الفهرس 
IntroductionOnly 14 pages are availabe for public view
 |  | from | 193 |  |  |
| | | from | 193 | | |
Abstract
السبب وراء اختيار بعض روايات دانيال ديفو وناثانيال هوثورن لهذه الدراسة هو دورهما المهم فى تاريخ الرواية الإنجليزية كلون أدبى، وكذلك المغزى – المتعمد – وراء اختيارهما لنفس الفكرة موضوعًا أساسيًّا لثلاثة من روايات كل منهما: وهى فكرة الخطيئة والتوبة النصوحة والتوبة غير النصوحة.
تعتبر روايات دانيال ديفو هى الحجر الأول فى بناء الروايات النثرية وأيضًا ذروة الروايات الحديثة إذ نشر رواياته: روبنسون كروزو 1719، مول فلاندرز 1722، وروكسانا 1724، فى القرن السابع عشر، وهو عصر كانت فيه الرؤية التقليدية المتحفظة لفكرة الخطيئة والتوبة تتسم بالنفاق، بمعنى أن روايات دانيال ديفو كانت تعتبر صفعةً صادمةً لأدب القرن السابع عشر حيث إنه ولأول مرة يتناول فكرة الخطيئة بهذه الكيفية المباشرة والصريحة فى الروايات النثرية. ويرى بعض النقاد أن هذا هو السبب الحقيقى وراء إقحام ديفو لفكرة التوبة فى رواياته، لكى تكون مقبولة اجتماعيًا، ولكى تجذب قاعدة عريضة من القراء.
أما بالنسبة لنثانيال هوثورن، فقد كانت له بصيرة غير مسبوقة فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية وإدراكه لطبائع البشر. رواياته: الحرف القرمزى 1850، والمنزل ذو الجمالونات السبعة 1851، والتمثال الرخامى 1860، روايات ذات طبيعة فلسفية عميقة حيث تتناول العلاقات الإنسانية المعقدة التى تعكس شرور البشر، مما يميز هوثورن عن معاصريه، إذ عجز الكثير منهم عن تصوير تلك العلاقات فى الأدب. ومن بين هذه الأفكار الفلسفية الإنسانية فكرة الخطيئة والتوبة أيضًا.
يختلف منظور هوثورن لفكرة الخطيئة والتوبة عن ديفو حيث أن أبطال هوثورن يحققون توبةً نصوحةً ويسعون إليها مما يقودهم فى النهاية إلى التطهير الروحى.
والواقع أن تناول كل من ديفو وهوثورن للفكرة نفسها فى ست من أشهر رواياتهم ليست من قبيل المصادفة بل إنها حدث مقصود وله أهمية أدبية تعليمية وإرشادية. وكذلك فكرة الخطيئة والتوبة – التى تعتبرها المسيحية أمرًا مسلمًا به حيث إن الإنسان هو ابن الخطيئة، وعليه أن يكفر عن الخطيئة الكبرى لآدم وحواء.
يهدف البحث إلى توضيح الفرق بين أبطال ديفو وهوثورن فيما يتعلق بإدراكهما لفكرة الخطيئة والتوبة من وجهة نظر الدين المسيحى، ويقدم البحث أدلة على هذه القضية من واقع الروايات المختارة إيضاحًا للفرق بين ديفو وهوثورن.