Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التردد في صنع القرار و علاقته بأداء العاملين بالمدارس الثانوية العامة بدولة الكويت :
المؤلف
سعود، وليد خالد فالح.
هيئة الاعداد
باحث / وليـــد خالـــد فالـــح سعـــود
مشرف / محمد حسن رسمي
مناقش / محمد حسن رسمي
مناقش / عبد الحميد عبد الفتاح شعلان
الموضوع
المدارس الثانوية الكويت. الإدارة التعليمية. المدارس تنظيم و إدارة.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
347 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التعليم
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية التربية عام - التربية المقارنة والإدارة التعليمية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 412

from 412

المستخلص

يعد الأداء مفهوم جوهرياً وهاماً بالنسبة للمؤسسات بشكل عام، وهو يمثل القاسم المشترك لاهتمام علماء الإدارة، ويكاد يكون الظاهرة الشمولية وعنصراً محورياً لجميع فروق وحقول المعرفة الإدارية، فضلاً عن كونه البعد الأكثر أهمية لمختلف المؤسسات والذي يتمحور حوله وجود المؤسسة من عدمه. ولقد حظي موضوع الأداء الوظيفي باهتمام بالغ، ويشهد بحوثاً مستمرة عن حلول للمشكلات المتعلقة بالأداء الوظيفي، وقد فاضت الدوريات العلمية بتقارير عديدة عن قيادات جديدة وإعادة تصميم الهياكل التنظيمية، ومحاولات مشاركة العاملين فيها في وضع السياسات بصورة أكبر، واستخدام نظام حلقات الجودة، والتركيز علي أسلوب فرق العمل وابتكار حوافز جديدة للجهود الفردية والجماعية الملموسة وكثير من الأساليب الأخرى التي تركز علي غاية واحدة وهي تحسين الأداء. وتختلف مجالات الأداء في مؤسسات الأعمال تبعاً لاختلاف أعمالها وطبيعة نشاطها، ووفقاً لدرجات إدارتها في التركيز علي تلك المجالات التي تعتقد أن تحقيق الأهداف من خلالها يمثل أولوية، وحتى تلك المجالات التي تقل أهمية عن مجالات الأهداف الرئيسة، وتسعي المؤسسات الناجحة إلي بلورة مؤسسات لقياس أدائها للوصول إلي إطار عمل متكامل يعكس مستوي الأداء في المؤسسة بشكل شامل. ولقد أصبح التعليم يحتاج إلي توجيه المؤسسات التعليمية نحو المرونة الإدارية مع التقليل من التسلسل الهرمي في ممارسة السلطة التي تسمح بالالتزام بالمعايير التعليمية والتربوية، ويسمح لها بالاتصال فيما بينها من أجل تهيئة المعرفة لمواطني المستقبل، كما يتطلب قيام السلطات العامة تأسيس استراتيجيات للنظم التعليمية تتناسب وأشكال التمويل التي تسمح لها بالمنافسة العالمية. وتتمثل وظائف النظام التعليمي الحديث في إعداد أفراد يملكون أدوات البحث عن المعرفة واشتقاقها من مصادرها، وكيفية التعامل مع ما تحويه من معلومات وكيفية فهمها ونقدها من خلال ما يملكون من مهارات التعلم الذاتي والتعلم المستمر والتعليم التعاوني والتفكير العلمي والقدرة علي الإبداع والابتكار، ولكي تتحقق مثل هذه الوظيفة أصبح مبدأ تحسين جودة النظام التعليمي من أهم التحديات التي تواجه الدولة العربية. وهناك نوعين من متخذي القرار (عقلاني، وغير عقلاني)، العقلاني هو الذي يمتلك المعلومات وله هدف محدد وغاية يسعي لها، وغير العقلاني يفتقر إلي المعلومات وليس له هدف محدد، وبناء علي ذلك تأتي العقلانية كوسيلة لتمييز نمط من الفعل عن غيره من الأفعال والسلوك العقلاني