Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التماسك النصي والدلالي
في شعر عبد العزيز المقالح ديوان :
المؤلف
المحنش ؛ امة السلام مثني علي
هيئة الاعداد
باحث / أمــة السـلام مثنى على المحنش
مشرف / محمد عبد المطلب مصطفى
مشرف / طارق سعد شلبي
الموضوع
الشعر العربي- اليمن- تاريخ ونقد- العصر الحديث
عدد الصفحات
222ص.
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2015
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التمريض - اللغة العربية وآدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 32

from 32

المستخلص

في الختام لابد من ذكر ملخص البحث وأبرز ما جاء فيه من نتائج وهي على النحو الآتي:
1- إن النص العربي يحتفظ بانفراده واستقلاليته، وله خصوصيته التي تميزه عن غيره من النصوص في اللغات الأخرى، وقد جاء عبد القاهر الجرجاني ووضع في نظريته (النظم) إضاءات للنظر إلى النص وتفسيره.
2- إنه لا يعيب الإفادة من الدراسات النصية الوافدة، ولكن في حدود ما يتلاحم مع نسيج النص العربي، وينسجم مع بنائه، لأن إقحام الوافد في النص العربي ينتزع روحه، ومن ثم تستغلق معانيه ودلالاته، فيبقى كما الزرع الموضوع في غير بيئته، إذ يتفسخ ويصبح غير صالح لإنتاج ثماره.
3- إن (الإحالة المستمرة) لا تتوافق مع العربية، لأن في العربية الضمير يعود على أقرب مذكور.
4- إن (الإحالة القبلية) غير مطلوبة في النحو العربي، لأن مرجع الضمير يجب أن يكون سابقًا، ولا يجوز عود الضمير على متأخر لفظًا ورتبة، فلا نقول: (أكرمته محمدًا)، لكن يجوز عود الضمير على متأخر في اللفظ إذا كان متقدمًا في الرتبة، مثل: (ذاكر درسه خالد)، فخالد متقدم رتبة لأنه فاعل. أما ضمير المتكلم فمرجعه الذات المتكلمة، وكذلك ضمير المخاطب. ويخرج من هذه القاعدة ضمير الشأن أو ضمير الفصل، مثل (قل هو الله أحد)، فضمير الشأن (هو) مرجعه (الله).
5- إن (الإحالة الداخلية) أمر مألوف في اللغة العربية، فقولنا: (محمد أكرمته)، يعود الضمير إلى مفردة حاضرة داخل النص، وأما (الإحالة الخارجية) فهي خصيصة لا تتناسب مع العربية، ويوازيها في العربية (المرجع المفهوم) في مقابل المرجع الملفوظ.
6- من اللمحات البارعة لعبد القاهر الجرجاني أن الإحالة مع الاسم الموصول لا تستخدم إلا إذا سبق علم المتلقي بها، نحو (جاء الذي أحبه)، فهناك عهد ذهني بين المتكلم والمستمع حول (الذي).
7- في الدراسات الوافدة أن أهم مفردة (عنصر إشاري) يرتبط بها أكبر عدد من الضمائر (العناصر الإحالية)، ومن خلال متابعة شعرية المقالح تبين أن هذه سمة تتنافر مع خصائص النص العربي، لأن المفردة التي يرتبط بها أقل عدد من الضمائر قد تكون هي محور النص.
8- وفي الدراسات الوافدة –أيضًا- أن المفردة (العنصر الإشاري) الذي يعود عليها ضمير واحد (عنصر إحالي واحد) لا تمثل محورًا رئيسيًا، وعند التعرض لشعرية المقالح اتضح أن هذه خصيصة لا تتوافق مع العربية؛ لأن المفردة التي يعود عليها ضمير واحد قد تكون هي اللبنة الأساسية التي يبنى عليها النص.
9- عبد القاهر الجرجاني في نظريته (النظم) لا يعتمد على مقولة العمدة والفضلة، أو المكمل والأساسي، حسب ما قرره النحاة، بل ينظر للنص على المستوى الصياغي، وعلى المستوى الدلالي؛ أي إن قانون (السبك والحبك) في الثقافة العربية سبق منجزات (لغة علم النص) تاريخيًا.
10- تنبه البلاغيون إلى فرق دقيق بين بنية الحال وبنية النعت، ذلك أن الحال تكون وظيفتها الغالبة أن تكشف للمتلقي شيئًا يجهله مثل: (جاء أحمد مسرعًا) لمن يجهل كيفية مجيء أحمد، أما قولنا (جاء محمد الكريم) لمن عنده علم بكرم محمد. وهذا الفرق الدلالي الدقيق تنبه له البلاغيون وأغفله النحاة.
11- وهناك فرق دقيق في عملية الإحالة بين الحال والنعت، ذلك أن الإحالة في الحال متحركة بين إحالة تقدمية، وإحالة تراجعية، فحين نقول: (جاء أحمد مسرعًا) تكون الإحالة تقدمية، لكن من الجائز القول: (مسرعًا جاء أحمد) فتتحول من إحالة تقدمية إلى تراجعية، لعودة حالة الإسراع المتقدم إلى أحمد المتأخر. أما في النعت فإن الإحالة تكون تقدمية بالضرورة، لأن طبيعة النعت أن يتأخر عن المنعوت، وعلى هذا النحو يكون البدل لأنه لا يتقدم على المبدل منه، والتوكيد، لأن المؤكِّد لا يتقدم على المؤكَّد.
12- في مجال التكرار أفاد علماء النص من الدراسات اللغوية والدلالية الحديثة، وزادوا أقسام التكرار إلى أربعة أقسام، هي: (إعادة عنصر المعجمي، والترادف أو شبه الترادف، والاسم الشامل، والكلمة العامة). والحق أن هذه المسميات كانت موجودة في الدرس البلاغي، فالتكرار قد يكون في اللفظ والمعنى، وهو (التكرير اللفظي)، وبتعبير اللسانيات المعاصرة (إعادة العنصر المعجمي نفسه)، وقد يكون التكرار في المعنى دون اللفظ، وهو (التكرير المعنوي)، وباصطلاح اللسانيات النصية (الترادف أو شبيه الترادف). أما القسمان الأخيران فلا يتوافقان مع مجال التكرار؛ ذلك أن (الاسم الشامل) يقابله في العربية (علاقة المصاحبة)، وأما (الكلمة العامة) فيقابلها في العربية (علاقة الاستبدال).
13- إن قراءة شعرية عبد العزيز المقالح في ضوء الدراسة النصية الحديثة، تضع القارئ أمام نتاج شعري يتميز بالتركيز والتكثيف، ويتحاشى التفصيلات التفسيرية، فضلاً على قدرة الشاعر على استثمار الطاقة اللغوية بطريقة بسيطة وعفوية دون تكلف، وتشكيل صور من الجمالية الفنية.
14- معجم ألفاظ (الحزن والموت) احتل النصيب الأكبر في الشعرية، فكان انعكاسًا للبيئة التي اتصل بها الشاعر، إذ وجد فيه منفذًا واسعًا للخروج من عذاباته النفسية، فشكل من خلاله صورًا من الأداء الفني اتسمت بالكثير من القيم الروحية.
15- الشعرية تمتلك ثراءً وتنوعًا لغويًا سواء على المستوى الكمي ودقة اختيار المفردات وتوظيفها في السياق أم على المستوى الكيفي وتكوين شبكة من العلاقات، مما جعل العمل الفني وحدة كاملة متلاحمة.