Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المنطق الأصولي بين الكندي وابن تيمية /
المؤلف
أبوخريص، أسامة الحراري.
هيئة الاعداد
مشرف / اسامة الحراري ابو خريص
مشرف / دولت عبد الرحيم ابراهيم
مشرف / مختار البسيونى
مشرف / دولت عبد الرحيم ابراهيم
الموضوع
المنطق.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
222 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم الاجتماعية
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
اتحاد مكتبات الجامعات المصرية - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 222

from 222

المستخلص

والآن، -وبعون الله تعالى- وبعد أن انتهيت من دراسة المنطق الأصولي عند الكندي وابن تيمية، وقد ركزت فيه على الجانب التحليلي لهذا الموضوع وتعرفت إلى مواطن التأثر والتأثير للمنطق الأرسطي بالنسبة لفلاسفة الإسلام وبين الرفض والنقض من جهة علماء الأصول الإسلاميين، فكان لزاماً أن أحدد في الخاتمة جملة من النتائج التي توصلت إليها، ويمكن سردها في عدة نقاط أهمها: 1-لقد أجمع الفلاسفة وعلماء المنطق على أن أرسطو هو الفيلسوف اليوناني الذي يرجع له الفضل في وضع المنطق حتى قيل إنَّ المنطق الأرسطي نسبة إلى أرسطو، وإن خالف قولهم بعض العلماء والفلاسفة الذين يرون غير هذا الرأي وقالوا بأن المنطق سبق أرسطو وإن وجد بطريقة فلسفية مغايرة للمنطق الأرسطي وإن جذوره سبقت منطق أرسطو، ولكن أغلب الآراء ترجح بأن المنطق في صورته الحقيقية بدأت مع الانتقال من المنطق الشكلي المادي إلى المنطق الصوري وأن تعريفات المنطق التي ذكرها أغلب الفلاسفة جاءت موافقة لتعريف أرسطو للمنطق، ولعل هذا التأثر كان واضحاً عند كثير من فلاسفة الإسلام وفي مقدمتهم الكندي فيلسوف العرب المتكلم بلسان أرسطو ومنطقه وهذا يظهر واضحاً في كتاباته التي جاءت صورة مطابقة لكتابات أرسطو، حيث كانت كتابات أرسطو في المنطق مستقلة عن كثير من العلوم حيث قال بأن المنطق هو أفعال العقل وهو التصور والتصديق والاستدلال، أما الكندي فقد كانت كتاباته صورة مطابقة لما جاء به أرسطو وهذا ما نجده في تعريفات الكندي للفلسفة وهي تعريفات أرسطو للفلسفة وقد حاول إعطاء الصبغة العربية على الصورة الواضحة لمعالم المنطق الأرسطي وبصورة مباشرة عن كتابات الكندي في الحد والتعريفات والقضايا إلا أنه تناول بعض من القضايا الرئيسية بصورة منطقية حاول من خلالها مراعاة الجانب الإسلامي فيها مثل قضية الإلوهية وقضية حدوث العالم وقضية النفس، كما لا يمكن أن تتجاهل الرأي الذي يرجح ضياع كثير من الكتب والرسائل العلمية التي كتبها الكندي لربما تحمل في طياتها نقله للمنطق الأرسطي بالصورة الواضحة التي نقلها الفارابي وابن سينا وغيرهما من فلاسفة الإسلام المتأثرين بالمنطق الأرسطي. أما ابن تيمية فقد كان موقفه مغايراً لفلاسفة الإسلام فقد توجه بالنقض للمنطق الأرسطي وكانت له كتابات ومؤلفات باسم نقض المنطق والردِّ على المنطقيين وألف رسائل يبين فيها المغالطات التي وقع فيها المناطقة من فلاسفة اليونان وأخطاء ومغالطات كثير من فلاسفة الإسلام الذين نقلوا المنطق اليوناني، حيث لم يتوقف نقض ابن تيمية عند مرحلة الهدم والرفض بل انتقل إلى مرحلة أخرى وهي البناء والإنشاء، حيث حاول إقامة منطق وقياس على الطريقة الإسلامية، فقدم عرضاً آخر للمنطق وهو المنطق الأصولي بناءاً على الفقه الأصولي وقد قدم ابن تيمية نقداً للحدود والتصورات والقضايا والأقيسة المنطقية الأرسطية وحاول اختيار ما يفيد منها وإعطاء الصبغة الإسلامية لمفهوم المنطق والقياس الأصولي. 