يوجه نحو أهداف واضحة وموثوق بها، ووسائل تحقيق هذه الأهداف ينتفي بناء علي أفضل المعلومات المتاحة. وقد استخدم اتخاذ القرار Decision Making في الإدارة بشكل كبير، بل إن بعض مدارس الإدارة المهمة كانت نظرياتها الأساسية ترتكز علي مفهوم اتخاذ القرار، وتصبح دراسة التنظيم منصبة أساساً علي تتبع عملية اتخاذ القرارات وتحديد المؤثرات التي تتفاعل لتوجيه الوصول إلي قرار، وتهتم مدرسة اتخاذ القرار بالعوامل السلوكية المؤثرة في اتخاذ القرارات، وكيفية اتخاذ القرار، وكيفية نقله عبر المستويات التنظيمية المختلفة، وهو ما يؤدي إلي الاهتمام بدراسة طرق الاتصال داخل التنظيم والتنظيمات الرسمية وغير الرسمية، وكل العوامل التي يمكن أن تؤثر علي تنفيذ القرار، وتقسم المدارس الفكرية عملية اتخاذ القرارات علي النحو التالي: المدرســـــة الواقعيـــــة: تنظر هذه المدرسة إلي عملية القرارات بطريقة علمية وعملية في الوقت نفسه وتعتمد إلي اتخاذ القرارات في ضوء دراسة المشكلة الحالية والبدائل المتاحة أمام حل هذه المشكلة، وتكلفة كل بديل في ضوء الإمكانات المتاحة والظروف البيئية المحيطة. المدرسة الإستراتيجية: تنظر هذه المدرسة إلي كافة المواقف التي تمر بها المؤسسة وتعتبر أنه يجب النظر إلي كل موقف أو مشكلة داخل المؤسسة في أثناء عملية المفاضلة بين البدائل المتاحة لاتخاذ القرار علي ضوء الإستراتيجية العامة التي تنتجها المؤسسة، وبناء علي ذلك يمكن أن تتصف القرارات التي تصل إليها المؤسسة أحياناً بعدم الرشد، نظراً لوجود متغيرات استراتيجية تلعب دوراً في ترجيح البديل الأمثل الذي يتخذ بناء عليه القرار. المدرســـــة المختلطـــــة: وتمثل اتجاهاً توفيقياً يساير معطيات الواقع لكل موقف أو مشكلة تستلزم اتخاذ قرار ما وذلك أيضاً في ضوء الإطار الإستراتيجي العام الذي تنتهجه المؤسسة علي وجود ثلاثة مداخل نظرية لاتخاذ القرار يتعلق كل منها بوجهات النظر، إما باستخدام المنطق والتحليل العلمي أو بالتركيز علي الحدس باستخدام الحكمة والتجارب الشخصية. ويتوقف نجاح العملية التعليمية في تحقيق أهدافها علي كفاءة وفاعلية الإدارة التربوية، وقدرتها علي توجيه النشاط التربوي وتحريكه نحو تحقيق الأهداف المنشودة، فهي التي تحدد المعالم وترسم الطرق وتنير السبيل أمام العاملين، وتلك الوسائل تكون كفيلة بمراجعة الأعمال والمتابعة الهادفة للنتائج لأغراض التحسين والتجديد والتطوير لجوانب العمل التربوي، وتتخذ إدارة المنطقة التعليمية الوسائل المناسبة والفاعلة لحفز العاملين وتعبئة جهودهم واستثارة سلوكهم علي النشاط والعمل علي توفير الجو المساعد لرفع الروح المعنوية والرغبة والعمل بين جميع العاملين. مشكلــــــة البحــــــث: يشير الأداء إلي درجة تحقيق وإتمام المهام المكونة لوظيفة الفرد، وهو يعكس الكيفية التي يتحقق بها، أو يشبع الفرد بها متطلبات الوظيفة، وغالباً ما يحدث ليس وتداخل بين الأداء والجهد، فالجهد يشير إلي الطاقة المبذولة، أما الأداء فيقاس علي أساس النتائج التي حققها الفرد، فمثلاً الطالب قد يبذل جهداً كبيراً في الاستعداد للامتحان، ولكنه يحصل علي درجة منخفضة، وفي مثل هذه الحالة يكون الجهد المبذول عالي بينما الأداء منخفض، علي إعتبار أن الأداء يساوي محصلة الإنجاز بالإضافة إلي السلوك مع مراعاة المناخ السائد في بيئة العمل. ويوصف الأداء أيضاً بأنه ”سجل بالنتائج المحققة، سجل يجسد سلوكاً عملياً يؤدي لدرجة من بلوغ الفرد أو الفريق للأهداف المخططة- أي درجة الإنجاز- بكفاءة وفعالية، وفي بعض الأحيان يمكن تعريف الأداء بأنه إنجاز أو مخرجات العمل الفعلية ويقترح البعض بأن الأداء هو ما يبقي في نهاية العمل. ويأتي الأداء في بعض الأدبيات علي أنه ”الأثر الصافي لجهود الفرد التي تبدأ بالقدرات وإدراك الدور أو المهام والذي بالتالي يشير إلي درجة تحقيق وإتمام المهام المكونة لوظيفة الفرد، ويعرف الأداء في الفكر الإداري المعاصر علي أنه: القيام بأعباء الوظيفة من حيث المسؤوليات والواجبات وفقاً للمعدل المفروض أداؤه من العامل الكفء والمدرب. وتأسيساً علي ما سبق فإن الأداء يركز علي قيام العاملين بتنفيذ المهام والواجبات المنوطة بهم وفق المسؤوليات التي تحددها قيادة المؤسسة التربوية التي يعملون بها لتحقيق أهداف الوظائف التي يشغلونها. وتأسيساً علي ما سبق يمكن صياغة مشكلة البحث في التساؤل الرئيس التالي: ما العلاقة بين التردد في صناعة القرار وأداء العاملين بالمدارس الثانوية العامة بدولة الكويت؟ ويتفرع عن هذا التساؤل التساؤلات الفرعية التالية: ما أهم الأسس النظرية لصناعة القرار التربوي؟ ما محددات أداء العاملين بالمدرسة الثانوية العامة بدولة الكويت؟ ما واقع المدرسة الثانوية العامة بدولـة الكويت؟ ما أهم ملامح الرؤية المستقبلية لمواجهة التردد في صناعة القرار بالمدرسة الثانوية العامة بدول الكويت؟ أهـــــــداف البحـــــــث: تمثلت في السعي نحو إبراز العلاقة بين التردد في صناعة القرار وأداء العاملين بالمدرسة الثانوية العامة، وذلك من خلال: الكشف عن أهم الأسس النظرية لصناعة القرار التربوي. إبراز محددات أداء العاملين بالمدرسة الثانوية العامة بدولة الكويت. الوقوف علي واقع المدرسة الثانوية العامة بدولة الكويت. تحديد أهم ملامح الرؤية المستقبلية لمواجهة التردد في صناعة القرار بالمدرسة الثانوية العامة؟ أهميـــــــة البحـــــــث: تنبع أهمية البحث من الأمور التالية: يحتل الأداء مكانة خاصة داخل أي مؤسسة كانت باعتباره الناتج النهائي لمحصلة جميع الأنشطة بها، وذلك علي مستوي الفرد والمؤسسة والدولة، ذلك أن المؤسسة تكون أكثر استقراراً وأطول بقاء حين يكون أداء العاملين متميز ومن ثم يمكن القول بشكل عام إن اهتمام إدارة المؤسسة وقيادتها بمستوي الأداء عادة ما يفوق اهتمام العاملين بها، وعلي ذلك فإنه يمكن القول بأداء علي أن مستوي تنظيمي داخل المؤسسة وفي أي جزء منها لا يعد انعكاساً لقدرات ودوافع المرؤوسين فحسب بل هو انعكاساً لقدرات ودوافع الرؤساء والقادة أيضاً. ترجع أهمية مفهوم الأداء من وجهة نظر المؤسسة إلي ارتباطه بدوره حياتها في مراحها المختلفة وهي مرحلة الظهور، ومرحلة البقاء والاستمرارية، ومرحلة الاستقرار، ومرحلة السمعة والفخر، ومرحلة التميز، ثم مرحلة الريادة، ومن ثم فإن قدرة المؤسسة علي تخطي مرحلة ما من مراحل النمو والدخول في مرحلة أكثر تقدم، إنما يتوقف علي مستويات الأداء بها. تركز إستراتيجية إدارة الأداء علي مجموعة من الأسس لعل من أبرزها ما يلي: تعريف ماهية المؤسسة وما يجب أن تفعل، وتحديد رسالة المؤسسة، بالإضافة إلي دراسة البدائل المختلفة للموارد. تحديد أهداف