Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
علاقة التفكير الابتكاري لدى الأطفال بكثافة التعرض لسيميولوجيا الصورة المرئية في المسلسلات الكارتونية المصرية /
المؤلف
حـسـيـن، مـنـى مـغـاوري.
هيئة الاعداد
باحث / مـنـى مـغـاوري حـسـيـن
مشرف / فاتن عبد الرحمن الطنباري
مشرف / عيد عبد اللطيف
مناقش / فاتن عبد الرحمن الطنباري
الموضوع
التفكير الابتكارى
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
353ص. :
اللغة
الإنجليزية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اعلام تربوى
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد الطفولة - الاعلام وثقافة الاطفال
الفهرس
Only 14 pages are availabe for public view

from 354

from 354

Abstract

مــقـدمـــة
لقد أصبح هناك حضورًا جارفًا وملموسًا للصورة في عالمنا اليوم حيث أصبحت الصورة واقعًا مهيمنًا على الإنسان في شتى وسائل اتصاله بالعالم الخارجي. وانطلاقًا من قول أرسطو بأن التفكير يستحيل من دون الصور فإنه بإمكاننا القول أيضًا بان تفكير الإنسان في هذه الصور التي يراها حوله تجعله في سعى دءووب لأن يفسر معانيها ويربط بينها وبين الواقع الذي يعيش فيه ليجد لها دلالات ومعانٍ في ذهنه.
ولفظة دلالات للصورة تقودنا إلى ضرورة وجود شيء دال وعلاقة في هذه الصورة كي يستطيع الفرد المشاهد لها أن يفهم معناها ويفسر دلالتها ليصل إلى مدلولها. وذكر هذه الأبعاد الثلاثة للصورة ( العلاقة والدال والمدلول ) يركز على اهتمامنا هنا بالصورة السيميائية أو سيميولوجيا الصورة.
فسيميولوجيا الصورة هي الصورة التي تهدف إلى دراسة العلاقات بين العلامات الأيقونية لاستكشاف العلاقات غير المرئية والضمنية بين الدال والمدلول وعلاقة ذلك بالواقع من خلال الرؤية المباشرة للصورة؛ ويقصد بمصطلح سيميولوجيا الصورة ” العلامة ” والذي يشير إلى علم الإشارة الدالة فهو باختصار علم خاص بالعلامات.
ونستطيع القول بأن المشاهد للصورة سيميولوجياً لا يكتفي فقط بتسمية الرموز أو العناصر التي تشكل منها الصورة وإنما يمتد لمحاولة استكشاف ما لم يظهر وتنقله الصورة بطريقة مباشرة.
وإذا كان موضوع العلامة هو أساس علم السيميولوجيا، فإن وسائل الإعلام المختلفة تنقل وتخلق أحيانًا فيضًا من العلامات والرموز التي تهدف فيها السيميولوجيا إلى دراسة المعنى الخفي لكل نظام علاماتي فيها؛ أي انه يدرس لغة الإنسان والحيوان وغيرها من العلامات غير اللسانية باعتبارها نسقاً من العلامات.
وبما أن أكثر ما يشغل الطفل من صور تعرض في وسائل الإعلام المختلفة هي الصور التليفزيونية التي تعرض في المسلسلات الكارتونية والتي تشبع رغباته وفضوله وميوله بما لها من خصائص شكلية متعددة تبهر الطفل وتزيد من انجذابه, فإن تناولها سيميولوجياً بتحليل أبعادها المختلفة يمكن أن يكون مجالاً خصباً لتنمية الابتكار والإبداع عند الطفل وذلك لأن السيميولوجيا لصورة ما قد تختلف من طفل لآخر حسب ما يبنيه من معانٍ لهذه الصورة وفقًا لخلفيته الاجتماعية والثقافية خاصة وأنه منذ الصغر وهو يبنى المعاني للأشياء التي يشاهدها؛ فمن خلال محاولات الطفل المستمرة لبناء هذه المعاني ، يتحرر من قيود الواقع الضيق المحدود إلى التفكير الأكثر تحرراً وإبداعية أو ابتكارية.
والابتكار هنا يشير إلى كونه عملية إنتاجيه فكرية تتسم بالمرونة والجدة والقدرة على الاختيار الحر غير المألوف للأشياء من أجل الوصول إلى النتائج المرجوة.
ويمكن قياس أبعاد التفكير الابتكاري في هذه الدراسة من خلال قياس أبعاد الابتكار المعروفة المتمثلة في المرونة والطلاقة والأصالة*.
وأخيرًا نستطيع القول بأن الاكتساح الملفت الذي فرضته الصورة على اختلاف أشكالها وبخاصة الصورة التليفزيونية الكارتونية بما لها من أهمية بالغه لدى الطفل هي ما تبرر مشروعيه البحث فيها سيميولوجياً مع معرفة مدى علاقتها بأبعاد التفكير الابتكاري لأطفال الروضة.