2-أما إذا تطرقنا للحديث عن منهج وأسلوب أرسطو فقد كان له طريق وأسلوب خاص لم يسبق إليه أي فيلسوف في تاريخ الفكر الفلسفي حيث برع أرسطو في كثير من العلوم كالمنطق والرياضيات والجدل والشعر والخطابة حتى لقب بالمعلم الأول ونسب إليه المنطق باسم المنطق الأرسطي وقد جمع في منهجه بين أستاذه أفلاطون المثالي والواقعية التي اعتمدها في منهجه وقد عرف أسلوبه بالتنوع في كثير من العلوم وترجمت أفكاره وأبحاثه ومؤلفاته إلى كثير في اللغات الأجنبية والعربية، أما الكندي فقد أخذ عن أرسطو الكثير حتى لقب بفيلسوف العرب وذلك لأنه الفيلسوف العربي الذي كان له فضل السبق في نقل وترجمة الكثير من المؤلفات الأرسطية وهو ما عرفناه على وجه الخصوص في كتاباته المنطقية التي كان لها نفس المسمى عند أرسطو وحاول إعطاءها صورة مطابقة في اللغة العربية وترجمتها، حيث يرجح أغلب العلماء بأن الكندي هو أول فيلسوف عربي نقل وترجم كتب ومؤلفات أرسطو وغير أن هذه المؤلفات والتراجم ضاعت ولم يبق منها إلا القليل، أما ابن تيمية فقد كان منهجه مغايراً لمنهج أرسطو ومنهج الكندي حيث لم يخرج عن نطاق الشريعة الإسلامية وانتهج منهج الصحابة في عقائده وعلومه ودافع عن منهجه بالحجة والبرهان، وقد انتقد اتجاه كثير من فلاسفة الإسلام ووقعوهم في الضلال والشبهات. 3-لقد ربط أرسطو نظريته في المنطق بين القياس والاستقراء، فإذا كان القياس يمثل أرسطو قول قدم فيه بأشياء معينة لزم عنها بالضرورة أشياء أخرى واعتبر القياس هو الوسيلة التي تصل فيها إلى نتائج يقينية، فإن الاستقراء هو أساس القياس لأنه لا قياس بدون استقراء، أما الكندي فقد اعتمد في الوصول إلى الحقائق على القوة المصورة التي اعتبرها الطريق الموصل إلى الحقيقة وهي ليست العقل وحده ولا الحواس وحدها بل هي القوة المتوسطة بين الحس والعقل متبعاً المنطق الاستقرائي من الجزئيات إلى الكليات في حين أن ابن تيمية قد حدد مصادر المعرفة فيما جاء به الرسل من عند الله وكذلك الفطرة التي فطر الله الناس عليها واستند إلى الأدلة العقلية ودور العقل في الوصول إلى الحقائق وقد دلل على ذلك بكثير من الآيات القرآنية في قيمة العقل، وهو لا يرفض دور الحواس كوسيلة للمعرفة، كل هذه الوسائل لا تتقدم على معرفة الشرع وأحكامه. 4-أما فكرة الحد عند أرسطو فهي أساس الفقه المنطقية للربط بين القضايا واعتبر الحد الأوسط هو أساس القضية لأنه النتيجة التي نحصل عليها في كل القضايا ومتى تحقق صدق الحد الأوسط كانت النتيجة صحيحة، أما ابن تيمية فقد ركز في نقده للمنطق الأرسطي على الحد الأوسط لأنه المحور الرئيسي الذي تدور حوله القضية الأرسطية وهو أساس القياس الأرسطي، ولعل نقد ابن تيمية للحد الأوسط يقع في أمرين هما: الأمر الأول اعتباره الوسيط أو الرابط الأساسي بين المقدمات للوصول إلى النتيجة الصحيحة، وهذا أمر فيه مغالطة حسب رأي ابن تيمية لأنه كثير من الأمور التي نصل فيها إلى نتائج يقينية دون وجود حد أوسط مثل الأمور البديهية، الأمر الثاني رفض ابن تيمية اعتماد المناطقة على الحد الأوسط كدليل يعلل به للثبوت الذهني للحقائق وقال بأن هذا أمر نسبي وليس مطلق مختلف فيه الناس لأن الحقيقة التي يراها الناس مختلفة من شخص لآخر.