الفهرس 
IntroductionOnly 14 pages are availabe for public view
 |  | from | 165 |  |  |
| | | from | 165 | | |
Abstract
التعامل الناجح و الرعاية الناجحة اثناء الاجراءات الجراحية المتعلقة بحديثي الولادة تتطلب مراقبة واستعداد مستمر للتصرف السريع و الفعال, بما يتماشى مع فيسيولوجيا حديثي الولادة. لذلك المعرفة الكاملة بحديثي الولادة من حيث الفسيولوجيا و التعامل الدوائي عنصر شديد الأهمية.
تعرض حديثي الولادة للتخدير من اجل اجراءات جراحية هامة و داعمة للحياة مسئولية شاقة و هامة يجب ان توضع في حسبان كل طبيب تخدير يقوم بتخديرحديثي الولادة. حيث ان الوليد المريض في هذه الحالة يكون في مرحلة حرجة, مرحلة تطور عضوي , و في بداية مفترضة لحياة مليئة بالانجازات.
يتم عمل الاجراءات التدخلية و الجراحية لحديثي الولادة في مراكز مجهزة و متخصصة و مزودة بامكانيات و خبرات بشرية للتعامل اثناء و بعد الاجراء. التخديرالآمن للوليد يستلزم فهم عميق لفسيولوجيا و التأثر الدوائي الخاصة بالوليد. حيث ان يتفرد الوليد بخصائص مختلفة عن البالغ الكبير. الوليد أو حديثي الولادة يشمل عمر يوم الى 28 يوم. أول 28 يوم في حياة الوليد تعد من اخطر و اكثر عرضة للامراض و الموت اذا لم يتم الاهتمام به و رعايته بشكل فعال و مدروس.
يخسر الوليد كثير من وزنه في اول اسبوع من حياته ثم يبدأ في الزيادة لاحقا. الوزن الطبيعي يتراوح ما بين نصف كيلوغرام – 5 كيلوغرام . نسبة استكمال الحياة لحديثي الولادة صغار الوزن و الحجم زادت بفضل التقدم البحثي و العلمي في مجال رعاية المبتسرين. ولكن معدل ظهور مضاعفات يزداد فرصه مع قلة وزن الوليد.
المعامل و التحاليل الكاملة و الدقيقة عنصر شديد الاهمية حيث ان صورة الدم الكاملة , عوامل السيولة , وظائف الكلى و الكبد و نسبة الصوديوم و البوتاسيوم و باقي العناصر الايونية يجب تسجيلها و معرفتها لتفادي الاخلال بالتوازن الهش الواقع في اجهزة الوليد العضوية الغير مكتملة النمو.
أما بالنسبة لحديثي الولادة المستضافين في الرعاية المركزة فنسبة الاصابة بالانيميا أو فقر الدم مرتفعة بسبب اخذ عينات متكررة من الدم و عدم وجود رضاعة طبيعية مستمرة. و بالتالي يستلزم التركيز جيدا على الفحوصات المعاملية قبل و بعد الاجراء التدخلي. تنخفض نسبة انقطاع او تأخر التنفس المفاجئ عند حديثي الولادة مع ارتفاع نسبة تركيز الدم .
تختلف المسارات الهوائية بين حديثي الولادة و غيرهم من البالغين و الاطفال اختلاف تشريحي و حجمي و فسيولوجي. تتصف حجم الرأس مقارنة بحجم الجسم بالكبيرة وزنا و قطرا. يأثر تحريك الرقبة الصغيرة تأثير مباشر على مدى وسع المسار الهوائي الواصل بين الفم و الانف و الرئتان و الشجرة الهوائية . حجم اللسان كبير مقارنة بالحنجرة. التدقيق و الكشف السريع عن اي معوقات للتهوية و لوصول الهواء للرئتان أمر في غاية الاهمية حتى لا يتعرض أعضاء حيوية حديثة التكوين للتأثير الحيوي و الوظيفي كالقلب و المخ.
حديثي الولادة سهل التأثر بانخفاض التهوية و التروية بسبب عدم اكتمال نضوج مراكز تحكم التنفس و بالتالي يكونوا عرضة للفقدان السريع للتشبع بالاوكسجين و انخفاض نبضات القلب و ضغط الدم الغير مستقر. تركيز الاوكسجين في الهواء الخاص بتنفس الوليد يجب ان لا يكون مرتفع لخطورة عوامل الأكسدة على الاعضاء الغير ناضجة داخل جسم الوليد.