أولاً : مشكله الدراسة :
لاحظت الباحثة اهتمام الأطفال بمشاهدة المسلسلات الكارتونية المصرية وبخاصة التي تتمتع بمزيد من عناصر الجذب والإبهار والانسجام فيما بين تلك العناصر أكثر من أي نوع آخر من البرامج والمسلسلات الترفيهية، وذلك ما أكده أيضاً استطلاع الباحثة للدراسات السابقة واهتمامات طفل الروضة لما يشاهده من مسلسلات الكارتون التليفزيونية المتضمنة فيها.
ولأن طفل الروضة شغوف لاستطلاع واكتشاف كل ما حوله، لاسيما في رؤيته لمسلسلات الكارتون المصرية ومتابعته لأحداثها الشيقة علاوة على انجذابه وانبهاره برؤية الصور الملونة ذات الموضوعات الشيقة التي تتضمنها هذه المسلسلات المصرية، فقد استرعى ذلك انتباه الباحثة في اكتشاف إمكانية وجود علاقة بين رؤية ومتابعة هذه المسلسلات وبين قدرة الطفل على التفكير فيها ابتكارياً بما يتوافق مع كثرة أسئلته وتعلقه بمشاهدتها.
ولتحديد مشكلة الدراسة قامت الباحثة بعمل دراسة استطلاعية على عينة من أطفال إحدى دور الحضانات واختيار عينة عشوائية من عدد من المسلسلات الكارتونية المصرية وعددهم خمسة عشر مسلسلات، وقامت بعرض حلقة من كل مسلسل على أطفال الروضة، فلاحظت انجذاب الأطفال ومطالبتهم لتكرار مشاهدة بعض حلقات من المسلسلات دون الأخرى وهم حلقة الأميرة بالونة من مسلسل حكايات دقدق وحلقة هدهد سليمان الحكيم من مسلسل قصص الحيوان في القرآن وحلقة سر الكنز من مسلسل بكار، مما شجع الباحثة على سؤالها للأطفال عن سبب رغبتهم لتكرار المشاهدة ، فلاحظت من خلال إجاباتهم المختلفة أن العناصر المكونة للصورة بأبعادها المختلفة وعلاماتها الأيقونية من عناصر جذب وإبهار في الشكل والألوان وعناصر الصوت المختلفة ...إلى آخره ومدلولاتها المتمثلة في مضمونها كنوعية المعلومات المقدمة مثلاً يمكن أن تكون سببًا للمزيد من التأويلات والتفسيرات المختلفة للصورة الواحدة من جانب الطفل، وقد دفع ذلك الباحثة لتحدد وبشكل أدق مشكلة الدراسة بعرض مجموعة من الصور الكارتونية وعددهم 20 صورة من أربعة مسلسلات تليفزيونية كارتونية على عينة من أطفال الروضة قوامها 20 مفردة بإحدى دور الحضانات، فلاحظت أن تأويل الطفل لما يراه في الصورة بما فيها من عناصر وأبعاد مختلفة يختلف من طفل لآخر، مما استرعى ذلك انتباه الباحثة بأن تلك الصورة بأبعادها المختلفة يمكن أن تكون سببًا لدفع الطفل نحو تأويل وتفسير أكثر تحررًا وابتكارا وإبداعًا وفقاً لما يراه، مما بلور ذلك مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيسي التالي :
• ما هي ماهية العلاقة بين سيميولوجيا الصورة التليفزيونية بالمسلسلات الكارتونية وأبعاد التفكير الابتكاري لدى الأطفال؟
ثانيًا : أهمية الدراسة :
”لا تفكر الروح أبداً من دون الصور” هكذا كان يقول أرسطو، وذلك لأن أكثر المثيرات تأثيراً في نشاط المخ البشري هي المثيرات البصرية( ).
ومن هنا نستطيع القول بأن أهمية البحث تتمثل في:
1. أهمية المرحلة العمرية التي ستتم دراستها وهى مرحله الطفولة المبكرة والدور الفعال الذي يمكن أن تلعبه الصورة التليفزيونية الكارتونية في علاقتها بأبعاد التفكير الابتكاري لدى طفل هذه المرحلة.
2. أهمية الابتكار كعملية معرفيه متعددة الأبعاد والتي يمكن كشف أبعادها من خلال تحليل الصورة الكارتونية سيميولوجياً.
3. التركيز على الثقافة البصرية والتي تعد من أولى مصادر الطفل الترفيهية في عصرنا وذلك من خلال تحليل الأبعاد السيميولوجية للصورة الكارتونية.
4. أهمية تناول السيميولوجيا من منظور إجرائي في المجال الإعلامي التليفزيوني وذلك لكونه مفهوماً جديداً في هذا المجال.
5. ضرورة التفات المسئولين والقائمين على إنتاج المسلسلات الكارتونية إلى أبعاد الصورة المرئية كمكون ذو علاقة بأبعاد التفكير الابتكاري لدى الطفل.
