Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
العلاقـات الليبيـة البريطانية وموقـف مصـر منهـا (1953 – 1969م /
المؤلف
هادى، منير ماهر محمد.
هيئة الاعداد
باحث / منير ماهر محمد هادى
مشرف / سلوى إبراهيم العطار
مشرف / عايدة السيد سليمة
مناقش / زين العابدين شمس الدين
الموضوع
العلاقات الدولية.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
358ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2017
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم التاريخ.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 322

from 322

المستخلص

المقـدمـة
تجسد الصراع العالمى على المناطق الإستراتيجية المهمة، واستفادت منها وأثر فيها، ويعد حوض البحر المتوسط ضمن هذه المناطق ، بل هو مركز الحضارات التى تواصلت مع بعضها البعض عن طريق هذا البحر، وتأثرت لذلك البلدان المطلة على هذا الحوض، فأصبحت مناطق إرتكاز للقوى الكبرى فى حربها وسلمها.
وخلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين تدفقت موجة جديدة للإستعمار الأوروبى الحديث لتكوين مستعمرات ومستوطنات فيما وراء البحار ، وتسابقت على أخذ السبق فى احتلال المناطق، فاحتلت ايطاليا ليبيا عام 1911م ثم جاءت بريطانيا وحكمتها طبقاً لنظام الوصاية التابع لهيئة الأمم المتحدة منذ عام 1943 وحتى حصولها على الإستقلال عام 1951.
وكانت ليبيا تحكم أيضاً من جانب الأسرة السنوسية التي جاءت شرعيتها من رحم الحركة السنوسية فهي نموذج للحركات الاستقلالية، والتى ظهرت نتيجة للضعف الذى أصاب الحكم العثمانى فى ليبيا منذ عام 1835م، فهؤلاء السنوسيون حملوا على عاتقهم راية الجهاد ضد الاستعمار الايطالى لبلادهم وقدموا المثل للجهاد الوطنى. وكانت مهمتهم هذه ضد بريطانيا، التى نظرت إليهم نظرة مليئة بالعداء، لأنها رأت أنهم قد يشكلون خطراً كبيراً على مصالحها الحيوية الاستعمارية، وبمرور الوقت استخدمتهم كسلاح فعال خلال الحرب العالمية الثانية فى إنتصارها على قوات المحور الألمانية والإيطالية من خلال معركة العلمين في 23 أكتوبر 1942م.
ومع خروج الإيطاليين من الأراضي الليبية في فبراير 1943م، وقعت ليبيا تحت سيطرة بريطانيا بمقتضى نظام الوصاية المشار إليه، ومنذ هذا التاريخ تغيرت العلاقات الليبية البريطانية وأخذت شكلاً أخر قام على التقارب فيما بينهما، أستمر حتى فيما بعد إستقلال ليبيا في 24 ديسمبر 1951م، وبعد حصول ليبيا على ذلك الإستقلال، ارادت بريطانيا تحديد ماهية هذا التقارب مع ليبيا عن طريق التوصل لتوقيع معاهد تُمكن بريطانيا من إحكام السيطرة على كل مقدًرات الأمور داخل ليبيا.
إن هذه الدراسة تتناول جانباً من تاريخ ليبيا المعاصر وهو العلاقات الليبية البريطانية فيما بين عام (1953م – 1969م)، فهى إستكمالاً لدراستى السابقة التى كانت بعنوان العلاقات السنوسية البريطانية فيما بين عام (1914م - 1951م)، والتى بمقتضاها حصلت على درجة الماجستير فى الآداب، فهى تسعى لتسليط الضوء على أحد نماذج العلاقات القائمة على المصالح، وذلك بواسطة طرح أهم الأحداث التى مرت بها هذه العلاقة منذ حصول ليبيا على الاستقلال فى مطلع عام 1952م وحتى قيام ثورة الفاتح من سبتمبر 1969م.
