![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين وبعد. فقد عرفت مسائل الدين مجالاً واسعاً للدراسة منذ القدم، حيث تناول المفكرون قضاياً عدة ترتبط بهذا الشأن، كنحو بحثهم في أصول الكون ووجود الخالق له، هذا إلى جانب بحث المسائل الكونية والطبيعية التي ترتبط بالدين أيضاً. وقد اتسعت الدراسة لمسائل الدين لدى المفكرين الذين بحثوا في هذه المسائل بتأثر وتوجيه من النصوص الدينية في الأديان السماوية، خاصة في المسيحية والإسلام، حيث عرف حقل الدراسات الدينية العديد من الإسهامات التي حفلت بتصورات عميقة، هذا من جانب، كما أنها تميزت بتباين في المناهج والأطر التي درست من خلالها تلك المسائل، من جانب آخر. وهذه الدراسة التي بين أيدينا، وموضوعها ”دراسة الأديان بين المعتزلة واللاهوتيين الشرقيين، تتناول إسهام هذين الفريقين في بحث المسائل الدينية وذلك في صورة مقارنة من أجل الوقوف على الخصائص التي اتسمت بها تلك الدراسة عند كل منهما، وتبين المناهج التي درس من خلالها كل من الجانبين لتلك المسائل الدينية. وهي تتناول آراء المعتزلة واللاهوتيين الشرقيين الذين عاشوا في القرون من الثاني إلي السابع الهجري / السابع إلي الثالث عشر الميلادي . أولاً : دوافع دراسة الموضوع: هناك عدة أسباب دفعت إلى دراسة هذا الموضوع يمكنهم الإشارة إلى بعض منها على النحو التالي: 1- الوقوف على طبيعة دراسة مسائل الدين بين المعتزلة واللاهوتيين الشرقيين وما جاء فيها من تصورات، وذلك من حيث قربها أو بعدها من الجوهر الصحيح لمعنى الدين وما يرتبط به في الإسلام والمسيحية. 2- الموازنة بين المناهج التي درس من خلالها المعتزلة واللاهوتيين الشرقيين مسائل الدين، ومدى الالتزام فيها بجانبي العقل والنقل، ومدى الاعتماد كل جانب منهما دون آخر. 3- تبين الأثر الفلسفي الذي يمكن أن يكون قد نفذ إلى المعتزلة واللاهوتيين الشرقيين في دراستيهما لمسائل الدين، لأنه من الثابت أن الفريقين قد كان لهما صلة واسعة بمسائل الفلسفة على تنوعها. |