واضحة مشتقة من رسالة المؤسسة. تحديد الأولويات، من أجل تعريف معايير الإنجاز والأداء والنتائج. تحديد مقاييس الأداء، مثال علي ذلك: مدي رضا المستفيدين من الخدمات المقدمة. استخدام المقاييس من أجل التغذية الراجعة الخاصة بالجهود المبذولة داخل المؤسسة. وجود مراجعة منتظمة للأداء والنتائج من أجل تعديل الأهداف إذا ما لزم الأمر، وتعريف الأداء مرضي والأنشطة الغير منتجة، وهذا يساعد في تطوير آلية جديدة تساهم في تحسين الأداء. منهــــــج البحــــــث: استخدم البحث الحالي المنهج الوصفي والأسلوب الإحصائي بالإضافة إلي أسلوب النظم لتحقيق أهدافه العلمية ومعالجة تساؤلاته البحثية، حيث جاء الأول لتناول واقع عملية صنع القرار بالمؤسسة التعليمية، وكذلك واقع أداء العاملين بها، أما أسلوب النظم فجاء ليتم من خلاله تناول المدرسة الثانوية العامة كمنظومة اجتماعية متكاملة، وكذلك عملية الأداء كمنظومة متكاملة أيضاً تحتاج إلي مدخلات وعمليات ومخرجات بالإضافة إلي التغذية الراجعة، في حين جاء الأسلوب الإحصائي لترجمة نتائج الإطار الميداني. حـــــــدود البحـــــــث: تمثلت في: الحد الموضوعي: وشمل دراسة العلاقة بين التردد في صناعة القرار وأداء العاملين بالمدرسة الثانوية العامة، وذلك من خلال عرض واقع عملية صناعة القرار بهذه المدرسة، وأسسه وركائزه، ومبادئه، ومقومات نجاحه، وبعض المعوقات التي تعترض هذه العملية. الحد الجغرافي: وشمل بعض مدارس الثانوية العامة بالمناطق التعليمية الستة بدولة الكويت (العاصمة- الجهراء- الفروانية- الديوانية- حولي- مبارك الكبير). الحد البشري: وشمل بعض المديرين ومساعديهم ومعلمي المدارس الثانوية العامة. الحد الزمني: وتضمن زمن إجراء الدراسة (2015-2017). أدوات البحـــــــــــــث: تمثلت في: الزيارة الميدانية: والتي تمت إلي بعض المدارس الثانوية العامة بدولة الكويت، شاملة في ذلك المناطق التعليمية المختلفة [العاصمة – حولي – الأحمدي – الجهراء – الفروانية – مبارك الكبير]. الاستبيان: والذي تم تطبيقه علي مجموعة من المديرين ومساعديهم ومعلمي ومعلمات المدارس الثانوية العامة. المقابلات الشخصية: والتي تمت مع بعض قيادات هذه المدارس وكانت من النوع المفتوح حيث أتيحت الفرصة أمام هذه القيادات للتعبير عن آرائهم تجاه قضايا هذه المدارس، ومقترحاتهم للحلول بحرية تامة. مصطلحـــــــات البحـــــــث: ارتكز البحث الحالي علي المصطلحات التالية: الأداء the performance: يعرف الأداء بأنه: هو الإنجاز الذي يتحقق نتيجة ما يبذله الفرد في عمله من مجهود بدني وذهني، وبالتالي فهو انعكاس لمدي نجاح الفرد أو فشله في تحقيق الأهداف المتعلقة بوظيفته، ويعرفه آخرون بأنه: ”العمل الذي يؤديه الفرد والإنجازات التي يحققها وفقاً للمعايير الموضوعية (الكمية والنوعية والزمنية) وسلوكه في وظيفته وسلوكه مع زملائه ورؤسائه في العمل. صنع القرار Decision making: يعني سلسلة من الاستجابات الفردية أو الجماعية التي تنتهي باختيار البديل الأنسب في مواجهة موقف معين. اتخاذ القرار Make decision: هي ذلك الجزء المهم من مراحل صنع القرار، ومرحلة اتخاذ القرار هي خلاصة ما يتوصل إليه صانعو القرار من معلومات وأفكار حول المشكلة القائمة والطريقة التي يمكن بها حلها. صنع القرار التربوي Educational decision