Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تاثير برنامج تنمية مهنية على مستوى اداء معلمى التربية الرياضية فى ضوء معايير الجودة /
المؤلف
أبو زيد، أحمد إبراهيم أحمد محمد.
هيئة الاعداد
باحث / أحمد أبراهيم أحمد محمد أبوزيد
مشرف / إيمان حسن الحارونى
مناقش / محسن حسيب السيد
مناقش / إيمان حسن الحارونى
الموضوع
التربية البدنية.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
169 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
مناهج وطرق تدريس
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية التربية الرياضية - مناهج وطرق تدريس
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 346

from 346

المستخلص

يتسم العصر الحالي بالتغيرات المتسارعة على مختلف المستويات :العلمية والتكنولوجية ، والاقتصادية،والتنموية ، والسياسية ، والمجتمعية ؛ فكان لابد للتربية من مواجهة هذه التحديات ، عن طريق مراجعة الواقع التربوي في مختلف دول العالم المتقدم ، لتطوير التعليم وتحديثه في مصر. وكان من أهم المراجعات التربوية الكبرى في القرن الحادي والعشرين تقويم ومراجعة كل مكونات العملية التعليمية ، والاهتمام بمحتوى التعليم وجودته ، وتوقعات الأداء الأكاديمي للمتعلم ، والحرص على الوصول إلى مستوى الإتقان ، الذي أصبح مطلباً أساسياً واتجاهاً تربوياً مهماً ؛ مما يحقق الجودة الشاملة للتعليم. ولقد ترسخت حركة المعايير ودعمت من مؤسسات التعليم والمهتمين به ، وانتشرت حركة المعايير حالياً على المستوى الدولي ، حيث تطبق المعايير في كثير من الأنظمة التعليمية في الدول المتقدمة والنامية ، وأصبح إعداد مستويات معيارية قومية على المستوى العربي لمنظومة التعليم ضرورة ومنطلقاً لإصلاح التعليم في مصر؛ ولهذا يعد الإصلاح القائم على المعايير من أحسن الاختيارات لتحسين الجودة النوعية للتعليم ، وتطويره وتحديثه. ( 10 : 2 )
وتعتبر الجودة أحد أهم الوسائل والأساليب لتحسين نوعية التعليم والارتقاء بمستوى أدائه في العصر الحاضر الذي يطلق عليه بعض المفكرين بأنه ” عصر الجودة ” فلم تعد الجودة ترفاً ترنو إليه المؤسسات التعليمية أو بديلاً تأخذ به أو تتركه الأنظمة التعليمية بل أصبح ضرورة ملحة تمليها حركة الحياة المعاصرة ، وهي دليل على بقاء الروح وروح البقاء لدى المنظمة أو المؤسسة التعليمية . وإن تحقيق ثقافة الجودة فى التعليم والمعرفة لا يمكن أن تقارن أبدا مع مبدأ الجودة فى الإنتاج الصناعي او التجاري او الزراعي ، لأن الأسس التي تتحكم بالقياسات والمواصفات لكل منها تختلف كثيرا بعضها عن البعض الأخر . إن التعليم والمعرفة قيمتان وركيزتان تعتمدان على العقل والفكر بشكل أساسى ، ولذلك فانهما يرتبطان بالجانب الفكري والروحي عند الإنسان أكثر من ارتباطيهما بالجانب المادي. ( 20 : 75 )
وللعملية التعليمية أبعادها وركائزها ويأتى المعلم فى مقدمة هذه الأبعاد والركائز ولايزال المعلم هو العنصر الأساسى فى الموقف التعليمى وهو المحرك لدوافع التلاميذ والمشكل لاتجاهاتهم . ويرى كوبر Cooperأنه إذا أردت أن تعرف ثقافة بلد من البلاد فانظر إلى مدارسها ، وهذا ما دعى العلماء التربويين إلى تأكيد الحقيقة التى تقول بأن كفاءة المعلم فى تدريسه تقاس وتحدد بالآثار التى يتركها فى تلاميذه حيث أننا فى حاجة إلى معلم جديد لمجتمع جديد ولأجيال جديدة هم أبناء المستقبل . ( 32 : 35 )
لقد بات واضحا أن ثلاثية سرعة التراكم المعرفى ، والنمو الهائل فى الاكتشافات العلمية ، والثورة المتعاظمة فى تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات كانت لها انعكاسات مؤثرة فى السياق التربوى أدت إلى العديد من المراجعات لوظائف المؤسسات التعليمية لتتحمل مسئوليات واسعة وخطيرة أكثر من أى وقت مضى ، فالمؤسسات التعليمية تعمل فى بناء البشر لا فى صنع الأشياء فالطالب ليس ” سلعة ” وإنما هو إنسان يجب أن تتحقق فيه كافة الصفات الانسانية ، كما أن التعليم بالمؤسسات التعليمية عملية إنسانية واجتماعية تقوم على أسس ثقافية واجتماعية ؛ لذا فلابد من تعليم الطلاب تعليما يحفظ لهم هويتهم ويضمن لهم قوتهم وتميزهم فى الحاضر والمستقبل . وكما أدرك جميع المهتمين بالِشأن التربوى على اختلاف توجهاتهم الفكرية وكذلك صناع السياسات التربوية أن المؤسسات التعليمية لا يمكن أن تكون أفضل جودة من مستوى المعلمين بها ، ذلك لأن المعلم يمثل محور الارتكاز فى تحقيق الأهداف التربوية التى يتبناها النظام التعليمى وعلى عاتقه تقع مسئولية تحويل الأفكار والرؤى التجديدية التى يطرقها القائمون على هذا النظام وواضعو خطته وراسمو سياسته إلى نواتج تعليمية تتمثل فى صورة معارف ومهارات واتجاهات تظهر فى سلوك المتعلمين . (15 : 5 )
