الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص عن ثوبان مولي سيدنا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار ، عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسي ابن مريم عليه السلام ” ، كما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : ” وعدنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزو الهند ، فإن أدركتها أنفق فيها نفسي ومالي ، وإن قتلت كنت أفضل الشهداء ، وإن رجعت فأنا أبو هريرة المحرر ” ( ) . تلك الحماسة الدينية التي صاحبت المسلمين في توسعهم للجهاد في سبيل الله ونشر الدعوة الإسلامية ، بعد أن منحهم الإسلام شرعية إحتواء أراضي الإمبراطورية الفارسية والبيزنطية ، وزاد من تلك الحماسة أن السند اكتسبت مكانة خاصة في التراث الديني للمسلمين ، وذلك لوجود عدد من الأحاديث النبوية الشريفة التي وعدت المسلمين بفتحها ، ورفعت مكانة المشاركين في هذا الفتح . وقـد تنـاولت هــذه الدراســة ” إقليم مُكْران من الفتــح الإســـلامي حتى العصــر الغـــوري ( 23 - 571هـ / 643 - 1175م ) دراسة تاريخية وحضارية ”. ذلك الثغر العظيم الذي اجتذب كثير من الصحابة والتابعين لأجل الجهاد ، فاستشهد منهم من استشهد في سبيل نشر نور الإسلام على أرضه ، وترجع أهمية تلك الفترة إلى أنها تمثل عصر السيادة العربية في هذا الإقليم ، الذي يُعد من مناطق بلاد السند الواسعة ، التي اعتبرها كثير من الجغرافيين إقليماً مهماً من أقاليم تلك البلاد في ذلك العهد ، وباباً لدخول الإسلام إلى بلاد السند منذ فتحه على يد القائد الحكم بن عمرو الثعلبي عام 23هـ / 643م في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وقد تبدو هذه الفترة طويلة نظريا ، لكن التأمل فى طبيعة تلك العلاقات يجد أن تطور الظواهر السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية ، خلال تلك الفترة من الصعب تجزئته ، حين نفسر تلك الظواهر ، فقد تباين النظام السياسى لمنطقة مكران خلال تلك الفترة ، وتطورها من السيطرة العباسية المباشرة فى العصر العباسى الأول ( 132 – 232هـ ) إلى ظهور الإمارات المستقلة هناك فى العصر العباسى الثانى ، ولا يمكننا تفسير تلك الظاهرة دون تتبع جذورها وتطورها ، وينسحب ذلك على الظواهر الإقتصادية والإجتماعية والثقافية التى ارتبطت بتلك الظاهرة . |