making: يقصد به جميع الخطوات التي يتطلبها ظهور القرار إلي حيز الوجود، وتتضمن خطوات التعرف علي المشكلة التعليمية وتحديدها، وتحليلي المشكلة وتقييمها، وجميع البيانات، واقتراح الحلول المناسبة، وتقييم كل حل علي حده، ثم اختيار أفضل الحلول، أي أن صنع القرار عملية ديناميكية تتضمن مراحلها تفاعلات متعددة تبدأ من مرحلة التصميم، وتنتهي بمرحلة اتخاذ القرار. التردد في صناعة القرار Frequency in decision making: ونعني به خوف أو اضطراب مدير المؤسسة التعليمية أو المسئول عن أي عمل بمجالات هذه المؤسسة في اختيار أي بديل من بين البدائل المطروحة عليه سواء علي المستوي الفردي أو المستوي المؤسسي أو المستوي الجماعي. المستفيــــدون مــــن البحــــث: يمكن أن يستفيد من هذا البحث القيادات التربوية المسئولة عن تسيير أمور العملية التعليمية بكافة المراحل التعليمية وكذلك يمكن أن يستفيد منه كل من يهمه أمر العملية الإدارية أو صناع القرار بمنظومة التعليم مثل: قيادات الإدارة العليا: مثل وكلاء الإدارة، المديرين العموم. القيادات الإدارية: والتي تقوم علي تسيير أمور المراحل التعليمية المختلفة مثل مديري الإدارات ورؤساء الأقسام الإدارية، بالإضافة إلي مديري ومديرات المدارس الثانوية العامة ومساعديهم. طلاب الدراسات العليا: حيث الانشغال بالبحث العلمي وقضاياه. نتائــــــــج البحــــــــث: أولاً: نتائج الإطار النظري وتوصياته، وتتمثل في: تتأثر عملية صنع القرار بالمؤسسة التعليمية بشخصية متخذ القرار علي اعتبار أن هذه الشخصية تضم ثقافته ودوافعه وخبراته وقيمه ومهاراته الفنية والعقلية وكذلك درجة الذكاء المتوافرة عنده، بالإضافة إلي مجموعة الاتجاهات التي تحكم سلوكياته وتصرفاته. تتأثر عملية صنع القرار بسلامة وصحة القرار علي اعتبار أن الإدراك الصحيح لأسباب المشكلة يسهم بدرجة كبيرة في توافر المعلومات الصحيحة والكافية حولها والتي يمكن من خلالها الوصول إلي بدائل مناسبة لمواجهة هذه المشكلة. يعد توقيت صدور القرار من أهم المصادر اللازمة لمتخذ القرار علي اعتبار أن التأخير في اتخاذ القرار يعني فقد جزء من قوته في حين أن التبكير يكون ذات أهمية كبيرة وخاصة أن هناك ثمة حاجة للوقاية من ظهور مشكلة معينة وبالتالي فإن تفادي أثارها يصبح أمراً هاماً. يعد توقيت وصول القرار للمستهدفين من الأمور الهامة التي تضفي علي القرار قوة وصلابة. الاستماع لمشورة الآخرين يعد من الأمور اللازمة لمتخذ القرار علي اعتبار أن مشاركة الآخرين تعني رؤية المشكلة وطريقة حلها من زوايا مختلفة. تضطلع العوامل التنظيمية بدور هام في اتخاذ القرار بالمؤسسة التعليمية علي اعتبار أن المعوقات التنظيمية تؤثر علي جودة القرار المدرسي ومنها التدرج البيروقراطي والتمسك بالإجراءات الروتينية بالإضافة إلي التضارب في اتخاذ القرار. تؤثر العوامل البيئية وما تشمله من طبيعة النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتربوي والأسري علي المؤسسة التعليمية ومن ثم ينعكس هذا التأثير علي عملية صنع القرار سلباً أو إيجاباً بها. تعتبر ثقافة المجتمع وما تحتويه من نسق للقيم والعادات من الأمور الهامة التي تتصل بعملية صنع القرار واتخاذه علي اعتبار أن المؤسسة التعليمية لا تعمل في فراغ وإنما تباشر نشاطها من خلال المجتمع وتعود نتائجه