وترجع أهمية موضوع الدراسة إلى:
• توضيح استراتيجية موقع ليبيا فى البحر المتوسط وأثره على مصر.
• إظهار أهمية السنوسيين بالنسبة لبريطانيا بصفة خاصة.
• إبراز التقارب بين إدريس السنوسى وبريطانيا.
• إبراز دور القيادة المصرية الجديدة التى أخذت المسئولية منذ عام 1952م وحجم المساعدات التى حاولت أن تقدمها للسنوسيين رغماً عن ضغوط بريطانيا التى حاولت بذر بذور الشقاق بينهما.
أما عن أسباب اختبار هذا الموضوع فيرجع إلى:-
• إعطاء مزيد من الإهتمام بالعلاقات الليبية البريطانية، فعلى الرغم من الكتابات الكثيرة التى تناولت تاريخ ليبيا، فإنها كانت قليلة تجاه هذا الأمر.
• تسليط الضوء على الدور المصرى تجاه العلاقات الليبية البريطانية بدءاً من عام 1953م وحتى عام 1969م، حيث أن كل ما كتب عن هذا الدور كان إلى حد ما متفرقاً.
• إعطاء نبذة عامة عن ثورة الفاتح من سبتمبر 1969م وذكر مبادئها وأفكارها.
هذا وقد تم تحديد الفترة الزمنية من (1953 – 1969) لما لها من أثر فى تاريخ ليبيا الحديث والمعاصر ، فعام 1953م كان بالنسبة لهم الأختبار الثانى فى العلاقة التى جمعت بينهما وبين بريطانيا، فالأختبار الأول كما نعلم كان عام 1914م أثناء الحرب العالمية الأولى وإشتراك بريطانيا إلى جانب الإيطاليين فى قتالهم ونعود لعام 1953م فنجد أنه شهد توقيع معاهدة التحالف فيما بينهما.
أما عام 1969م فهو نهاية حكم السنوسيين بعد قيام ثورة الفاتح من سبتمبر، فبموجبها بدأت فترة جديدة فى تاريخ ليبيا المعاصر.
تحتوى هذه الدراسة على تمهيد وست فصول ، فمن خلاله قمت بسرد عام لمراحل ما قبل استقلال ليبيا، والتى بدأت فى أعقاب الحرب العالمية الثانية بعد إستسلام موسولينى وخروج إيطاليا من ليبيا عام 1943، ومن ثم تقسيمها إلى ثلاث أقسام من جانب الحلفاء وعرض قضيتها فى المؤتمرات الدولية بدءاً من مؤتمر لندن وموسكو عام 1945م وحتى مؤتمر باريس عام 1946م ، وركزت أيضاً على حجم المؤامرات التى إزدادت من جانب بريطانيا على حساب مستقبل ليبيا عقب الإستقلال ، وأشرت إلى محاولات مصر الكثيرة لإحباط المؤامرات البريطانية.
الفصل الأول: بعنوان ”المعاهدة الليبية البريطانية 29 يوليو 1953م”:-
إختص بكل ما يتعلق بتلك المعاهدة منذ بدء المشاورات التمهيدية، وقمت بتحليل كافة المواد التى تضمنتها.
الفصل الثانى: تأثير بريطانيا على الأوضاع الداخلية لليبيا (1953 – 1957):
تناول تأثير بريطانيا على الوضع السياسى والإقتصادى والاجتماعى وكذلك الثقافى المتعلق بالشأن الليبي ، وموقف مجلس النواب الليبى من الإتفاقية العسكرية الأمريكية التى جاءت على غرار الإتفاقية العسكرية البريطانية 1953م ، وعجز بريطانيا عن السيطرة على الأوضاع الثقافية لليبيا وإنحياز الشعب الليبى للثقافة المصرية.
