الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الحمد لله الذي أنزل القرآن، وجعله حجّة، وأوضح به للمؤمنين المحجَّة، وأظهر لهم بآياته نوراً، بعدما كانوا من ظُلم الباطل في لُجَّة، أحمده حمد من اتبع نهجه، واتبع طريقه وهديه، وأصلي وأسلم على نبيه، المبعوث بالآيات البينات والمعجزات الواضحات، وعلى آله وصحبه الذين حملوا هذا الدين ورفعوا لواءه في العالمينوبعد: إن للنص القرآني حضوراً قوياً في مختلف الدراسات العربية بمختلف ميادينها، ويُعد الخطاب القرآني في مفهومه خطاباً متميزاً عن سائر الخطابات البشرية؛ لأنه ليس بنص عصر أو جيل ثم ينتهي بانتهائه، وإنما هو خطاب يتوجه إلى أصناف متعددة من المخاطبين في عصور مختلفة يستهدف إرشادهم جميعاً، كما أنه غير قابل للتأقيت؛ لأن كلماته باقية وهدايته مستمرة . وتعود أهمية الحِجَاج في الدراسات الحديثة إلى العودة القوية للبلاغة تحت ما يعرف ”بالبلاغة الجديدة” التي ركزت على الحجاج كوسيلة أساسية من وسائل التأثير والاستمالة للوصول إلى الإقناع ومما لاشك فيه أن الخطاب القرآني جاء لتنوير العقول وهدم كل ما يحجب الحقيقة عنها من أوهام باطلة وخرافات واهية، كما أنه جاء رداً على خطابات تعتمد مناهج فاسدة وعقائد باطلة، لذا يعد الحِجَاج فيه عنصراً مهماً في عملية الإقناع وفي إدراك الحق وقبوله . ومن هذا المنطلق كان اختياري لهذا الموضوع الذي جاء بعنوان ”تجليات الحِجَاج في الخطاب القرآني سورة الشعراءـ أنموذجاً ـ ” . والسبب في اختياري لهذا الموضوع يرجع لأمور وهي: أهمية موضوع الحجاج في الفكر المعاصر الوقوف على حجاجية الخطاب القرآني من خلال التعرف على الوسائل الحجاجية الأساسية الموظفة فيه بغرض التأثير والإستمالة . تم اختيار سورة الشعراء لاشتمالها على صور لحجاج الأنبياء مع أقوامهم . |