الفهرس 
الفصل الاوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 220 |  |  |
| | | from | 220 | | |
المستخلص
لقـد كانـت الحریـة أكثـر مـا شـغل الإنـسان منـذ بـدء الخلـق، وسـقط بـسبب هـذه الحریـة الكثیـر
مـن الـضحایا التـى ناضـلت مـن أجـل الحـصول علیهـا، فـلا شـك أنهـا مـن أصـعب المعـضلات التـى
تواجه الفكر الإنساني حتى الآن وأكثرها تعقیدا على الإطلاق، وهذا فى ذاته جعـل الأفـ ارد والـشعوب
فى مواجهة مع سلطة الدولة من أجل الدفاع عن حقوقهم وحریاتهم فى جمیع م ارحل التاریخ البشرى
لـذلك انتقلـت تلـك الحریـة مـن مجـرد أفكـار إلـى حقـوق معتـرف بهـا مـن قبـل الدولـة ویحمیهـا القـانون،
واعتبـرت أن حمایـة تلـك الحریـات شـرط أسـاس مـن شـروط اسـتق ارر الـدول، لـذلك كـان علـى الـدول
توفیر ضمانات ناجزة تكفل احت ارم هذه الحریات وتتعهد باحت ارمها ولا تعتدى علیهـا، فـلا حریـة بـدون
قانون یخضع له الحاكم والمحكوم على السواء لذك كانت الحمایة لهذه الحقوق فى صمام الأمان.
ولما كانت الدساتیر هى أرقي ما وصل إلیه الفكر الإنساني فـى تنظـیم شـؤون الحیـاة بـصفة
عامـة لأن الحقـوق والحریـات للإنـسان تعـد مـن أغلـى القـیم المرتبطـة بـشخص الفـرد والأسـاس الـذى
تقوم علیه كافة القیم الأخرى فمن المنطق أن تنظم تلك الحقوق والحریات فى صلب الدسـاتیر، وهـو
ما تكفت به كافة الأنظمة سواء فى المجتمعات العربیة أو الغربیة أو الأنظمة الإشت اركیة والشیوعیة،
وذهبت الدسـاتیر المدونـة وغیـر المدونـة، والمرنـة أو الجامـدة، إلـى الإبـداع فـى تبنـي حمایـة دسـتوریة
لحریة العقیدة فى صلب موادها، مؤكدة أن حمایة حریة العقیدة تعنى الاعت ارف الكامل المتكافئ بین
الأف ارد دون تفرقة، بسبب الجنس أو اللون أو العقیـدة، بـل إن الجمیـع یتمتـع بتلـك الحمایـة الدسـتوریة
أمام القانون.