الفصل الثالث: أثر الوجود البريطاني في قيام ثورة الفاتح من سبتمبر 1969 (1958 – 1969):
حيث كانت تلك الأمور سبباً أساسياً ومؤثراً فى إنهيار حكم إدريس السنوسى عام 1969م، وأشرت إلى الفساد الذى انتشر داخل أرجاء الإدارة الليبية وأختتمت هذا الفصل بإعطاء صورة مبسطة لحدث أثر فى تاريخ ليبيا المعاصر وهو ثورة الفاتح من سبتمبر.
الفصل الرابع: موقف مصر تجاه ليبيا وبريطانيا (1953 – 1955):
هذا الفصل أبرز الآثار السلبية للعلاقات الليبية البريطانية ، والتى سرعان ما أمتدت إلى داخل مصر، لذا فهو يلقى الضوء على موقف مصر تجاه تلك العلاقات.
وأظهر محاولات النظام المصرى لاستقطاب نظيره الليبي ، كذلك موقفه من الأزمة الدستورية التى عصفت بالنظام الليبى، هذا بالإضافة إلى موضوعات أخرى كرفض مصر لمعاهدة التحالف الليبية البريطانية.
الفصل الخامس: موقف ليبيا من مصر 1956:
فقد شهدت مصر خلال عام 1956م أحداثاً أثرت على المشهد السياسى المتعلق بها داخلياً وخارجياً مثل تأميم شركة قناة السويس والعدوان الثلاثى عليها، وأبرزت موقف النظام الليبى تجاه تلك الأحداث، بالإضافة إلى دور العرب المشرف خلال أزمة قناة السويس وما نتج عنه من تداعيات، وأشار إلى تهديد الاتحاد السوفيتى كقوة عظمى لبريطانيا بشأن ما يحدث داخل مصر ، ورفض الشعب الليبى لممارسات نظامه الحاكم تجاه ما حدث فى مصر، ومن ثم خضوعه للهيمنة البريطانية.
وقد جاء الفصل السادس بعنوان موقف مصر من ليبيا والتواجد الأنجلو أمريكي بليبيا (1957 – 1969):
حيث عكس تراجع موقف مصر تجاه ليبيا خلال عام 1957م، وإنهيار النفوذ البريطانى داخل منطقة الشرق الأوسط، ومن ثم إنتقال القيادة للولايات المتحدة والأتحاد السوفيتى، الأمر الذى ساعد على انتقال ليبيا وخضوعها للجانب الأمريكى، وبالتالى إزدادت حدة الفجوة فى العلاقات المصرية الليبية، إلا أن هذا الأمر قوبل بتجاهل من جانب مصر، حيث واصلت تقديم المساعدات الفنية لليبيا رغم أنف بريطانيا والولايات المتحدة.
وفى النهاية عكس هذا الفصل تذبذب العلاقات الليبية المصرية، فهى فى بعض الأحيان تذهب للقوة وسرعان ما تعود للضعف والفتور بفضل ممارسات بريطانيا غير الودية.
وجاءت الخاتمة بالنتائج التى توصلت إليها الدراسة:
أما بالنسبة للمنهج المتبع لمعالجة الدراسة فإنه ارتكز على المنهج التحليلى، أى التحليل العام لطبيعة الأحداث والظروف السياسية والعالمية التى أثرت فى طبيعة العلاقات الليبية البريطانية.
أما عن الدراسات السابقة لهذا الموضوع ، فقد تناولت كلاً منها جزئية معينة من الموضوع ونظرت لها من تلك الزاوية الضيقة دون ربطها بالجوانب الأخرى مثل تناول موضوع معاهدة التحالف الليبية البريطانية 1953م دون ربطها بالتداعيات التى خلفتها.
وفيما يخص الدراسات فالأولى لـ ... خالد عبد الحميد محمد غازي” العلاقات السياسية المصرية البريطانية” (1951 – 1956)، وهي رسالة ماجستير، فقد عكست العلاقات المصرية البريطانية من المنظور السياسى حتى جلاء آخر جندى بريطانى من أرض مصر عام 1956م، وموقف بريطانيا من تأميم قناة السويس ومؤامرتها التى سبقت العدوان الثلاثى عليها بمشاركة فرنسا وإسرائيل .