عند اختيار المواد التخديرية يراعى عدم تأثير المواد على وظائف القلب و باقي الوظائف الخاصة بالكلى و الكبد. يتم تحقيق ذلك باختيار مواد سريعة المفعول و في نفس الوقت سريعة في الخروج و قصيرة المدى. حتى لاتبقى كثيرا في الدورة الدموية و بالتالي يزيد من حجم تأثيرها. تنطبق هذه الاوصاف على السيفوفلورين الذي يعد مادة التخدير الاستنشاقية المثالية لحديثي الولادة. اختيار المواد الاخرى يعتمد كليا على نوعية التدخل , موقع التدخل الجراحي في الجسم, الوقت المتوقع استغراقه حتى نهاية التدخل, كمية فقدان الدم المتوقعة, حالة الوليد قبل الاجراء الطبي و بعد الانتهاء منه.
قابلية فقدان الوليد لحرارة الجسم كبيرة نظرا لحجم المساحة السطحية الكبيرة للجلد و ايضا بسبب عدم وجود آلية عضوية منظمة و تعويضية للمحافظة على ثبات درجة حرارة الجسم, و ان وجدت فتكون ضعيفة نظرا لعدم اكتمال نموها بعد. لذلك يتم رصد القنوات و الاساليب التي تفقد من خلالها الحرارة و يتم وضع ادوات خارجية تحافظ على حرارة الوليد. هذه الادوات تشمل الحاضنة الآلية و تكون مجهزة بتدفئة و أيضا الوسادة الحرارية و احاطة الوليد اثناء التعرض للتخدير بتيارات هوائية ذات درجة حرارة ثابتة . يساهم التعرض للمواد التخديرية من قبل الوليد بشكل كبير في انخفاض درجة الحرارة و ذلك بسبب فقدان التحكم في الآليات العضوية المسئولة عن الحفاظ على درجة الحرارة للجسم. خطورة انخفاض حرارة الجسم عند الوليد اثناء اجراء التدخل الجراحي تعد مؤدية للوفاة بسبب تأثيرها المباشر على عوامل التجلط و مستوى الصفائح و مدى فاعليتها و نشاطها و بالتالي يحدد مدى و سرعة الالتآم ووقف النزيف من أثر الجراحة. لذلك يعد عامل جوهري لنجاح الاجراء و المحافظة على حياة الوليد . كثير من الرسائل و الابحاث الطبية تجرى في هذا المجال نظرا لمدى تأثيره المباشر على حديثي الولادة.
عدم قدرة الوليد على الكلام او التعبير عن الألم لا يعني عدم الاحساس بالألم. لسنوات عدة كان هناك جدال بخصوص الالم في حديثي الولادة. و تبين حديثا مدى احساس الوليد بالألم و كيف يؤثر على الوظائف الحيوية من حيث النبض و التنفس و افراز مادة الكورتيزول مدى تأثر وظائف الجسم بهذه التغيرات. علاج الألم في حديثي الولادة تشمل اساليب دوائية و غير دوائية. المعايير التي تحدد تسكين الالم تم وضعها في جداول و معدلات و يتم حساب عدد النقاط و رصد المجموع و مقارنته بمجموع النقاط التي يجي تحقيقها للسيطرة على الألم و تفادي الآثار السلبية.
الخطة التعويضية لحديثي الولادة من حيث السوائل و مشتقات الدم و الدم تتسم بحسابات دقيقة لساعات الصيام قبل الاجراء الجراحي, كمية فقدان الدم اثناء التدخل و تركيز الدم و الهيموجلوبن في عينة التحاليل المعاملية, ضغط الدم و كمية البول المفقود. الدقة و المراقبة المستمرة مطلوبة بسبب اعتماد الدورة الدموية لحديثي الولادة على النبضات و ليس هناك تحكم في زيادة الكمية الدائرة في الجسم سوى الاعتماد على عدد النبضات القلبية.
القدرة على القيام بتدخل جراحي ناجح في حديثي الولادة يعتمد على اختيار مراكز طبية غنية بالمصادر الآلية و الادوات المطلوبة لرعاية حديثي الولادة . توافر الادوية المناسبة لحديثي الولادة من حيث التخدير عامل شديد الاهمية للمحافظة على اطار التخدير الآمن للوليد .
متابعة الوليد قبل و أثناء و بعد الاجراء الطبي صفة اساسية في طبيب التخدير القائم على تأدية هذا النوع من التدخلات الطبية العلاجية أيضا سرعة تقييم المواقف و القدرة على اتخاذ القرار و التصرف السريع الفعال صفات محورية لتأدية هذا النوع من المهام.