الفهرس 
موضوع الدراسة ومفاهميمهايوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 154 |  |  |
| | | from | 154 | | |
المستخلص
بالرغمِ مِنْ أننا نعيش عصرَ السمواتِ المفتوحةِ وتكنولوجيا الاتصالاتِ والاكتشافاتِ العلميةِ, إلا أننا نرى انتشار التفكيرِ الخرافى مرة أخرى, حتى إن العديد من الدراسات التي تَنَاولت الشخصية المصرية, اعتبرت التفكير الخرافى إحدى سمات الشخصية المصرية.
و اشارت بعض الدراسات انه يوجد دجال لكل مائتي و أربعين مصرياً, ودجال لكل ألف عربي. و المصريون رجال وإناث يُنفقون أكثر من عَشرة مليارات من الجنيهات سنوياً, على قراءة الطالع وفك السحر والعلاج من الجان, بل إن العرب ينفقون خمسة مليارات من الدولارات في السنة على المشعوذين. ويؤمنون بان الجان يمكن أن يدخل جسم الإنسان, وان الحسد يسبب الضرر للإنسان, وان السحر يصيب المسحور بالأذى, وان هناك أشياء أو أيام أو حيوانات أو أفراد تسبب النحس أو تجلب الخير, وان قراءة الطالع أو الكف أو الفنجان يمكن أن تكشف المستقبل. و يَرون ”الأولياء” أحياء بعد موتهم كحياتنا, ويمكنهم أن يقوموا بعلاج الأمراض وحل المشكلات, ورَفع المظالم عن الناس.
و تُشير الدراسات إلى أن التفكير الخرافى يَنتشر بين كل فئات المجتمع بكافة طوائفه, فيوجد لدى الأميين و المتعلمين. و يسود في كافة المراحل التعليمية (الابتدائية_الإعدادية_ الثانوية_ الجامعية). كما أشارت الدراسات إلي أن التفكير الخرافى يُوجد لدى الذكور والإناث, و يوجد لدى الريفيين و الحضريين. كما يوجد لدى الفقراء و الأغنياء, و يوجد لدى المتزوجين و العُزَاب. ولكن لم نجد بحث قام بدراسة سبب وجود التفكير الخرافي, أو ما الذي يجعل الناس تُفكر بشكل خرافي, وتضع ذلك في شكل قياس نفسي.
و يمكن أن نطرح السؤال التالي, الذي يحدد موضوع دراستنا الحالية :
ما هي ”الدوافع النفسية” و ”سمات الشخصية” المرتبطة بالتفكير الخرافى؟ وما هي أوجه الاختلاف بين الريفيين والحضريين(المتعلمين والأميين _ الرجال والنساء) في الدوافع النفسية للتفكير الخرافى, وفي ”سمات الشخصية” المرتبطة بالتفكير الخرافى؟
و وضعت الدراسة الحالية عدد من الفروض:
(1)_ توجد فروق دالة احصائيا بين الريفيين والحضريين في درجة وجود التفكير الخرافي, لصالح الريفيين.
(2)_ توجد فروق دالة احصائيا بين الأميين والمتعلمين في درجة وجود التفكير الخرافي, لصالح الأميين.
(3)_ توجد فروق دالة احصائيا بين الرجال والنساء في درجة وجود التفكير الخرافي, لصالح النساء.
(4)_ لا توجد فروق دالة احصائيا بين الريفيين والحضريين في الدوافع النفسية للتفكير الخرافى.
(5)_ توجد فروق دالة احصائيا بين الأميين والمتعلمين في الدوافع النفسية للتفكير الخرافى, لصالح الأميين.
(6)_ توجد فروق دالة احصائيا بين الرجال والنساء في الدوافع النفسية للتفكير الخرافى, لصالح الرجال.
(7)_ توجد فروق دالة احصائيا بين الريفيين والحضريين في أهم سمات الشخصية المرتبطة بالتفكير الخرافى, لصالح الريفيين.
(8)_ توجد فروق دالة احصائيا بين الأميين والمتعلمين في أهم سمات الشخصية المرتبطة بالتفكير الخرافى, لصالح الأميين.
(9)_ توجد فروق دالة احصائيا بين الرجال والنساء في أهم سمات الشخصية المرتبطة بالتفكير الخرافى, لصالح الرجال.