علي المجتمع أيضاً. يتعرض متخذ القرار لمجموعة من الضغوط الداخلية والخارجية فالأولي تشمل ضغوط الرؤساء وقصور نظم المعلومات ونقص الإمكانات المادية والبشرية، في حين أن الثانية تشمل ضغوط الرأي العام والضغوط النابعة من العلاقات الاجتماعية ووسائل الإعلام وأجهزة الرقابة. يتميز العصر الحالي بالتطورات العلمية والتكنولوجية والتي تنعكس بدورها علي السياسة التعليمية ومن ثم تؤثر علي عملية صنع القرار بالمؤسسة التعليمية. تضطلع العوامل الإنسانية بدور هام بعملية صنع القرار حيث أنها تركز علي اقتناع العاملين بالقرار الذي يتم اتخاذه بالإضافة إلي تأصيل العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية السائدة في المؤسسة. تنعكس العوامل الاقتصادية السائدة في المجتمع علي وضع السياسة التعليمية فيه ومن ثم تنعكس علي عملية صنع القرار بالمؤسسة سلباً أو إيجاباً وفقاً للحالة الاقتصادية سواء كانت متردية أو منتعشة. يظهر تأثير المجتمع المحلي والبيئة المحيطة بالمؤسسة التعليمية في عملية صنع القرار المدرسي خاصة وأن عملية المشاركة المجتمعية لها اليد الطولي في إنجاز الأهداف المدرسية وخاصة في الوقت الحاضر علي اعتبار أن مجالات العمل المدرسي متعددة وأعباء إدارة المدرسة متزايدة ومن ثم يصعب علي المدرسة بمفردها أن تواجه مثل هذه المشكلات وهنا تأتي أهمية المشاركة المجتمعية في عملية صنع القرار المدرسي. وبناءً على ما سبق نوصي بالتالي: تنمية العنصر البشري بالمؤسسة التعليمية من خلال فهم أداء العاملين مع دراسة العوامل المؤثرة في هذا الأداء علي اعتبار أن ذلك كله ينعكس علي فاعلية المؤسسة. تنمية وتطوير مهارات العنصر البشري بالمؤسسة التعليمية أصبح في الوقت الحاضر ضرورة عصرية علي اعتبار أن هذا العصر هو عصر الميزة التنافسية ولن يتحقق ذلك إلا من خلال الارتقاء بأداء العاملين بهذه المؤسسة. دراسة الاختلافات بين عناصر البشرية العاملة بالمدرسة الثانوية مع التركيز علي القواسم المشتركة ومحاولة إكساب هذه العناصر مميزات تتناسب مع طبيعة العصر، وتسهم في تحسين الأداء الفردي والجماعي والمؤسسي والتنظيمي. تفهم طبيعة وعناصر أداء العاملين بالمؤسسة التعليمية يسهم في زيادة فاعلية الأداء الكلي لها مع مراعاة الاتجاهات العالمية المعاصرة في هذا المجال. توجيه الأداء التنظيمي المدرسي نحو تفسير الاختلاف بين أداء العاملين كمجموعة وأداء كل فرد علي حدة وكذلك أداء المؤسسة ككل. تنمية المعرفة الكافية بالأداء التنظيمي المدرسي سواء كان ذلك خاص بالأفراد أو المجموعات إلي فهم الأداء وتفسيره والتنبؤ بمستقبله. ضمان تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد البشرية يحتاج إلي توصيف واضح للوظائف، واحترام مبدأ التخصص مع حسن الاستفادة من معطيات العصر ومستجداته التكنولـوجية. ثانياً: نتائج الإطار الميداني وتوصياته، ويندرج تحتها: نتائــــــج الاستبيــــــان: المحور الأول واقع اتخاذ القرار بالمدرسة: ويندرج تحته الأبعاد التالية: البعد الأول: واقع تحقيق أهداف المدرسة: أثبت الدراسة الميدانية أن أفراد العينة يهتموا بالأمور التالية: إقامة العلاقات الإنسانية بين العاملين. توزيع العمل بين العاملين وفقاً لمبدأ الأولويات. وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وفي الوقت