![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعد هذه الدراسة من الدراسات التى تتحدث عن القرية والمدينة فى أعمال يحيى الطاهر عبد الله ، ويقيم فيها الباحث موازاة بين القضايا السائدة فى القرية والمدينة ، ويوضح تأثير هذه القضايا على شخصيات القرية والمدينة ، حيث عبر الكاتب من خلال قصصه عن واقعه الريفى الذى يعيش فيه كنوع من الاحتجاج الاجتماعى الرافض لهذا الواقع الريفى المشحون بتصورات خرافية وممارسات خاطئة ، وموازاة هذا الواقع القروى الذى عاش فيه صباه وبداية شبابه بواقع المدينة التى قضى فيها النصف الثانى من عمره وقد عبرت قصص الكاتب فى القرية والمدينة بلغة خصبة راقية عن وجود بعض المشكلات فى هذا الواقع ، وكأنها تريد حلاً لهذه المشكلات ؛ ليتخلص المجتمع منها ، ويعيش فى سلام ، وقد ناقش الكاتب هذه القضايا فى قصصه برؤية سياسية واعية ، فهو ابن قرية الكرنك فى مدينة الأقصر التى تقع فى أقصى جنوب مصر، وكلما فارقها يشعر بالغربة والقمع الذى وجدهما فى خارجها ؛ لذا يشعر بالحنين إلى االكرنك . وتناول الباحث فى الباب الأول من هذه الدراسة بعض القضايا التى أثرت على القرية والمدينة تأثيراً سلبياً ، فمثلاً قد عانت القرية من السلطة بداخلها سواء كانت من الأسرة متمثلة فى الجد أو الأب ثم تُورث إلى الأبن مع غياب لدور المرأة داخل القرية . أو تقع السلطة على شخصيات القرية من خلال قوانينها المتمثلة فى العادات والتقاليد الخاطئة التى لايستطيع أحد كسرها . وقد عرض الباحث بعض القضايا التى أثرت فى القرية والمدينة مثل علاقات القوة والسلطة والخرافة والجهل والرذيلة والفساد الأخلاقى ، كذلك طرح الباحث القضايا السياسية فى القرية والمدينة ، ثم ناقش القضايا الاقتصادية فى القرية والمدينة ، وناقش تأثير هذه القضايا على مجتمع القرية وشخصياتها ، ثم موازاة هذه القضايا بمجتمع المدينة ، وشرح ما فيها من قضايا قد أثرت عليها من خلال موازاة قضايا القرية بالمدينة . وناقش الباحث فى الباب الثانى التشكيل الفنى للقرية والمدينة من خلال دراسة المكان والزمان ، والأحداث ، والشخصيات ، واللغة داخل القرية ، ثم موازنة ذلك بقصص المدينة ، وتناول الباحث تأثير المكان والزمان على الأحداث فى القرية والمدينة ، وارتباط الشخصيات بالمكان والزمان داخل القرية والمدينة ، وعبر الكاتب عن ذلك بلغة خصبة بالمفردات من واقعه الريفى الذى نشأ فيه. |