الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن الباحث فى التوراة باعتبار أنها احد الكتب السماوية وباعتبار أنها من عند الله غير أنها مدت إليها يد التحريف والتبديل وما يترتب عليه بوجود معاني كثيرة للإله تظهر المغايرة في المعنى فنجد في سفر التكوين انه ظهر الإله في صور متعددة وصفات اقرب إلى الوثنية ومفهوم التجسد إلي حد أنهم جعلوا الله عمودا من سحاب أو من نار وصوروه ينزل إلي خيمة الاجتماع ليروه جميعا أو يراه بعضهم ووصفوه تارة برب الجنود ويهوي ورجل عسكري وغاضب ومنتقم ومتقلب المزاج والأهواء ومخرب ومعمر وقد توارث اليهود هذا القول منذ السبي البابلي وظل بين أيديهم يؤمنون به ولذلك فإن التوراة الصحيحة دستور اليهودية وأساس المسيحية وممهد الإسلام لا نجد فيها كاهنا يتحدث عن الثالوث ولا نبيا همس بالتعدد بل إننا نجد جميع الأنبياء وكهنة التوراة ينادونا جميعا بوحدانية الله ولذلك فإننا نجد بأن سفر الخروج قد احتوي علي مجموعة وصايا قد أوصي الله بها النبي موسي حين كلمه علي جبل طور سيناء فإن هذه الوصايا تدل دلالة واضحة علي حقيقة التوحيد الذي كان يجب عليهم أن يتبعوه وتذكر التوراة قولها أيضا في الإصحاح السادس من سفر التثنية نجد وصيه جامعة لإسرائيل ( يعقوب ) يقرر الله فيها الرب إلهنا اله واحد , فتحب الرب إلهك من كُل نفسك ومن كُل قوتك .....) وتذكر التوراة قولها أيضا في سفر الخروج الإصحاح الثامن الفقرة العاشرة تقول (لكي تعرف أليس مثل الرب إلهنا ) ولكن سرعان ما أن تبدل الحال من عبادة الله والتوحيدو, إلي عبادة غيرة والتعدد والتفاضل والتفاخر بين الآلهة فعبدوا العجل والأصنام وغير ذلك وتعددت الأسماء للإله لدى اليهود فأسموه بأدوناي , ياهو , يهوه , أيل , الوهيم , بعل , اهيه فهذا العدد الكبير من الآلهة يشير بشكل ملموس إلي فكرة رئيسة محتواها , دحض فكرة الدين السماوي الموحد أي دحض مفهوم التوحيد عند اليهود فلم تتدني مكانة الإله الرب في دين سماوي أو دين وضعي أو حتي في أي منظومة فكرية كما تدنت مكانة الإله في الدين اليهودي ومن ثم فإنه قد ابتعد اليهود عن عقيدة التوحيد . هذا فيما يخص التوراة. |