و تكونت عينة الدراسة الحالية من أربعمائة فرداً مصرياً؛ بموجب مائتي فرد من الريف، و مائتي فرد من الحضر. و كل عينة سواء من الريف أو من الحضر تتكون من (خمسين رجلا متعلم, و خمسين رجلا أمي). و ( خمسين امرأة متعلمة, و خمسين امرأة أمية). تتراوح أعمارهم بين العشرين والاربعين سنة. وقد تم اختيارهم بطريقة ”عشوائية عمديه”. وتم تطبيق الدراسة في عدد من المدن و القري بمحافظة دمياط: المُدن (دمياط_عزبة البرج_ميت أبو غالب_ كفر الوسطاني). و القُرى (العنانية_السرو_أم الرزق_ كفورالغاب). وذلك خلال شهور (يوليو_أغسطس_سبتمبر_أكتوبر_نوفمبر_ديسمبر) لسنة 2014ميلادية. واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي, فهي دراسة ”ارتباطيه مقارنة” تبعاً للمنهج الوصفي.
و قد تم عمل مقياس للتفكير الخرافى: من خلال عدة مراحل أولها عمل دراسة استطلاعية, للوقوف علي اهم الخرافات المتداولة في مجتمع الدراسة. و تمثلت المجالات التي ينتشر حولها الكثير من الخرافات, حسب ما أفرزته الدراسة الاستطلاعية, وتوافقاً مع ما جاء في الدراسات التي تناولت التفكير الخرافى, فى:{ السحر. الحسد. الجان. التفاؤل والتشاؤم.التنجيم. }. وقد تم دراسة صدق المقياس بطريقة (صدق المحتوى) و طريقة صدق المحكمين. و دراسة ثبات المقياس بطريقة التطبيق وإعادة التطبيق للمقياسTest-retest reliabilityوقد تبين ثبات المقياس وصدقه.
كما تم عمل مقياس لسمات الشخصية: و قد تم تحديد سمات الشخصية التي ستتناولها الدراسة الحالية من خلال الاطلاع على الدراسات التي تناولت التفكير الخرافى وعلاقته ببعض سمات الشخصية, ومن خلال الدراسات التي تناولت الشخصية المصرية وحددت أهم سمات الشخصية. ومن خلال دراسة الاستطلاعية. وقد استقر البحث على ست سمات من سمات الشخصية. التي كانت أكثر تواترا من غيرها في الدراسات التي تناولت التفكير الخرافى, وفى الدراسة الاستطلاعية. وهي: (التدين.المسايرة. اللامبالاة. المسالمة. الازدواجية.)؛ و تم دراسة صدق المقياس (عن طريق صدق المحتوى) و عن طريق صدق المحكمين. و دراسة ثبات المقياس بطريقة التطبيق و إعادة التطبيق للمقياسTest-retest reliability؛ وتبين صدق وثبات المقياس.
كما تم عمل مقياس الدوافع النفسية للتفكير الخرافي : تم تحديد الدوافع النفسية التي سيتناولها البحث الحالي من خلال الاطلاع على الدراسات التي تناولت التفكير الخرافى؛ ومن خلال الدراسة الاستطلاعية, وقد استقر البحث على أهم الدوافع النفسية للتفكير الخرافى _الأكثر تواترً في الدراسات العلمية, والأكثر تواترا في الدراسة الاستطلاعية _ وهي: (القلق. عدم القدرة على تحمل الغموض. عدم القدرة على حل المشكلات. الرغبة في الاستحسان الاجتماعي. الشعور بالعجز. الشعور بعجز العلم.) وتم دراسة صدق المقياس (عن طريق صدق المحتوى) و عن طريق صدق المحكمين, ودراسة ثبات المقياس بطريقة التطبيق وإعادة التطبيق للمقياسTest-retest reliability؛ وقد تبين صدق وثبات المقياس.
وجاءت نتائج الدراسة علي النحو التالي
أولا: من حيث مقارنة الريفيين بالحضريين, في درجة وجود التفكير الخرافى:
اتضح انه لا توجد فروق دالة إحصائيا بين الريفيين والحضريين في التفكير الخرافى, وأنهما متماثلان, علي كل مقياس فرعي للتفكير الخرافى. ومتماثلان على المقياس الكلى للتفكير الخرافى. واتضح ارتفاع التفكير الخرافي لدي الريفيين والحضريين. وبذلك لم يتحقق الفرض الأول للدراسة.