المناسب. في حين أن أفراد العينة أهملوا الأمور التالية: تحقيق تكافؤ السلطة مع المسئولية لكل العاملين. إحداث التوازن بين الأداء الذهني والفعلي للعاملين الاحترام المتبادل بين العاملين والطلبة. وهذا ما أبرزه الجدول رقم (13)، وعلي ضوئه نوصي بما يلي: التركيز علي تحقيق تكافؤ السلطة مع المسئولية لكل العاملين. الاهتمام بإحداث التوازن بين الأداء الذهني والفعلي للعاملين التأكيد علي الاحترام المتبادل بين العاملين والطلبة. البعد الثاني: واقع اتخاذ القرار بالمدرسة: أثبت الدراسة الميدانية أن أفراد العينة يهتموا بالأمور التالية: مشاركة العاملين عند اتخاذ القرار. طرح بدائل جديدة عند اتخاذ القرار. اكتشاف الأخطاء أولاً بأول في حين أن أفراد العينة أهملوا الأمور التالية: المصلحة العامة عند اتخاذ القرار. تراعي الحالة النفسية للعاملين عند اتخاذ القرار. تحقيق مصالح الطلبة عند اتخاذ القرار. وهذا ما أبرزه الجدول رقم (14)، وعلي ضوئه نوصي بما يلي: الاهتمام بالمصلحة العامة عند اتخاذ القرار. التركيز علي الحالة النفسية للعاملين عند اتخاذ القرار. التأكيد علي تحقيق مصالح الطلبة عند اتخاذ القرار. البعد الثالث: أسباب التردد في القرار: أثبت الدراسة الميدانية أن أفراد العينة ركزوا علي أسباب التردد في القرار وهي علي النحو التالي: وجود قصور في أساليب الاتصال بين وحدات المدرسة. غموض المعلومات المتوفرة حول المشكلة التي تحتاج إلي اتخاذ قرار. قلة قدرة مدير المدرسة علي استيعاب المشكلات الطارئة. في حين أن أفراد العينة ذكروا مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلي التردد في القرار ولكنها تلي المجموعة السابقة وتتمثل في: شيوع الأسلوب البيروقراطي في إدارة المدرسة. قلة التماسك الاجتماعي بين العاملين في المدرسة. رفض تفويض السلطة من الصف الأمامي إلي الصف الثاني. وهذا ما أبرزه الجدول رقم (15)، وعلي ضوئه نوصي بما يلي: التركيز علي محاربة الأسلوب البيروقراطي في إدارة المدرسة. الاهتمام بالتماسك الاجتماعي بين العاملين في المدرسة. التأكيد علي تفويض السلطة من الصف الأمامي إلي الصف الثاني. البعد الرابع: سبل مواجهة التردد في القرار: أثبت الدراسة الميدانية أن أفراد العينة يهتموا بالأمور التالية: تدريب العاملين بالمدرسة علي الأساليب الحديثة في اتخاذ القرارات. الاستعانة بالخبراء عند اتخاذ القرارات. التركيز علي مبدأ الأولويات في تلبية حاجات المدرسة. في حين أن أفراد العينة أهملوا الأمور التالية: حث العاملين علي الإبداع في العمل المدرسي. تفويض السلطة من الصف الأمامي إلي الصف الثاني لضمان سرعة إنجاز العمل. دعم مشاركة الأطراف المعنية في صنع القرار واتخاذه. وهذا ما أبرزه الجدول رقم (16)، وعلي ضوئه نوصي بما يلي: التركيز علي حث العاملين علي الإبداع في العمل المدرسي. التأكيد علي تفويض السلطة من الصف الأمامي إلي الصف الثاني لضمان سرعة إنجاز العمل. الاهتمام بدعم مشاركة الأطراف المعنية في صنع القرار واتخاذه. المحور الثاني: واقع أداء العاملين بالمدرسة: ويندرج تحته الأبعاد التالية: البعد الأول: واقع أداء العاملين: أثبت الدراسة الميدانية أن أفراد العينة يهتموا بالأمور التالية: الموضوعية عند التعامل مع العاملين. تكريم أصحاب الكفاءات المهنية والأكاديمية والثقافية. نشر