجة الكلية للمقياس.
أسفرت نتائج الدراسة عن تحقق الفرض الكلينيكى، حيث أظهرت دراسة الحالة الكلينيكية وجود خصائص كلينيكيه مميزة لحالات عدم تحديد الهوية لدى المراهقين وقد كشفت الدراسة الكلينيكية العلاقة السببية التي تربط تلك الخصائص بخبرات الإساءة التي مرت بأفراد العينة الكلينيكية في طفولتهم لدى الحالتين سواء الذكر أو الأنثى، كما أظهرت النتائج بشكل عام وجود خلل ومشكلات تواجه تكوين الهوية الجنسية لدى الحالتين.
مما يدل على وجود علاقات سببية بين خبرات الإساءة في مرحلة الطفولة وتكوين الهوية الجنسية لدى الأبناء، وما يرتبط بها من ديناميات الشخصية وعواملها الكامنة؛ حيث يتضح لنا أثر الخبرات السيئة السابقة في حياة الأبناء، ليس على حاضر الأبناء فقط، بل يمكن أن يمتد أثره إلى مستقبل هؤلاء الأبناء.