Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التفاعل الاتصالى للفتاة المصرية فى بيئة الإعلام الجديد/
المؤلف
محمد, سلوي حسن البنا.
هيئة الاعداد
باحث / سلوي حسن البنا محمد
مشرف / حسن عماد مكاوي
مشرف / فاطمة القليني
مشرف / عالية عبد الفتاح
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
372ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - اجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 372

from 372

المستخلص

تساعد نتائج الدراسة على تسليط الضوء على جوانب من واقع حياة الفتاة الجامعية فى المجتمع المصرى, وقدمت مزيداً من الفهم للظروف المجتمعية المحيطة , وتأثير التطورات التكنولوجية والاتصالية المتلاحقة على ثقافة المجتمع بصورة عامة , وبالمقابل ساعدت نتائج الدراسة على التعرف على تأثير البيئة الثقافية على استخدام وسائل الإعلام الجديدة , وذلك من خلال تحليل النتائج الخاصة باستخدام الفتاة لوسائل التواصل الجديدة متمثلة فى موقع التواصل الاجتماعى الفيسبوك. إن أسلوب استخدام الفتيات لمواقع التواصل الاجتماعى يكشف بصورة غير مباشرة عن بعض ملامح الواقع المجتمعى والثقافى الفعلى للمجتمع؛ حيث يبدو أنهما عالمان مكملان لبعضهما البعض , فما لا تستطيع الفتاة إنجازه وتحقيقه فى الواقع الفعلى تستعين بمواقع التواصل الإجتماعى لمحاولة إنجازه. ويتجلى هذا فى عدة صور كما أوضحت نتائج الدراسة ومنها :
- اقبال الفتيات على استخدام الفيسبوك للتعبير عن الآراء ووجهات النظر المختلفة, وفى سبيل هذا قامت بعض الفتيات باتخاذ بعض الإجراءات الوقائية خوفاً من التعرض إلى أى مخاطر قانونية أو اجتماعية؛ حيث قام البعض بعمل حساب آخر لممارسة هذا الدافع – أو استخدام اسم غير حقيقى أو عدم وضع الصورة الشخصية على البروفايل, وذلك خوفاً من المعاقبة القانونية, أو خوفاً من نفور بعض الأصدقاء نتيجة لهذه الآراء. وهو ما يعكس عدم تقبل المجتمع لسماع الآراء المخالفة, وعدم وجود مساحة كافية فى وسائل الإعلام التقليدية لعرض وجهات النظر المختلفة ومناقشتها. وهو واقع اتصالى دفع الفتيات لاستخدام الفيسبوك لإشباع هذا الدافع, رغبة منها فى التعبير عن رأيها وتوصيله إلى الآخرين, وهو أيضاً ما ينعكس على صحتها النفسية بالإيجاب.- ساعد الفيسبوك الفتيات على اكتساب علاقات جديدة؛ حيث اثبتت النتائج أن ما يقرب من 33% من الفتيات تمثل العلاقات الإفتراضية أكثر من 50% من حجم شبكتهن, وهى تلك العلاقات التى لا يعرفن أفرادها بصورة شخصية فى الواقع. وهو ما يعكس رغبة اجتماعية فى التواصل وزيادة رأس المال الاجتماعى التواصلى وهو ما قد يكون غير متاح فى الواقع الفعلى , وذلك نتيجة لثقافة المجتمع والتى لا تسمح ولا تعطى الفرصة للفتاة لإشباع هذا الدافع فى إنشاء روابط وعلاقات جديدة بصورة مستمرة , فوجدت الفتاة فى الفيسبوك الوسيلة والأداة لإشباع هذا الدافع, مما أحدث تنوعاً فى طبيعة أفراد شبكتها الاجتماعية.
- تكشف النتائج عن أن من أهم دوافع استخدام الفيسبوك الرغبة فى المعرفة واستقاء المعلومات والإطلاع على المستجدات. وهو ما يعكس وجود نفور من الاعتماد على وسائل الإعلام التقليدية. إما لعدم الثقة فى محتواها, أو للرغبة فى التعرف على وجهات نظر مختلفة, أو لعدم كون الوسائل التقليدية متاحة بصورة دائمة فى كل وقت مثل الفيسبوك.