ثقافة العمل الجماعي وروح الفريق بين العاملين . في حين أن أفراد العينة أهملوا الأمور التالية: تدعيم قنوات الاتصال بين وحداتها. تنمية العلاقات الإنسانية بين العاملين. توظيف تكنولوجيا العصر في إنجاز الأعمال. وهذا ما أبرزه الجدول رقم (17)، وعلي ضوئه نوصي بما يلي: الحرص علي تدعيم قنوات الاتصال بين وحداتها. الاهتمام بتنمية العلاقات الإنسانية بين العاملين. التركيز علي توظيف تكنولوجيا العصر في إنجاز الأعمال. البعد الثاني: سبل تطوير أداء العاملين أثبت الدراسة الميدانية أن أفراد العينة يهتموا بالأمور التالية: وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وفي الوقت المناسب. إتاحة المعلومات لجميع العاملين. تفويض السلطة لرجال الصف الثاني. في حين أن أفراد العينة أهملوا الأمور التالية: مبدأ ترتيب الأولويات عند إنجاز الأعمال. ربط الحوافز بمعدلات الأداء في العمل. تطوير الهيكل التنظيمي وفق معايير الجودة. وهذا ما أبرزه الجدول رقم (18)، وعلي ضوئه نوصي بما يلي: التركيز علي تطبيق مبدأ ترتيب الأولويات عند إنجاز الأعمال. الحرص علي ربط الحوافز بمعدلات الأداء في العمل. الاهتمام بتطوير الهيكل التنظيمي وفق معايير الجودة. خطــــــوات البحــــــث: الخطوة الأولي: وتناولت الإطار العام للبحث، والذي شمل مقدمة البحث، مشكلته، أهدافه، أهميته، منهجه، أدواته، حدوده، مصطلحاته، المستفيدون من البحث بالإضافة إلى الدراسات السابقة. الخطوة الثانية: وركزت علي الأسس النظرية لعملية صناعة القرار من حيث ماهية القرار وعناصره، ومداخل صنع القرارات ومراحله، ومستويات صنع القرار وأنواعه، وعملية اتخاذ القرارات كنظام، والعوامل المؤثرة في عملية اتخاذ القرارات، وبدائل السياسات والممارسات في اتخاذ القرارات، وأساليب اتخاذ القرارات وحل المشكلات، وماهية التردد في القرار وأسبابه. الخطوة الثالثة: وتناولت المحددات العلمية لأداء العاملين بالمؤسسة التعليمية ”بالتطبيق على المدرسة الثانوية” من حيث ماهية أداء العاملين وفلسفته، أهداف تقييم الأداء واستخداماته، عناصر نظام تقييم الأداء، طرق تقييم الأداء، تطوير أداء العاملين بالمؤسسة التعليمية، معوقات تطوير أداء العاملين، علاقة تطوير الأداء بالمفاهيم ذات الصلة، رؤية العاملين بالمؤسسة التعليمية لمقاومة تطوير الأداء، التدريب كوسيلة من وسائل تطوير أداء العاملين، أساليب معالجة القصور في نظم الرقابة وتقييم الأداء. الخطوة الرابعة: وتناولت المدرسة الثانوية بدولة الكويت من حيث موقع دولة الكويت (جغرافياً وديموجرافيا وتعليمياً)، والمدرسة الثانوية كمنظومة متكاملة، وأهداف المدرسة الثانوية ووظائفها، ولهيكل التنظيمي للمدرسة الثانوية، وأدوار مدير المدرسة الثانوية وأدائه، وبعض النماذج العالمية في مجال الأداء المدرسي، ومعايير للتوقعات الأدائية من مدير المدرسة، والاتجاهات المعاصرة في مجال تطوير أداء العاملين بالمدرسة الثانوية. الخطوة الخامسة: وتناولت الدراسة الميدانية من حيث إجراءات الدراسة الميدانية، وصــدق الاستبانة (Validity)، وثبات الاستبانةReliability ، والمعالجة الإحصائية، وتحليل النتائج. الخطوة السادسة: وركزت علي طرح رؤية مستقبلية للعلاقة بين التردد في صناعة القرار وأداء العاملين بالمدرسة الثانوية العامة بدولة الكويت.