الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص عنيت الدراسة بالكشف عن أبرز القيم الخلقية التي تحلى بها شعراء العصر الأموي وأثر هذه القيم في تشكيل سلوكهم في عصرٍ تعددت فيه ألوان الترف والنعيم وانجرف بعض أبنائه وراء التمتع بالملذات والتلذذ بمباهج الحياة ، وخاض بعضهم الآخر العديد من الحروب والصراعات السياسية والمذهبية في سبيل الوصول للحكم واعتلاء كرسي الخلافة . تقع هذه الدراسة في أربعة فصول ومقدمة وتمهيد وخاتمة ، حيث اشتملت المقدمة على تبيان حدود الموضوع وأهميته ، وتقسيمات البحث . أمّا التمهيد فقد بحث في مفهوم القيمة ، ومفهوم الأخلاق ، وأثر الإسلام في تشكيل منظومة القيم من خلال ما شرعه من ضوابط تزيد من فاعلية هذه القيم وتسمو بغايتها . وتناولت الدراسة في الفصل الأول القيم الأخلاقية في الشعرالأموي من حيث كونها تمثل موقفًا من الأخلاق ، وليس خطابًا تنظيريًا لها ؛ حيث الظاهرة الأخلاقية في الشعر تعمّق الإحساس بالفضائل ، وتزيد من تفعيل الاتجاه السلوكي عند الممدوح أو الشاعر موضوع التجربة أو المتلقي من طوابع تأثيرية ، وظواهر أسلوبية ، غايتها تجسيد المثال أو النموذج ، ولذلك جاء الفصل الأول من هذه الدراسة بعنوان القيم الخلقية في الشعر الأموي (دراسة في المضمون الشعري ) واشتمل على خمس قيم أخلاقية هي : الحياء ، والحلم ، والتقوى ، والصدق ، والشجاعة . أما الفصل الثاني فقد بُحث فيه المعجم الشعري الذي استقى منه الشعراء مادتهم اللغوية للتعبير عن هذه القيم . وتنوع أساليبهم بين الخبر والإنشاء بشكل يخدم الأغراض الشعرية الذي يرمون إليها من وراء القيمة التي يتحدثون عنها . أما الفصل الثالث فقد بُحث فيه مفهوم الاستعارة ومصادر تشكيلها وأنواعها المتباينة التى تشكل مناجم الأدبية وكنوزها داخل النص . أما الفصل الرابع والأخير فقد بحث التشكيل الموسيقي لشعرالقيم في هذا العصر ، فالوزن يتيح للشاعر التعبير عن انفعالاته وأحاسيسه بأسلوب هو الأكثر تاثيرًا في المتلقي والأقرب إلى نفسه من التصنع والاختباء وراء قيود الوزنية المحضة . أما القافية فتأتي لتكون البؤرة الإيقاعية التي تنصهر فيها الكلمات على وفق التنظيم الإيقاعي للبيت الشعري . ثم يأتي الإيقاع الداخلي ليعبر عن تتابع كثافة الأصوات والألفاظ والتجنيس والطباق والمقابلة بينها ، وارتباط آخرها بأولها في شكل هندسي يعبر عن هيمنة الحروف والألفاظ برصد تحركاتها داخل النصوص الشعرية وتحولها إلى عناصر إيحاء تؤدي شحنات دلالية يقوم الشاعر بتوظيفها في الإطار الإيقاعي للنص بشكل يكاد يصل إلى ذروة التفاعل بين الصوت والدلالة . وأخيرًا جاءت الخاتمة لتحمل ما توصل إليه الباحث من نتائج أهمها أن القيم الخلقية كانت مرجعية كثيرًا من شعراء العصر الأموي وشكلت كثيرًا من مواقفهم الأخلاقية والسلوكية ، بل وحددت انتماآتهم السياسية والمذهبية وموقفهم من الأحزاب المعارضة، كما رسمت علاقاتهم بأبناء مجتمعهم سواء أكانوا أحبابًا أو أصدقاء أو أعداء. |