ويتطلب هذا من المعلم أن يكون على درجة عالية من الكفاءة طوال حياته المهنية بمعنى عدم توقف مستواه المعرفى والمهارى عند مستوى التخرج ، بل يجب تنمية معارفه بكل ما هو جديد فى مجال تخصصه ، وتنمية مهاراته التدريسية وقدراته على إدارة الفصل المدرسى بأسلوب ديمقراطى وتربوى مناسب . ونظرا لأن المعلم يعد من أهم مدخلات العملية التعليمية وأكثرها أثرا على تعلم الطلاب ـ باعتباره الدعامة الأساسية التى يقوم عليها الاصلاح والتجديد التربوى ـ فإن أى تطوير فى العملية التعليمية لابد ان يبدأ وينتهى به ، فكلما زادت معارف المعلم بالاتجاهات الحديثة فى التربية واتسعت خبراته وتعمقت مفاهيمه فى هذا المجال ، كان أقدر على إفادة تلاميذه من ناحية وإنماء العملية التعليمية من ناحية أخرى ، ولذلك تعتبر التنمية المهنية للمعلم قلب أى جهد يبذل إصلاح أى نظام تعليمى . ووفقا لهذا فإن نظم التعليم على اختلاف فلسفاتها وأهدافها تولى عملية الارتقاء بالمستوى المهنى للمعلم أهمية وعناية فائقة ؛ إدراكا منها بأن زيادة فعالية المعلم وارتقاء أدائه فى مهنته ينعكس على فعالية النظام التربوى . ( 23 : 9)

وعن المدرس يقول المفكر التربوى بولد يرو Bold yrow أنه القائد ، والمبادر لوحدة العمل والنشاط فى جماعة الفصل ، فهو يعمل ليس فقط لاكتساب التلاميذ المعلومات والمعارف والمهارات وتقويمهم فى النواحى المعرفية والمهارية فحسب ، بل يتضمن عملية تنظيم جماعة الفصل والعمل على تنميتها تنمية اجتماعية . ( 24: 28 )
ولذلك ظهرت التنمية المهنية التى تعد مدخلا مهما وأساسيا من مدخلات العملية التعليمية حيث تعنى بتحسين أداء كل من المعلمين مما يجعلهم قادرين على القيام بأدوارهم التعليمية ومتطلبات عملهم بكفاءة وفعالية ، حيث إنها عملية طويلة المدى تبدأ منذ تخرج المعلم من مؤسسات الاعداد والتحاقه بالخدمة ولا تنتهى إلا بانتهاء خدمته وتتضافر فيها الجهود البشرية والامكانات المادية بهدف تحسين أداء المعلم داخل الفصل وزيادة نموه فى الجوانب المعرفية والمهارية والسلوكية . ( 15 : 6 )
1/2 مشكلة البحث :
يعتبر معلم التربية الرياضية هو الركن الأساسى من أركان العملية التعليمية فى مجال التربية الرياضية المدرسية وحجر الزاوية فيها ، فالمعلم الجيد حتى مع اختلاف المناهج التى لا يتناولها التطوير أو التعديل بالشكل الذى يتمشى مع طبيعة العصر ، يمكن أن يحدث أثرا أيضا فى تلاميذه ، حيث أنه يعمل على تنمية القدرات والمهارات المختلفة لدى المتعلمين عن طريق تنظيم العملية التعليمية ومعرفة حاجاتهم وطرق تفكيرهم . هذا بالاضافة إلى الدور الريادى الذى يلعبه معلم التربية الرياضية ، فهو رائد رياضى ـ اجتماعى يساهم فى تطور المجتمع وتقدمه عن طريق تربية النشء تربية صحيحة تتسم بحب الوطن ، كما أنه يعمل على تسليح تلميذه بطرق العمل الذاتى التى تمكنه من متابعة اكتساب المعارف وتكوين القدرات واكتساب المهارات المختلفة وغرس القيم الخلقية والاجتماعية والجمالية فى أنفسهم . ( 54 : 173 )
وتذكر زكية ابراهيم كامل وآخرون ( 2007م ) نقلا عن وليام كلارك William أن المدرس يعد مصمما لبيئة التعلم فهو الذى يبتدع الأنظمة التعليمية ، ويحدد أهداف الدرس ويقوم بإعداد المواقف التعليمية والتربوية ويقرر الاستراتيجية التى يسير عليها المتعلم ليتم التفاعل بينه وبين معطيات هذه المواقف التعليمية لكى يتم التعلم ، وكذلك يحدد مستويات الأداء المراد إنجازها من قبل المتعلم وأساليب تقويم هذا الأداء . كما أشار كلارك إلى الدور الجديد للمدرس فى العملية التعليمية وحدده فى وظيفتين رئيسيتين وهما الدور التشخيصى والدور العلاجى .