6. التفات القائمين على العملية التعليمية بضرورة إدخال الصورة المرئية بمفهومها السيميولوجى ضمن نشاطات التلاميذ بالمدارس كي تثرى ابتكاريته مع ضرورة تنمية الاهتمام بالبصريات في العملية التعليمية.
7. يمكن لهذه الدراسة أن تكون ذات أهمية للعديد من الباحثين لمزيد من الدراسات التي تتعلق بالصورة المرئية سيميولوجيًا فى علاقتها بأبعاد التفكيرالابتكاري.
ثالثًا : أهــداف الــدراســة :
يتمثل الهدف الرئيسي للدراسة في التعرف على العلاقة بين التفكير الابتكاري لدى أطفال الروضة ( 4 – 6 ) سنوات وكثافة التعرض لسيميولوجيا الصورة المرئية بالمسلسلات الكارتونية المصرية، ويتضمن هذا الهدف عدداً من الأهداف الفرعية وهي كما يلي:
1. التعرف على عناصر الشكل والمضمون (الرمز والدلالة) في الصورة المرئية بالمسلسلات الكارتونية المصرية وعلاقتها بالتفكير الابتكاري لأطفال الروضة من خلال تحليل استمارة الشكل والمضمون.
2. التعرف على العلاقة بين مستوى الطلاقة والمرونة والأصالة لدى الأطفال وكثافة التعرض لسيميولوجيا الصورة المرئية بالمسلسلات الكارتونية المصرية من خلال مقياس التفكير الابتكاري.
3. الكشف عن طبيعة العلاقة بين نوع الطفل ومستوى تفكيره ابتكارياً لسيميولوجيا الصورة المرئية بالمسلسلات الكارتونية المصرية.
4. الكشف عن طبيعة العلاقة بين المستوى الثقافي لأسرة الطفل ومستوى تفكيره ابتكارياً من خلال سيميولوجيا الصورة المرئية بالمسلسلات الكارتونية المصرية.
رابعاً : الدراسات السابقة :
بعد البحث والإطلاع على الدراسات السابقة المرتبطة بموضوع الدراسة من قبل الباحثة للوقوف على أهم الأهداف والمنهج المستخدم وأدوات الدراسة وأهم النتائج، تبينت الباحثة عدم وجود دراسات سابقة تبحث في جميع متغيرات الدراسة الحالية، فقسمت الباحثة الدراسات السابقة لمحورين أساسيين وهما الدراسات الخاصة بالصورة المرئية والسيمولوچيـا المتضمنة فيها ، والدراسات الخاصة بالتفكير الابتكاري وأطفال الروضة.
أولاً: الدراسات الخاصة بالصورة والسيميولوجيا المتضمنة فيها:-
(1) دراسة ”حسنين محمود تروش” (2006) ( ).
بعنوان ”دور الصور التليفزيونية الإيجابية فى إختراق الإدراك الذاتى والمعرفى لأطفال ما قبل المدرسة”
• والتى استهدفت التعرف على مدى تأثير الصور التليفزيونية الإيجابية كوسيلة لاختراق الإدراك الذاتى عند الطفل، ومدى قدرتها فى معرفة الوعى المعرفى للطفل من خلال إدراكه لقدراته المعرفية من خيال وابتكار وإبداع.
• وقد استخدمت الدراسة المنهج شبه التجريبي واستخدمت لعينة الدراسة التجريبية (40) طفلاً وطفلة من الذكور والإناث مقسمين بالتساوى.
• وقد اعتمدت الأدوات على فيلم كرتوني مدته عشر دقائق.
• وقد أشارت أهم النتائج إلى أن:
o الصور التليفزيونية الإيجابية تساعد الطفل على التواصل بشكل أحسن وتجعله ميالاً إلى الابتكار وتثير خياله وتحرك فيه مشاعر وعواطف جديدة.
(2) دراسة ”نهلة عساف عيسى” (2006) ( ).
بعنوان ”أثر استخدام تكنولوچيا التعبير المرئى على محتوى الصورة التليفزيونية”
• والتي استهدفت الكشف على وسائل التكنولوچيا الحديثة المستخدمة فى صناعة الصورة التليفزيونية وأثرها فى عينة من برامج المنوعات والإعلانات.
• وقد استخدمت الباحثة منهج التحليل السيميولوچى لوصف وتحليل محتوى الصورة التليفزيونية، ومنهج المسح بالعينة فى إطار البحوث الوصفية.
• وقد اعتمدت أدوات الدراسة على اختيار 14 حلقة من 14 برنامج لإجراء الدراسة التحليلية و 24 إعلان فى بعض القنوات العربية الفضائية الحكومية والخاصة.
• وقد أشارت أهم النتائج إلى:
o وجود علاقة دالة إحصائياً بين استخدام وسائل التكنولوچيا الحديثة الخاصة بصناعة الصورة (الألوان – الخطوط – زوايا التصوير) وفهم محتوى الصورة التليفزيونية.