Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الجرائم والعقوبات في الدولة المغولية من خلال قوانين الياسا /
المؤلف
أحمد، علي ربيع محمود.
هيئة الاعداد
باحث / علي ربيع محمود أحمد
مشرف / نعمة علي مرسي
مناقش / محمد أحمد محمد بديوي
مناقش / عبد الناصر إبراهيم عبد الحكم
الموضوع
المغول والتتار.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
263 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - التاريخ الإسلامي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 298

from 298

المستخلص

ظهرت على مسرح الشرق الأدنى القديم في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي قوة كاسحة مدمرة تمثلت في المغول الذين أخلوا بالتوازن النسبي القائم بين القوي السائدة في تلك المنطقة وأنزلوا بشعوبها ضربات عنيفة متلاحقة وصفت بأنها واحدة من أكبر وأشد ،فالمغول شعب بدوي ينقسم إلي عدد من الطوائف والقبائل عديدة تسكن إقليم منغوليا الذي هو جزء من هضبة أسيا المركزية والشرقية وكانت هذه القبائل البدوية لا تعرف معني الحضارة بل كانت قبائل نصف وحشية ولم تكن لهم سابقة بمدنية وحضارة ولشدة بداوتهم كانت كل قبيلة من تلك القبائل تكون وحدة متماسكة من ناحية الجنس واللغة ويرأسها رئيس يحمل لقب نويان تطيعه وتأتمر بأمره ولذلك كانت حياتهم فطرية بدائية بسيطة لا يتسرب إليها التعقيد وكانوا يقضون معظم أوقاتهم في المنازعات القبلية وفي البحث عن منابت العشب.
نظر تيموجين إلى ما جاوره من القبائل المختلفة وأدرك مدى الفوضى والصراعات التي تعيش فيها هذه القبائل لذلك صمم على إخضاعها وفق سياسة محكمة عبر عنها بقوله (كان الرجال الحكماء المسنون يعلموننا دائماً أن القلوب والعقول المتباينة لا يمكن أن تكون في جسد واحد ولكنى أريد أن أثبت أن ذلك ممكن عملياً فسوف أبسط نفوذي على جميع جيراننا). وكيف لا وهو الذي رأى كما يروى خواندمير أن تيموجين رأى ذات ليلة في منامه أن يديه امتدتا، وكان يمسك سيفاً في كلتا يديه بحيث أن طرف أحدهما كان متصلا بالمشرق وطرف الأخر متصلاً بالمغرب فلما أمع أصبح قص رؤياه على أمه، فقالت له (أنت سوف تستولى على العالم شرقية وغربية، وسوف يصل اثر سيفك المضرج بالدماء إلى بلاد المشرق والمغرب.
ولما كانت القبائل المغولية تتوق إلى الوحدة، فقد هرع الكثير من نبلاء المغول وذوي الأصول الملكية إلى الانضمام إلى تيموجين ومن هؤلاء: عم تيموجين دار يتاى وابن عمه قوشار وابن عمه الأخر سيتشى بيكى وتايشو زعيمي عشيرة الجوركين ثم ألطان ابن أخر خان مغولي وهو قوتولا واجتمع هؤلاء الأمراء وقرروا انتخاب تيموجين ملكاً للمغول
وذلك سعيا منهم إلى تجديد عهد الخانات قدم هؤلاء الأمراء السابقى الذكر شروطا معينة عند انتخابهم لتيموجين ملكاً عليهم قائلين (إننا نرغب في انتخابك خانا، وعندما تصبح خاناً فإننا سوف نركب أمامك وبين يديك عند مجابهة أي عدو، وسوف نجلب لك أجمل إمراه نسبيها .... وعندما تصطاد الحيوانات المتوحشة سوف نقدم لك كل ما نصطاده ونسلمه لك، وإذا عصينا أوامرك يوم المعركة فلك ان تجردنا من جميع أملاكنا وأسرنا وان تضرب رؤوسنا السوداء في الأرض). وبعد إن لفظوا هذا القسم رفعوا تيموجين على بساط من اللباد وأعلنوه ملكا.
تم القضاء على قبيلة التتار قبل ظهور المغول على مسرح التاريخ، تلك القبيلة التي تركت مجرد اسمها يطلق على جميع القبائل المغولية، وعقب مرور ما يقرب من ثلاثين عاما ارتفع صياح التتار أثناء مجازر المغول في مدن وقرى الغرب النائية، مع أن التتار لم يبق منهم في جيوش الغزاة الجارفة إلا القليل، ولم يبقى منهم إلا الاسم الذي كان يثير الرعب بين الشعوب المختلفة بينما هم أنفسهم كانوا مدفونين منذ زمن بعيد في تراب أوطانهم.
تعد حملات المغول على مراكز الحضارة الإسلامية، ونشوء دولتهم الكبرى التي تضم الصين وإيران، وما بين النهرين وآسيا الصغرى، وشرق أوربا أهم حوادث التاريخ في القرنين السابع والثامن الهجريين (الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين). ومع أن غارات البدو على البلاد المتحضرة أمر مألوف، إلا أننا لم نر قوما آخرين غير المغول قد استطاعوا أن يغزوا في مدة قصيرة مثل هذه الأقطار.
ولا شك أن استيلاء المغول على هذه الرقعة الفسيحة من العالم وما تبع ذلك من ضروب القسوة البالغة التي أدت إلى انقراض دول وذهاب عروش وتقتيل آلاف عديدة من السكان وتخريب أمهات البلاد.
وتظهر قسوة المغول فيما كانوا يعاملون به أعدائهم فقد كانوا حين ينتصرون لا يتركون في قيد الحياة عظيما ولا حقيرا ولا كبيرا ولا صغيرا ولا أمراءه ولا طفلا رضيع كما أنهم كانوا إذا أرادو أن يحتفظوا بالأسرى ربطوهم من أرجلهم تحت بطون الخيل. ولم تكن تلك القسوة عرضية بل كانت متأصلة في نفوس المغول تظهر في طريقتهم في ذبح الحيوانات إذ كانوا يفتحون بطنها ويقبضون على قلبها ويجرونه ليقتلوها.
رأينا جوانب من الجهود التي بذلها العلماء المسلمين وفقهائهم محاولين إخراج الأمه الإسلامية من المأزق الذي وقعت فيه بعد قيام المغول بحملاتهم الأولي على البلدان الإسلامية، وكان للعلماء دور في عدة مجالات يأتي في مقدمتها تلك الجهود التي بذلوها في السفارات بين الحكام المسلمين وبين هولاكو. ولا ننسي دور شيخ الإسلام ابن تيمية في التصدي للخطر المغولي.