الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يهدف البحث الى ان ابن رشد من أهم فلاسفة الإسلام الذين كان لهم دور بارز في إرساء قواعد الفكر الفلسفي الإسلامي, وأشتهر ابن رشد بمنهجه العقلاني والنقدي الذي يميزه عن غيره من الفلاسفة السابقين, فكان له دورًا كبيرًا في بلورة العلاقة بين الدين والفلسفة, وحاول الدفاع عن الفلسفة ضد الهجمة القوية التي وجهها الإمام الغزالي للفلاسفة, كما قدم ابن رشد أفضل الشروحات في تاريخ الفلسفة, فهو يجسد خير من شرح مؤلفات ارسطو, حتى أعتبره البعض تلميذ لأرسطو رغم الفارق الزمني, وأطلق عليه دانتي في الكوميديا الإلهية لقب الشارح الأكبر. ويعتبر الاستدلال من أهم المناهج المستخدمة في تناول القضايا الفلسفية, وهو الذي يعتمد الدليل البرهاني أساسًا للوصول إلى الحقيقة, فيمكن الفيلسوف من الوصول إلى مقصده وغايته؛ فالاستدلال يعد من أكثر التجارب الفكرية شهرة, ويقوم على معالجة المشكلات الفلسفية العقلية, والتي تتزايد قدرة العقل على معالجتها باكتساب مهارة الاستدلال. والاستدلال يقوم على إدراك العلاقة بين المقدمات والنتائج, وهو عملية فكرية تتضمن الوصول إلى الحقائق والمعلومات بطريقة صحيحة ومنتظمة, لذلك لجأ ابن رشد إلى استخدامه كأداة تمكنه من الوصول إلى حقائقه الفلسفية, فاتسمت فلسفته ومذهبه بالسمة العقلانية القائمة على البرهان والنظر. وتعتبر هذه الدراسة بمثابة إحياء وبعث للفكر الرشدي بأبعاده النقدية والعقلية, وذلك لإلقاء الضوء على الجوانب الفلسفية التي استخدم فيها ابن رشد الاستدلال الفلسفي لتأكيد صدق كلامه وحقائقه الفلسفية التي يتوصل إليها, ولتدعيم نقده للسابقين من الفلاسفة والمتكلمين في المسائل التي نقدهم فيها. فأهمية ابن رشد بوصفه فيلسوفًا تكمن في منهجه الاستدلالي والنقدي العقلاني, والذي يظهر بوضوح من خلال كتبه الأساسية وشروحاته لفلسفة أرسطو وتصنيفها وتخليصها من الشوائب والأخطاء التي تعرض لها, فمضى ابن رشد بها على طريق العقل واستطاع شرحها وتلخيصها, وأضاف عليها من روحه الفلسفي الأصيل. |