الفهرس 
محتوي الدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 282 |  |  |
| | | from | 282 | | |
المستخلص
إن العنف الشبابي الذي يأخذ شكل المشاجرات الجماعية الذي نلاحظه بين فترة وأخرى، ليس سوى قمة جبل الجليد للعنف الاجتماعي الموجود في المجتمع المصري. فحالات العنف التي تصل إلى الإعلام قليلة جدا، وعادة ما تحدث في مؤسسات حكومية كالجامعات. أما غالبية العنف فلا يتم تناقله إعلاميا، حيث يتم حله بالأطر الاهلية والقانونية. وظاهرة العنف الاجتماعي في غالبها ظاهرة شبابية سواء من حيث الفاعلين أو من حيث الضحايا. وارتفاع وتيرة العنف في السنوات الماضية، قد أصبح ظاهرة مقلقة بل خطيرة. وهي مؤشر على غياب الاحترام للآخر، وفي ذات الوقت هي غياب لثقافة الاحترام والتسامح. فالعنف بين الشباب ما هو إلا مؤشر على وجود أزمة اجتماعية أعمق يرتبط بواقع وحياة الشباب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. والمعطيات المتاحة في الدراسات على واقع الشباب تشير إلى ضعف الاندماج الاجتماعي لديهم وتدني مشاركتهم بالحياة العامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فعلى الصعيد الاقتصادي، يرتفع معدل البطالة لدى الشباب بشكل كبير يصل إلى ثلاثة أضعاف معدل البطالة العام، مما يترك الآلاف من الشباب دون مشاركة وقوة حقيقية في المجتمع. وعلى الصعيد الاجتماعي، تنخفض مشاركة الشباب بالعمل التطوعي بشكل كبير، مما ينتج عنه ليس فقط ضعف الاندماج، وإنما أيضا غياب الثقافة المدنية والعمل العام. أما غياب المشاركة والانخراط بالحياة السياسية، فإنه يترك الشباب دون قوة فعلية في المجتمع، مما يضعف صوتهم في المجتمع، ويؤدي إلى حدوث فراغ فكري لدى فئة كبيرة منهم، والتي تضعف قيم الديمقراطية واحترام الآخر، ويؤدي بالتالي إلى تغذية العصبية والجهل.