Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
موقف العراق من القضايا العربية والإقليمية 1963-1968 /
المؤلف
خيون، حسن سالم.
هيئة الاعداد
باحث / حســـن ســـــــالم خيـــــــــــون
مشرف / آمال السبكي
مناقش / عبد الله فوزي
مناقش / آمال السبكي
الموضوع
العراق العلاقات الخارجية العالم العربي. العراق تاريخ العصر الحديث.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
218 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 218

from 218

المستخلص

كان لثورة عام 1963م في العراق دورها في رسم خارطة علاقة الدولة العراقية بالعالم الخارجي، وحددت مسار هذه العلاقة لعقود تلتها، وما يزال العراق اليوم تحت تأثير ما جرى صياغته من سياسات في مرحلة ما بعد الثورة.
وبطبيعة الحال، امتد صدى وتأثير الثورة إلى ما وراء حدود العراق، ضمن سياقٍ من الزخم الثوري الذي عاشته الشعوب، والبلدان العربية في حقبة الخمسينات والستينات من القرن العشرين لكي تتحرر من الاستعمار الأوروبي، في إطار الرؤية القومية التي طغت فيها التيارات ذات الطابع العروبي على المشهد السياسي العربي في حقبة ما عُرف لاحقاً باسم عصر الشعارات الكبيرة.
كان الفكر العروبي المتصدر للمشهد السياسي في مصر ما بعد ثورة الضباط الأحرار عام 1952م، وذاته في فكر (البعث العراقي) و (البعث السوري)، إضافة إلى حركة القوميين العرب التي جمعت نشطاء من بلاد الشام تكريساً لفكرة الوحدة التي راودت أحلام الشباب العربي في تلك الحقبة، حيث كان الهدف جمع شتات العرب في بوتقة واحدة ضد آثار الاستعمار وبهدف بناء الدولة الوطنية الحديثة في كل مجالات الحياة، ولكن كان لظروف كل بلد عربي، وكل ثورة عربية، وكل معطى في الظروف الذاتية، والموضوعية العربية تأثيره في زيادة منسوب الشعارات على حساب الإرادة الجادة، والرغبة الصادقة في تجسيد الوحدة التي ظلت مجرد حلم، ولم ترتق إلى مستوى الواقع، إلا في الحالة المصرية السورية في الفترة ما بين 1958م إلى 1961م، وهي تجربة كان لها ما بعدها، وتركت تشوّهات عميقة في الحالة الوحدوية العربية، التي انكفأت فيها مشاريع الوحدة على ذاتها بعد حالة الإحباط التي ترتبت على انهيار أول تجربة وحدة عربية.
وقد تناولت هذه الدراسة السياسة العراقية في عهد الأخوين (عبد السلام عارف)، و (عبد الرحمن عارف)، وتوقفت عند موقف العراق من القضايا العربية والإقليمية في الفترة من (1963 – 1968م)، في إطار مجموعة من المحطات المفصلية في منطقة الشرق الأوسط، التي تضم إلى جانب الدول العربية مجموعة من البلدان التي تضاربت مصالحها على الدوام مع المصالح العربية، سواء تعلق الأمر بتركيا أو بإيران أو حتى بإسرائيل، وتبدّى ذلك الأمر في المواقف المرتبطة بأحداث كانت هذه البلدان الثلاث، أو إحداها على الأقل طرفاً فيها، ضمن مشاهد كانت المصالح الخاصة بتلك الدول الثلاث تطغى فيها على الشعارات، والنفعية السياسية على المبادئ الرومانسية التي غلفت العقل العربي، بما في ذلك مواقف البلدان العربية من قضايا داخلية صعبة على الصعيد السياسي والاقتصادي، كانت تعيشها بعض الدول العربية، ومن بينها العراق على وجه التحديد.
