الفهرس 
مدخل للدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 305 |  |  |
| | | from | 305 | | |
المستخلص
أُجريت هذه الدراسة على المهاجرين من محافظة سوهاج إلى محافظة القاهرة حيث تعتبر محافظة سوهاج من أكبر محافظات الوجه القبلى طرداً للسكان إلى محافظة القاهرة نظراً لكبر حجم سكانها وقلة مواردها. وهذه الهجرة تسبب مشاكل كثيرة لمحافظة القاهرة من ناحية, وللمهاجرين من ناحية أخرى. استهدفت هذه الدراسة التعرف على أهم عوامل الطرد والجذب للسكان من محافظة سوهاج إلى محافظة القاهرة. كما استهدفت التعرف على المشكلات الناتجة عن الهجرة وميكانيزمات التكيف وقياس مستوى التكيف ونوعية الحياة للمهاجرين فى بيئتهم الجديدة.
وقد أُجريت الدراسة الميدانية على عينة عمدية مكونة من (180) فرداً هاجروا من قرى محافظة سوهاج واستقروا بمناطق مختلفة يقع معظمها بالمناطق العشوائية على أطراف مدينة القاهرة. واعتمدت الدراسة على الأسلوب الوصفى التحليلى وأسلوب المسح الميدانى لتناسبه مع موضوع الدراسة. وقد استخدمت الدراسة ثلاث أدوات من تصميم الباحث (الأستبيان ومقياس التكيف ومقياس نوعية الحياة) فى الدراسة الميدانية للوصول إلى الأهداف المرجوة. واستخدامت الدراسة برنامج الحزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS ) لإجراء عمليات التحليل الإحصائى مثل: النسب المئوية وحساب الصدق والثبات للمقاييس المستخدمة فى الدراسة الميدانية وحساب معاملات الأرتباط والتباين الأحادى والمقارنات المتعددة للمتوسطات.
أهم نتائج الدراسة يمكن تلخيصها كما يلى:
توجد علاقة طردية بين الهجرة من محافظة سوهاج وقلة فرص العمل وأنخفاض الأجور, وكبر حجم الأسرة الأصلية, وعدم وجود ملكية زراعية كافية, وسوء الخدمات العامة. وتمثلت أهم عوامل الجذب بالقاهرة فى توافر فرص العمل وارتفاع الأجور, وفرص الترقى الاجتماعى, ووجود أقارب أو أصدقاء بالقاهرة.
اشارت النتائج إلى أن معظم أفراد العينة يواجهون مشكلات نفسية واجتماعية فى مجتمعهم الحضرى الجديد مثل أختلاف العادات والتقاليد, الشعور بالغربة والعزلة الاجتماعية, والتهميش المجتمعى, والتوتر والقلق بشأن المستقبل, وارتفاع الأسعار فى القاهرة. واشارت النتائج إلى وجود علاقة عكسية بين شدة تأثير هذه المشكلات وطول المدة التى قضاها المهاجر فى محافظة القاهرة. ومن أهم ميكانيزمات التكيف لمواجهة أو تجنب هذه المشكلات هى السكن بجوار الأهل والأقارب, والزواج من الموطن الأصلى, والتنازل عن بعض العادات والتقاليد, والتعامل مع الأسواق الشعبية الرخيصة والتعامل مع الأهل والأصدقاء فقط مما قد يصيبهم بالانطواء.
كما أشارت نتائج التحليل الإحصائى إلى وجود فروق إحصائية ذات معنوية بين فئات المهاجرين الثلاثة بعينة الدراسة الميدانية, وتدل إتجاهات هذه الفروق على انخفاض مستوى التكيف ونوعية الحياة للمهاجرين الجدد مقارنة بأقرانهم الأقدم منهم.
وبناء على هذه النتائج تم استخلاص عددا من الحقائق التى ساعدت فى وضع مجموعة من التوصيات للمساهمة فى حل المشكلات المترتبة على عملية الهجرة الداخلية عامة, ومعالجة مشكلة التضخم الحضرى والعشوائيات فى مدينة القاهرة خاصة.