- كما تكشف النتائج عن صعوبة تواصل الفتيات بمن لهم نفس الاهتمامات على أرض الواقع. فلا توجد منظمات أو مؤسسات تعمل بشكل منظم تجمع من لهم نفس الاهتمامات ليتعارفوا ويتواصلوا بشكل مستمر, الأمر الذى جعل الفتيات يقبلن بغزارة على الانضمام للمجموعات المختلفة والتى يتشارك أفرادها اهتمامات معينة ومحددة ويتبادلون الخبرات والمعلومات, وهى ميزة اتصالية يوفرها الفيسبوك وحازت على استحسان وإقبال الفتيات على مختلف الاهتمامات التعليمية والدينية والنسائية وغيرها.
- كشفت النتائج عن إقبال الفتيات على الرغبة فى التعبير عن ذاتهن وتقديم أنفسهن للآخرين لتترك انطباعاً مقصوداً. وربما تكون هذه الفرصة غير متاحة فى الواقع الفعلى؛ فكون الفيسبوك وسيلة اتصال غير مباشرة يمكن الفتاة من التفكير والتعمق والاختيار من الكلمات والعبارات والأسلوب المناسب, مع القدرة على التعديل واتخاذ رد الفعل المناسب لتظهر الفتاة بالشكل التى تود الظهور به. وربما يعكس هذا الإستخدام عدم وجود مجال أو أنشطة فعلية تستطيع من خلالها الفتاة تقديم نفسها وتدعيم مركزها وسط أقرانها وإثبات شخصيتها. وهو ما وجدته متاحاً على الفيسبوك.
وكما يمكن استشفاف الواقع من خلال طرق ودوافع استخدام الفيسبوك فإن الفيسبوك يتأثر استخدامه بثقافة المجتمع. ويتجلى هذا فى النقاط التالية كما أوضحت النتائج:
- أعربت بعض الفتيات أن بداية استخدامها للفيسبوك كان بسبب تفضيل أصدقائها للتواصل من خلاله, وأنهن شعرن بالانفصال عن أصدقائهن إذا لم يستخدمن الفيسبوك, وهو ما اضطرهن لإستخدامه فى البداية. وهذا يعكس مدى تأثير وسائل التواصل والإعلام الجديدة على ثقافة المجتمع؛ حيث أصبح استخدام هذه الوسائل نوعاً من الثقافة فى المجتمع, وأصبح من لا يستخدمها يشعر بالغربة والانفصال.
- كشفت النتائج عن وعى الفتاة باتخاذ إجراءات وقائية لتتجنب انتهاك خصوصيتها وللحفاظ على معلوماتها, وذلك بعد أن انتشرت جرائم الإنترنت بصورها المختلفة على صفحات الإنترنت وازدادت مع انتشار استخدام وسائل التواصل الإجتماعى, والتى تصل مخاطرها إلى الواقع الفعلى وتهدد حياة الفرد وسمعته, وفى بعض الأحيان تهدد سلامته هو وأسرته.
- انعكست ثقافة المجتمع لتؤثر على كيفية اختيار الفتاة لأصدقائها على الفيسبوك, وخاصة فيما يتعلق بإضافة الذكور من غير الأقارب والمعارف, وهو الأمر الذى عبرت عنه الفتيات فى المقابلات الشخصية بصورة كبيرة من رفض الأسرة و تحفظها على هذا السلوك, بالرغم من كونهن من خلفيات ثقافية مختلفة, وهو ما يعكس تأثير ثقافة المجتمع على استخدام الفيسبوك.
وأخيراً يتضح من هذا العرض ضرورة فهم الواقع الإتصالى لوسائل التواصل والإعلام الجديدة وكيفية استخدامها من قبل فئات المجتمع المختلفة ليس فقط لإثراء البحث العلمى واختبار النظريات والفروض العلمية ومدى صمودها وصلاحيتها لفهم وسائل الإعلام الجديدة وتداعياتها , وإنما أيضاً للتعرف على السلبيات التى يمر بها المجتمع فى فترة زمنية ما , ومحاولة تقديم الحلول المناسبة والتى تناسب كل فئة والمساعدة على تقديم المعلومات لرسم السياسات المختلفة