الدراسة الثانية لـ عبدالرحمن شبيطة، نظام الحكم الإتحادي في ليبيا (1951 – 1963)، وهي رسالة دكتوراه، فقد عكست نموذج من الأنظمة السياسية وهو نظام الحكم الإتحادى الذى صاحب ليبيا منذ حصولها على الاستقلال عام 1951م ، وأظهرت إيجابياته وسلبياته.
الدراسة الثالثة: لـ عبدالعظيم مهيري أحمد حميدة، مصر وليبيا بين عامي (1956 – 1973) وهي رسالة ماجستير، عكست طبيعة تلك العلاقة منذ عام 1956م أثناء تولى مصطفى بن حليم لرئاسة الحكومة الليبية وأظهرت حرص القيادة الليبية على كسب ود مصر رغم محاولات بريطانية إحباط تلك العلاقة، وأوضحت تذبذب تلك العلاقة وفقاً للظروف الطارئة ، ثم عكست تغيير تلك العلاقة وعودتها لسابق عهدها بعد تولى معمر القذافى لمقاليد المسئولية داخل ليبيا، وانتهت بإظهار موقف ليبيا من حرب أكتوبر 1973م، مشيرة إلى المساعدات المقدمة من جانب ليبيا لمصر خلال تلك الحرب.
الدراسة الرابعة: لـ محمد عمر الهمالي، العلاقات الليبية الأمريكية (1954 – 1969) وهي رسالة ماجستير، فقد عكست مراحل العلاقات بين ليبيا والولايات المتحدة، وأظهرت أن الأخيرة قد أصبحت قوة عظمى حلت محل بريطانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وأوضحت الإتفاقية العسكرية الموقعة بين ليبيا والولايات المتحدة عام 1954م، وأشارت إلى المنح التى كانت تقدمها الولايات المتحدة إلى ليبيا.
وخلال الإعداد لهذه الدراسة اعتمدت بفضل الله على الوثائق العربية غير المنشورة منها على سبيل الحصر محافظ عابدين الموجودة بدار الوثائق القومية بالقاهرة وأرشيف مركز جهاد الليبيين الموجود بالعاصمة طرابلس، كما استفدت من وثائق الخارجية البريطانية ووثائق الأمم المتحدة ووثائق الخارجية المصرية الموجودة بدار الوثائق القومية بالقاهرة.
من المصادر الأخرى التى استعنت بها مضابط مجلس النواب الليبى، كذلك مضابط اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية ولا أنسى وثائق الخارجية الأمريكية الموجودة بالمركز الثقافى الأمريكى بالقاهرة ودار الوثائق القومية بالقاهرة ومركز بحوث الشرق الأوسط جامعة عين شمس بالقاهرة، والنشرات الدورية الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة والتى تغطى نشاط الهيئة.
إضافة إلى الدوريات، حيث أنها من المصادر الثمينة، فقد جعلتنى أقوم برصد العلاقات الليبية البريطانية ، وكذلك الرسائل العلمية.
أما عن المصاعب التى واجهت الدراسة فتتمثل عادة فى ندرة الكتابات الخاصة بالعلاقات الليبية البريطانية ، كذلك فإن معظم المعلومات جزئيات متناثرة هنا وهناك مما استغرق المجهود الكبير حتى خرجت هذه الدراسة على هذا الشكل.
وفى النهاية أود أن أتوجه بالشكر إلى كل من عاوننى على إخراج هذا العمل وفى مقدمتهم أساتذتى الذين قاموا بإحتضانى منذ قدومى لهذه الكلية الموقرة عام 2012م، والذى أود أن يكلل بالنجاح