الفهرس 
الإطار العام للدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 222 |  |  |
| | | from | 222 | | |
المستخلص
شهد العقد الماضي نمو سريع في القدرة التكنولوجية مكنت المنظمات من مشاركة المعلومات في الوقت المحدد وبجميع أنحاء العالم لتحسين سرعة وجودة عملها بطريقة مبتكرة، لهذا أصبحت التكنولوجيا عاملاً حاسما في نجاح منظمات الأعمال وتحقيق ميزة تنافسية تمكنها من مواجهة التحديات، وأحد أوجه تطبيقات التكنولوجيا هو التغيرات المدرجة في طريقة أداء إدارة الموارد البشرية( ).
وضمن هذه التغيرات البيئية والتكنولوجية التي حدثت أجبرت الكثير من المنظمات إلى تغيير أسلوب إدارتها التقليدي، حيث أدركت أن الطرق والأساليب التي استخدمت في بداية الثورة الصناعية لأداء الأعمال لم تعد تتماشى وتتكيف مع هذه التغيرات، فالعقد الحالي أدى إلى تزايد الاهتمام وبطريقة غير مسبوقة بتطوير أداء إدارة الموارد البشرية باعتبارها أحد عوامل النمو والتطور التي يمكن للمنظمات استخدامها( ).
ويعد التغيير سمة أساسية من سمات العالم الحضاري المتقدم، مما يستدعي ضرورة العمل على رصد كلما يحدث من تغيرات في البيئة المحيطة بالمنظمات، في ظل عالم من فتح يعتمد على القدرة التنافسية كمعيار للتقدم والتطور والازدهار، ففي عصر التكنولوجيا والمعرفة أصبحت عناصر الإنتاج الغير ملموسة ومنها المعلومات عنصرا ًحاسما في تقدم وتفوق المنظمات ومؤسسات الأعمال واكتسابها ميزة تنافسية( ).
ولكي تتمكن المنظمات من استدامة المزايا التنافسية التي تسعى إلى تحقيقها، فإن عليها أن تبني استراتيجية التوجه بالسوق، وذلك يحتاج إلى توافر مجموعة من الخصائص في المنظمات التي تسعى إلى الريادة في الأعمال والتميز ومن بينها: القوة السوقية، والتركيز على احتياجات العاملين، وتقديم الخدمات التي تم الوعود بها إلى العملاء، والبحث عن الاحتياجات الكاملة لعملائها وتقديم الحلول الأفضل لهذه الاحتياجات( ).
وتواجه العديد من المنظمات وعلى اختلاف أنواعها الكثير من التحديات التي تفرضها طبيعة هذه التغيرات مما يفرض عليها أن تكون منظمات قادرة على تجديد ذاتها، وأن تلبي الاحتياجات المجتمعية بتغير العصر، الأمر الذي جعلها تبحث عن أنماط وطرق جديدة متطورة لاستخدامها في تطوير أداء أعمالها ومواردها البشرية، ومن ضمنها الاستخدام الواسع للتقنيات الحديثة القائمة على الإنترنت والتي تسهم بشكل فعال في عمليات التطوير المنشودة للموارد البشرية( ).
فالتطور السريع للأنترنت قد زاد الاهتمام بإدارة الموارد البشرية وظهر مصطلح إدارة الموارد البشرية الإلكترونية (E-HRM) في أوائل التسعينيات بالإشارة إلى تخطيط وتنفيذ وتطبيق تكنولوجيا المعلومات في المنظمات للاستفادة من مزايا تطبيقها( ).
مما أثر على جميع جوانب الحياة المعاصرة بالتطورات العلمية والتكنولوجية وما يتبعها من ثورة معلوماتية هائلة، وبدأ ينظر إلى رأس المال البشري ممثلاً حقيقياً لقدرة المؤسسات على تحقيق المنافسة والنجاح، فالميزة التنافسية المستدامة هي الخصائص الفريدة التي تميز المؤسسات عن غيرها في ظل المنافسة الحالية والمحتملة، مما يجعلها في مركز متقدم تستطيع من خلاله أن تواجه التطورات الحاصلة وان تكون مؤسسة رائدة في مجالها.
ملخص الدراسة
تهدف الدراسة الى التعرف على العلاقة بيــن ممارســات إدارة المــوارد البشريــة إلكترونيــاً وتحقيــق الاستدامــة التنافسيــة، بالتطبيق على الجامعة العراقية، وكذلك التعرف على مدى ادراك العاملين بالجانب الإداري في إدارة الجامعة محل الدراسة لأهمية تطبيق ممارسات إدارة الموارد البشرية الكترونياً، حيث بلغ عدد افراد مجتمع الدراسة (825) مفردة، تم اختيار عينة عشوائية مكونة من (271) مفردة، شملت المستويات الإدارية الثلاثة في إدارة الجامعة (عليا، وسطى، تنفيذية )، حيث كانت نسبة الاستجابة 93% استخدم فيها الباحث قائمة استقصاء مكونة من 55 فقرة للمتغيرين المستقل (ممارسات إدارة الموارد البشرية الكترونياً)، والتابع (الاستدامة التنافسية) وقد استعان الباحث في تحليل البيانات بحزمة البرامج التطبيقية الإحصائية في مجال العلوم الاجتماعية (SPSS) الاصدار 24.0.
أهداف الدراسة:
تسعى الدراسة إلى تحقيق الأهداف التالية:
1- تحديد مفهوم وأهمية وأهداف ممارسات إدارة الموارد البشرية إلكترونياً، ومدى مساهمتها في تحقيق الاستدامة التنافسية للجامعة العراقية.