وتُعدّ مدة العهد العارفي في العراق، في حكم الأخوين (عبد السلام محمد عارف) و(عبد الرحمن محمد عارف)، والتي امتدت خمس سنوات من 1963- 1968م، بالغة الدقة شديدة التعقيد من تاريخ العراق المعاصر شهدت أحداثًا جسامًا، وخطيرة أثرت في مسيرة العراق السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فقد وقعت خمسة انقلابات دموية في البلاد أولها حين قام (عبد السلام عارف) عام 1963م بانقلابه الشهير الذي قضى على حكم حزب البعث، واستلامه السلطة، والانقلاب الثاني الذي قام به رئيس الوزراء (عارف عبد الرزاق) ضد (عبد السلام عارف)، لكنه فشل وهرب إلى القاهرة، ثم قام (عارف عبد الرزاق) بانقلابه الثاني ضد (عبد الرحمن عارف)، ولكنه فشل أيضاً وسُجن، ثم قام رئيس الحرس الجمهوري (إبراهيم الداوود)، ومعاون مدير الاستخبارات العسكرية (عبد الرزاق النايف) بالتعاون مع (حزب البعث) في 17 يوليو 1968م ضد (عبد الرحمن عارف)، واستلموا السلطة، وتولى الحكم في البلاد (أحمد حسن البكر)، ثم قام (حزب البعث) ضد الرجلين، وأُخرجا من البلاد قسراً، وانفرد (حزب البعث) بالحكم، وأثناء ذلك لقى رئيس الجمهورية (عبد السلام عارف) مصرعه، والوفد المرافق له في حادث سقوط طائرته في النشوة في محافظة البصرة جنوب العراق.
وقد توصلت التحقيقات بالبراهين والشهود والتقارير الرسمية أنه قُتل بفعل فاعل، وبعد الحادث نشب صراع كبير كاد أن يؤدي إلى انقلاب عسكري بين المدنيين والعسكريين، إذ رُشح لمنصب رئاسة الجمهورية رئيس الوزراء آنذاك (عبد الرحمن البزاز)، والضابط (عبد الرحمن عارف) شقيق (عبد السلام عارف). ثم أجبر (عبد الرحمن البزاز) على التنازل عن الحكم ل (عبد الرحمن عارف) شريطة توليه رئاسة الوزراء. وقد تم ذلك بالفعل، ولكن ضعف (عبد الرحمن عارف) في إدارة الدولة أتاح الفرصة لمعاون مدير المخابرات (عبد الرزاق النايف) لممارسة العنف ضد الشعب العراقي، ولكن الشعب أجبر حزب البعث على اختيار رؤساء وزارة أكفاء أمثال: (طاهر يحيى)، و (عبد الرحمن البزاز)، و (ناجي طالب)، لكنهم لم يستطيعوا أن يقدموا للبلاد شيئاً يذكر نتيجة لسرعة وتشابك الأحداث وأحياناً تقاطعها.
وعلى الرغم من ضعف إلادارة في عهد (عبد الرحمن عارف) والبعث فقد شهد هذا العهد تطورًا إيجابيًّا بالعلاقات العراقية المصرية بعد القطيعة الطويلة، ثم قيام (الاتحاد الاشتراكي العربي)، وهو تنظيم جماهيري تكون من قوى الشعب العامل، كما شهد المفاوضات المضنية مع (شركة النفط الإنكليزية) لانتزاع حقوق الشعب، مما أدى ذلك إلى تأسيس (شركة النفط الوطنية)، وهذا يعد إنجازاً كبيراً في عالم الاقتصاد وتطوره الاجتماعي، كما أدى التقارب المصري العراقي إلى تشكيل القيادة السياسية الموحدة للبلدين.
كما تميزت تلك الفترة بظهور الخلاف الكبير الذي وقع بين شركة نفط العراق والحكومة السورية حول مطالبة سوريا بزيادة أجور مرور أنابيب النفط عبر أراضيها مما أضر العراق ضرراً بالغاً لإيقاف تدفق النفط لفترة، حتى استطاعا عقد اتفاق أرضى الطرفين.
لقد دافع العراق عن مصالح الأمة العربية، وبخاصة قضية فلسطين، ومساندة الأقطار العربية الواقعة تحت السيطرة الاستعمارية للحصول على استقلالها، في الخليج العربي، وجنوب الجزيرة العربية. وسعى العراق لإقامة أمتن العلاقات مع الدول العربية دون تمييز، وتنشيط جامعة الدول العربية، والسعي لإقامة علاقات متوازنة مع دول العالم المختلفة بغض النظر عن أنظمتها السياسية، وبخاصة مع دولتي تركيا، وإيران، والابتعاد عن سياسة المحاور والأحلاف العسكرية التي اتسم بها العهد الملكي في العراق.