الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد تبين لنا من خلال دراستنا للإمام الغزنوي أحد الأئمة المنسوب إلي المدرسة الماتريدية، أنه عالم جليل له أراء هامة في خدمة العقيدة الإسلامية. - وقد استخلصت من خلال دراستي للإمام الغزنوى النتائج التالية: 1- الغزنوى جمع بين جناحي وجانبي الدين (الجانب النظري) والعقيدة (الجانب العملي) . 2- تثبت هذه الدراسة أهمية كتب الغزنوى لما تحتويه من نزعة توفيقية بين المدارس الكلامية المختلفة حيث عمد الشيخ إلى أمهات الكتب في علم الكلام لدى المدارس الكلامية المختلفة، قم قام بصياغة ما تحتويه من آراء صياغية جديدة ، محاولاً إزالة الخلاف بين هذه الآراء . 3- تثبت الدراسة أن الغزنوى لديه نزعة توفيقية جديرة بالدارسة والفحص. 4- للشيخ دلالة على زمانه، وأبحاثه التي حملت مادة غزيرة عالجت قضايا عصره، وإجماع الكثير من العلماء على أن أدلته وحجة قائمة على برهان من ربه معتصم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. 5- أجمع العلماء أن الغزنوي كان حنفي المذهب، ويتضح ذلك من خلال مقدمته” مقدمة الغزنوي”، كما أنه كان ماتريدي العقيدة وهو ما كان واضحًا من خلال أرائه التي ذكرها في كتبه. 6- اتبع الغزنوي منهج أبو منصور الماتريدي في استدلالاته علي وجود الله تعالي من استخدامه لدليل النظام، والإتقان، وقد انطلق في معظم أدلته من القرآن. 7- يبدو الغزنوي في بعض القضايا أقرب إلي المعتزلة من الأشاعرة، فالعقل عنده له منزلة كبيرة علي الفكر الإسلامي ولكن من غير إسراف فهو لم يجنح إلي التعويل علي العقل كما ذهبت المعتزلة، فقد استمسك بالنص أحيانًا بدرجة أقوي من الأشاعرة كما يبدو ذلك في صفة التكوين. 8- في أفعال العباد يثبت الغزنوي الاختيار للإنسان، وتأثير القدرة الإنسانية في الفعل، وصلاحها للضدين، وهو لا يرتضي موقف المعتزلة الذين وسعوا في مجال الحرية الإنسانية، كما أن موقفه يغاير كسب الأشعري. 9- انتهي الغزنوي في أمر النبوة إلي أنها ضرورة إنسانية، وحاجة بشرية، فإذا ما اجتمع مع الأنبياء وحي يتنزل، ومعجزات تتحدي بآيات باهرة، وضروب من الإعجاز قاهرة، لم يبق بعد ذلك لكافر من حجة أو سبيل إلا حجة الجهل والهوي. 10- مذهب الغزنوي هو مذهب أهل السنة والجماعة في أنه لا يجب علي الله شئ، فهو المعبود المستحق للعبادة، وأن السعيد في الدنيا هو من رضي بقضاء الله وقدره. فقد امتاز الغزنوي بعمق الفكر، وبقوة الأدلة، فأنتج ثمارًا عقليًا من أروع نتاج العقل الإسلامي للدفاع عن العقيدة الإسلامية. وبعد، فقد حاولت في هذا البحث أن أكشف القناع عن أراء علم شامخ من أبرز أعلام أهل السنة عامة، والمدرسة الماتريدية خاصة، وأظهرت ما فيها من وضوح الحجة، وسطوع البرهان، وما اتسمت به من فكر مشرق، فهو سني متفتح قدم حلولا لقضايا وضعت في محل خلاف بين المتكلمين. |