الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد تعرَّض العالم بأسره للكثير من المعاناة من ويلات الـحروب والـجرائم المرتكبةِ فيها، والـتي بدأت منذ نشأت الخليقة واستمرت حتى وقتنا الحاضر، فلم يخلْ عصر من العصور من أهوالها ومصائبها، وتتعـدد أسباب هـذه الـحروب والجرائم، فقد يكون القتل الجماعي على نطاق واسع لقطاعـات كبيرة من مـواطني دولة ما، نمطًا لسياسة الدولة في ظل نظام متسلَّط دمـوي، وهـو يسعى إلى فـرض سيطرته على منطقة جـغرافية معينة، وخـير مثال على ذلك سياسة التطـهير الـعرقي والـديني في البـوسنة والـهرسك وفي كـوسـوفو، وقد تعكس هـذه الـجرائم رغبة أقلـيةٍ عنصريةٍ أو قبلية في احتكار السلطة السياسية للـبلاد، وتُعتبر السياسة التي أنتهجتها يوغسلافيا السابقة نموذجًا تاريخيًا لهذا النوع من التسلط، ونوعًا من أنواع نظم الحكم فكل ما عانته الإنسانية على مدى تاريخها من شرور الحروب وويلاتها، هو حـصيلة أفكار وقرارات فئة من رؤساء الدول، فقرار الرئيس الأمـريكـي (روزفلت) بضرب اليابان بالـقنابل الذرية، في نهاية الحرب العالمية الثانية، خَلَّفَ أكثر من 300 ألف قتيل من المدنيين الأبرياء، في واحدة من أكبر جرائم الحرب في تاريخ البشرية، وقرار الحرب الذي أتخذه رئيس الدولة الألمانية (أدولف هتلر) عام 1939م، أدى في النهاية إلى مقتل نحو 70مليون شخص في أحدث التقديرات، بالإضافة إلى عدد أكـبر من المُشَرَّدين والمـتأثرين بهذه الحرب، وفي المـقابل فإن السلام الذي ساد العالم في فترات قليلة من تاريخه، هو كذلك نتاج لسياسات حكيمة لهذه الفئة, وغالبًا ما ترتكب هذه الجرائم من قبل الرئيس، فترتكب إما بأمر أو تحريض منه، وإما بتقديمه العون أو الأغراء أو الحث على ارتكابها، كما أنها قد ترتكب بواسطة القوات الخاضعة لسيطرة الرئيس وسلطته. |