( 24 : 29 )
وتذكر عفاف عثمان عثمان مصطفى ( 2007م ) أن المعلم هو القوة الديناميكية التى لها من القدرات والطاقات ما تمكنه من الاسهام فى خلق المواطن الصالح كما له دور قيادى توجيهى لشخصية التلميذ ، وهو مصدر هام من مصادر المعرفة يستمد منه التلميذ المعلومات والخبرات الثقافية والعلمية ، فوظيفة المعلم هى إداراة مواقف التعلم ، بحيث تؤدى إلى تغيير سلوك التلاميذ نحو الاتجاه المرغوب ، وهى تمكن التلاميذ من الحصول على المعارف والعادات التربوية ، والمثل العليا وإتقان المهارات ، وتعودهم السلوك الاجتماعى السليم ، أيضا تمكن التلاميذ من التكيف بين أنفسهم وبين البيئة التى يعيشون فيها . ( 32 : 35 ، 36 )
وتلقى التربية على كاهل معلم التربية الرياضية عبئا ضخما يجعله مسؤولا إلى حد كبير عن إعداد جيل سليم للوطن ، هذه المسئولية الكبيرة والخطيرة فى نفس الوقت تتطلب من المعلم أن يكون جديرا بتلك المسئولية وذلك عن طريق العمل المتواصل لكى يهيىء للتلاميذ فى مختلف مراحل التعليم مستقبلا سليما . ومعلم التربية الرياضية يلعب دورا هاما فى المدرسة ولذا لا يستطيع أحد أن ينكر هذا الدور لما يمتلكه من صفات القيادة الحكيمة ، كما أنه يعتبر فى نفس الوقت من الشخصيات المحبوبة لدى التلاميذ والتى تؤثر عليهم وذلك لأنه يتعامل معهم بأسلوب العطف واللين والصبر والحزم والكياسة ، ولقد أكدت الكثير من البحوث والدراسات أن شخصية معلم التربية الرياضية تلعب دورا هاما بالنسبة للتلاميذ لما يمتلك من مؤهلات تجعله ملما بطبيعة التلاميذ النفسية والاجتماعية وذلك يساعد فى تربيتهم من النواحى الجسمية والنفسية والاجتماعية وبالتالى ينعكس على أن ينشأ التلاميذ أصحاء الجسم والنفس . (31: 279 ، 280 ) وفى إطار أهمية المعلم فى إعداد الكوادر البشرية المستقبلية للأمة ، حرصت الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد على بناء معايير لمعلم التعليم قبل الجامعى تكون بمثابة الاطار المرجعى الذى يتم من خلاله رفع مستوى أداء المعلم وزيادة فعاليته فى أداء مهامه وممارساته المتعددة بما يفى بمتطلبات هذه الكوادر. ( 10 :2) وتقويم المعلم جزء من التقويم التربوى ، هو عملية إصدار الحكم على مدى كفاءته فى أداء المهام المنوطة به ، بما يحقق أهداف العملية التربوية والتعليمية المنشودة ، وهذا يعنى أن عملية التقويم تشمل حصيلته من المعلومات المعرفية وأسلوبه وطريقته فى إعطاء المادة للمتعلمين، كما تشمل جوانب شخصيته المختلفة بما يؤثر منها فى قدراته على التعامل الصحيح مع الظروف التى تواجهه أثناء تأديته لمهامه، كما تشمل قدرته على التعامل مع البيئة المحلية بمكوناتها المختلفة بما يعود عليها وعلى أبنائها بالخير والمنفعة.