الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص المقامة هى ” أحاديث تلقى فى جماعات .. ، تصاغ فى شكل قصص قصيرة يتأنق فى ألفاظها وأساليبها ، ويتخذ لها راو وهو عيسى بن هشام ، وبطلا واحدا هو أبو الفتح الإسكندرى الذى يظهر فى شكل أديب شحاذ ، لا يزال يروع الناس بمواقفه بينهم وما يجرى على لسانه من فصاحة فى أثناء مخاطباتهم .. أول من أعطاها معناها الفنى هو بديع الزمان الهمذانى .. وكان الغرض منها التعليم .. وضعها بديع الزمان لتلاميذه لتعلّم أساليب اللغة العربية ووقوفهم على ألفاظها..”( ) ، ”.. وتقوم على حدث طريف مغزاه مفارقة أدبية أو مسألة دينية أو مغامرة مضحكة ،تحمل فى داخلها لونا من ألوان النقد أو الثورة أو السخرية ، وصنعت فى إطار الصنعة اللفظية والبلاغية.. ”( ) نشأت المقامة نتيجة فساد كل من الحياة الإجتماعية والأدبية والسياسية ” فقد سيطر البويهيون على مراكز الخلافة الإسلامية فى بغداد وقد أدى ذلك إلى تفتت الدولة الإسلامية الموحدة وظهور دويلات متعددة فى أمصار العالم الإسلامى وقد نشأ عن هذا الانقسام والتفتت وجود جماعات حاكمة متمتعة بكل الحقوق وأصبح لزاما على الأدباء الاتصال بالحكام والأمراء مادحين إياهم أملا فى العطايا والهبات واهتم كل أديب باظهار التفوق على الآخرين فى مجال الصنعة والإكثار من المحسنات اللفظية والمعنوية.. ”( ). وبالتالى أصبح الأدب وسيلة للكسب ” فلا غرابة أن تظهر جماعة من العامة تتخذ من الأدب وسيلتهم إلى التسول ، وكان من هؤلاء طائفة من الساسانيين أو بنى ساسان نسبة إلى ساسان ويطلق عليهم أهل الكدية ، وكانت هذه الطائفة تتجول فى البلاد تستجدى وتحتال وسيلتها المقدرة الأدبية فتحتال بها على الناس وتبتز المال بالدهاء والحيل. |