2-التعرف على مدى إدراك العاملين بالجانب الإداري في الجامعة لأهمية تطبيق ممارسات إدارة الموارد البشرية إلكترونياً، مدى دعم واهتمام الإدارة العليا بذلك.
3-التعرف على جودة البنية التحتية اللازمة في الجامعة لتطبيق ممارسات إدارة الموارد البشرية إلكترونياً وأثرها على الأداء العام في إدارات الجامعة.
4- تحديد مفهوم وأهمية ومصادر الاستدامة التنافسية واستراتيجيات تطبيقها.
5-التوصل إلى نموذج مقترح للعلاقة بين ممارسات إدارة الموارد البشرية إلكترونياً وتحقيق الاستدامة التنافسية.
6- مناقشة التطبيقات العملية لنتائج الدراسة، ومحاولة التوصل إلى بعض المقترحات والتوصيات التي تسهم في تحقيق ميزة تنافسية مستدامة للجامعة العراقية.
فروض الدراسة:
في ضوء مشكلة الدراسة وسعياً لتحقيق أهدافها فان هذه الدراسة تبنى على اختبار مدى صحة أربعة فروض وعلى النحو التالي:
اولاً: توجد علاقة إيجابية ذات دلالة إحصائية بين فعالية تطبيق ممارسات إدارة الموارد البشرية إلكترونياً وتحقيق الاستدامة التنافسية.
وينبثق من هذا الفرض خمسة فروض فرعية هي:
1- توجد علاقة إيجابية ذات دلالة إحصائية بين فعالية استقطاب الموارد البشرية إلكترونياً وتحقيق الاستدامة التنافسية.
2- توجد علاقة إيجابية ذات دلالة إحصائية بين فعالية اختيار الموارد البشرية إلكترونياً وتحقيق الاستدامة التنافسية.
3- توجد علاقة إيجابية ذات دلالة إحصائية بين فعالية تدريب الموارد البشرية إلكترونياً وتحقيق الاستدامة التنافسية.
4- توجد علاقة إيجابية ذات دلالة إحصائية ين فعالية تعويض الموارد البشرية إلكترونياً وتحقيق الاستدامة التنافسية.
5- توجد علاقة إيجابية ذات دلالة إحصائية بين فعالية تقييم أداء الموارد البشرية إلكترونياً وتحقيق الاستدامة التنافسية.
ثانياً: يوجد تأثير إيجابي ذات دلالة احصائية بين فعالية تطبيق ممارسات إدارة الموارد البشرية إلكترونياً وتحقيق الإستدامة التناقسية.
ثالثاً: يوجد تباين بين اتجاهات المبحوثين نحو إدارة الموارد البشرية إلكترونياً حسب المتغيرات الديموغرافية.
رابعاً: يوجد تباين بين اتجاهات المبحوثين نحو الاستدامة التنافسية حسب المتغيرات الديموغرافية.
نتائج الدراسة:
من خلال نتائج التحليل الاحصائي يمكن للباحث استخلاص بعض النتائج الهامة ذات العلاقة بموضوع الدراسة وذلك على النحو التالي:
1.أثبتت نتائج الدراسة أن هناك علاقة إيجابية بين ممارسات إدارة الموارد البشرية الكترونياً (الاختيار الكترونياً، نظام التعويضات الكترونياً، تقييم الأداء الكترونياً) وتحقيق الاستدامة التنافسية للجامعة العراقية محل الدراسة.
2.أثبتت نتائج الدراسة عدم وجود علاقة بين الاستقطاب الكترونياً وتحقيق الاستدامة التنافسية بأبعادها الثلاثة عدا الجودة حيث اثبتت النتائج عن وجود علاقة ارتباطية طردية بين الجودة والاستقطاب الكترونياً للجامعة محل الدراسة.
3.أثبتت نتائج الدراسة ان هناك علاقة ارتباطية إيجابية بين الاختيار الكترونياً والجودة والمرونة فيما عدا التميز حيث لم تثبت أي علاقة بينهما.
4.أثبتت نتائج الدراسة عدم وجود أي علاقة بين التدريب الكترونياً وتحقيق الاستدامة التنافسية بأبعادها الثلاثة للجامعة محل الدراسة.
5.أظهرت نتائج الدراسة عدم وجود علاقة بين فعالية تدريب الموارد البشرية الكترونياً وتحقيق الاستدامة التنافسية بأبعادها الثلاثة للجامعة محل الدراسة.
6.أثبتت نتائج الدراسة ان نظام التعويضات والاختيار الكترونياً يؤثران تأثيرا طرديا ايجابياً على الجودة في الجامعة محل الدراسة.
7.أثبتت نتائج الدراسة أن الاستقطاب وتقييم الاداء ونظام التعويضات الكترونياً يؤثران تأثيرا ايجابياً طردياً على المرونة في الجامعة محل الدراسة.
8.أظهرت نتائج الدراسة ان ممارسات إدارة الموارد البشرية الكترونياً ليس لها أي تأثير على التميز في الجامعة محل الدراسة.
9.اكدت نتائج الدراسة عن عدم وجود تباين بين اتجاهات المبحوثين نحو ممارسات إدارة الموارد البشرية الكترونياً حسب المتغيرات الديموغرافية (النوع، المؤهل العلمي، المستوى الوظيفي) في الجامعة محل الدراسة.
10.اكدت نتائج الدراسة عن عدم وجود تباين بين اتجاهات المبحوثين نحو الاستدامة التنافسية حسب المتغيرات الديموغرافية (النوع، المؤهل العلمي، المستوى الوظيفي) في الجامعة محل الدراسة.