ثانيا: من حيث مقارنة الأميين بالمتعلمين, في درجة وجود التفكير الخرافى
اتضح تماثل (الأميين والمتعلمين) في ارتفاع وجود التفكير الخرافى بدرجة كبيرة جدا, وانه لا توجد فروق بينهما دالة إحصائيا في التفكير الخرافي. أي تماثل المجموعتين في بعض مجالات التفكير الخرافي ( الحسد_ التفاؤل والتشاؤم_ التنجيم). و اتضح وجود اختلاف بين الأميين والمتعلمين في بعض مجالات التفكير الخرافي (السحر_ الجان) لصالح الأميين, أي انه توجد فروق بينهما دالة إحصائيا عند (0.05). وبذلك لم يتحقق الفرض الثاني للدراسة
ثالثا: من حيث مقارنة الرجال بالنساء, في درجة وجود التفكير الخرافى:
اتضح وجود فروق _دالة إحصائيا_ بين النساء والرجال في التفكير الخرافى سواء على المقاييس الفرعية للتفكير الخرافي, أو علي المقياس الكلي للتفكير الخرافي. واتضح انه لا توجد فُروق دالة إحصائيا بين النساء و الرجال في درجة وجود التفكير الخرافي, وأنهما متماثلان في التفكير الخرافى الذي يوجد لديهما بدرجة مرتفعة جدا. وبذلك لم يتحقق الفرض الثالث للدراسة
رابعا: من حيث مقارنة الريفيين بالحضريين, في الدوافع النفسية للتفكير الخرافى:
اتضح تماثل مجموعتي الدراسة(من الريفيين والحضريين) في الدوافع النفسية للتفكير الخرافي. وبذلك يكون قد تحقق الفرض الرابع للدراسة.
خامسا: من حيث مقارنة الأميين بالمتعلمين, في الدوافع النفسية للتفكير الخرافى:
اتضح عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين الأميين والمتعلمين _أي تماثلهما_ في بعض الدوافع النفسية للتفكير الخرافي (القلق_ الرغبة في الاستحسان الاجتماعي). واتضح وجود فروق دالة إحصائيا_عند(0.01)_ بين الأميين والمتعلمين؛ أي عدم تماثلهما في بعض الدوافع النفسية للتفكير الخرافي (عدم القدرة على تحمل الغموض_عدم القدرة على حل المشكلات_الشعور بالعجز_الشعور بعجز العلم) لصالح الأميين. وبذلك لم يتحقق الفرض الخامس للدراسة. فاتضح تماثلهما في بعض الدوافع واختلافهم في دوافع أخري.
سادسا: من حيث مقارنة الرجال بالنساء, في الدوافع النفسية للتفكير الخرافى:
اتضح عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين الرجال و النساء _أي تماثلهما_ في بعض الدوافع النفسية للتفكير الخرافي(القلق_عدم القدرة على تحمل الغموض_عدم القدرة على حل المشكلات_ الرغبة في الاستحسان الاجتماعي). و اتضح وجود فروق دالة إحصائيا_عند(0.01)_ بين الرجال و النساء أي عدم تماثلهما في بعض الدوافع النفسية للتفكير الخرافي(الشعور بالعجز_الشعور بعجز العلم).. وبذلك لم يتحقق الفرض السادس للدراسة.
سابعا: من حيث مقارنة الريفيين بالحضريين في بعض سمات الشخصية:
اتضح تماثل مجموعتي الدراسة من الريفيين والحضريين, في سمات الشخصية المرتبطة بالتفكير الخرافي (التدين_المسايرة_ اللامبالاة_ المسالمة_ الازدواجية). وبهذه النتائج لم يتحقق الفرض السابع من فروض الدراسة.
ثامنا: من حيث مقارنة الأميين بالمتعلمين, في بعض سمات الشخصية:
اتضح تماثل مجموعتي الدراسة من الأميين و المتعلمين, في سمات الشخصية المرتبطة بالتفكير الخرافي (المسايرة_ اللامبالاة_ المسالمة_ الازدواجية). وقد تماثلا في سمة التدين لكنها ليست من سمات الشخصية المرتبطة بالتفكير الخرافي. وبهذه النتائج لم يتحقق الفرض الثامن من فروض الدراسة.
تاسعا: من حيث مقارنة الرجال بالنساء, في سمات الشخصية المُرتبطة بالتفكير الخرافى:
اتضح تماثل الرجال و النساء في سمات الشخصية المرتبطة بالتفكير الخرافى (التدين_المسايرة_اللامبالاة_المسالمة_الازدواجية), فيما عدا أنهم يتماثلا في سمة ”التدين”, إلا أن هذه السمة ليست من سمات التفكير الخرافي. و بهذه النتائج لم يتحقق الفرض التاسع.
وفي نهاية هذا العرض الموجز, أتمني أن يجد الباحثون في هذه الدراسة ما يُعنينهم علي إجراء دراسات أكثر تعمقا, بما قد يُساهم في بناء تراث نظري يُساعدنا علي فهم الشخصية المصرية وفهم طبيعة التفكير الخرافي, مما قد يُساعدنا علي مواجهة التفكير الخرافي من مُنطلق علمي.
و في النهاية, و قبل البداية أحمد الله الذي أمرنا بالاجتهاد في العلم, ووعدنا أن يُعطي للمُجتهد المصيب درجتان ولا يحرم الُمجتهد المُخطئ من الأجر فيعطيه درجه.
فالحمد لله رب العالمين