الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يعتبر مقدم طفل جديد فى الأسرة بمثابة حلم تحقق و أملاً أصبح واقعاً ، و لكن عندما يكون هذا الطفل به إعاقة فهنا تكون بداية مرحلة جديدة من الآلآم و الضغوط النفسية التى تنتاب الأسرة بكاملها ، ولاسيما إذا كانت مرتبطة الإعاقة العقلية . فوجود طفل معاق عقليا فى الأسرة له تأثير كبير على بناء الأسرة ووظائفها و تطورها ، إذ أن وجود هذا الطفل يسبب للأسرة بعض المشكلات الوجدانية و السلوكية و الإقتصادية و الإجتماعية ، و من جهة أخرى ينتاب هذه الأسرة شىء من عدم الإستقرار و الخوف الشديد على مستقبل طفلهم ؛ كما يفرض على والديه و أسرته ظروف خاصة و حاجات خاصة لمواجهة هذه الظروف و التعامل معها ، و يمكن القول أنه بوجود مثل هذا الطفل فى الأسرة يمثل مصدر من مصادر الضغوط المزمنة و التى تتحول إلى أزمات عند نقاط زمنية معينة ( محمد محروس الشناوى ، 1997: 35) ووجود الطفل المعاق عقليا فى الأسرة يعوق الوالدين عن رعاية أخوته العاديين و توجيه الإهتمام الكافى لهم ، و توجيه الإهتمام الأكبر إلى الطفل المعاق عقليا ، مما يؤدى إلى شعور الأخوة العاديين بالغيرة و الرفض و الغضب ؛ ويؤدى ذلك إلى تولد الكثير من الصراعات النفسية و التوتر فى علاقاتهم بأخيهم المعاق عقليا ، و الوالدين و البيئة المحيطة بهم . والأخوة العاديون غالبا ما ينظرون إلى أخيهم المعاق عقليا كمصدر إحباط دائم لكثير من آمالهم و طموحاتهم و تمثيلهم للأدوار الاجتماعية ، مما يزيد من إحساس الأخوة العاديين بالإحباط و القلق و تكليف الأسرة لهم بتحمل بعض المسئوليات تجاه أخيهم المعاق عقليا ، قد تتجاوز أعمارهم الزمنية و قدراتهم الجسمية مما يؤدى إلى نشوء صراع نفسى لدى الابناء (إيمان كاشف ، 2008: 232) وقد بدأ الباحثون في السنوات الأخيرة التأكيد علي ضرورة فهم متطلبات نمو الإخوة العاديين داخل الأسرة ، وإكتساب نفاذ البصيرة بالطرق ، والأساليب اللازمة لمساعدتهم ، لذا برزت دراسة تأثيرات الأخ أو الأخت ذوي الإعاقة علي الإخوة العاديين كمجال مهم للبحث في الآونة الأخيرة ، و ظهرت الحاجة الماسة إلي البحث المتعمق لفهم العلاقة بين الإخوة المعاقين والعاديين وأدوارهم النسبية في الأسرة ، والتأثيرات المتبادلة بينهم، من أجل صياغة تصورات واقعية حول علاقات الإخوة وتقديم المساعدات الإرشادية للإخوة العاديين والتغلب علي الآثار السلبية لرعاية طفل معاق عقلياً في الأسرة (إيمان فؤاد كاشف ، 2001 : 183 ). |