الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد: ارتبطت الحضارة الانسانية بالتركيز على البناء وفنونه، وكلما تقدمت الحضارة الإنسانية تقدمت فنون البناء، فالانسان كان وما زال يُبدع في إنشاء العمران، ويرتبط البناء بفكرة السكن الذي يعد استقراراً وملاذاً للإنسان، لذلك اهتمت الشرائع والقوانين بوضع القواعد المنظمة للمباني من كافة النواحي، فتعرضت لضوابط إنشائها وصيانتها والمسئولية المترتبة على مخالفة هذه الضوابط. وقد هدانا الله تعالى لاختيار موضوع ” المسؤولية المدنية عن تهدم البناء”، لكي نقوم بدراسته في رسالة الماجستير، فالمسئولية بوجه عام باتت نقطة الارتكاز الرئيسية في القانون المدني، وإذا كانت هذه هي أهمية المسؤولية بوجه عام فمن البديهي أن تكتسب أهمية أكبر إذا كانت دراسة تلك المسؤولية بشأن حوادث تهدم البناء، ففضلاً عن الخسارة المادية من ذلك قد تتسبب حوادث البناء في كوارث تحدث للأشخاص تؤدي إلي وفاتهم أو إصابتهم. ولعله من المفيد أن نوضح هنا معنى البناء، ومعنى تهدمه في مطلع هذه الدراسة، فالمقصود بالبناء ”كل مجموع من المواد، أياً كان نوعها، خشباً أو حديداً أو حجارةً، و كل ما يشيده الإنسان متصلاً بالأرض اتصال قرار، بحيث يعتبر عقاراً بطبيعته، فلا أهمية لنوع المواد المستعملة في البناء أو الغرض الذي شُيد البناء من أجله، ولا لكون البناء قد شيد فوق سطح الأرض أو في باطنها، و ينطبق الحكم حتى لو كان البناء في دور التشييد. |