Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فلسفة التربية الكلية عند رودولف شتاينر :
المؤلف
التيتون، أمينة جمعة جاسم.
هيئة الاعداد
باحث / أمينة جمعة جاسم التيتون
مشرف / سعيد إسماعيل علي
مشرف / مصطفى عبد القادر زيادة
مناقش / سعيد إسماعيل علي
تاريخ النشر
2013.
عدد الصفحات
330 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التعليم
تاريخ الإجازة
1/1/2013
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - اصول التربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 330

from 330

المستخلص

برز في منتصف السبعينيات، مصطلح المذهب الكلي ((Holism في علوم كالطب، وعلم النفس، والتربية، وفي النظرية الاجتماعية، وسواها من المجالات؛ وربط بكلمة (holos) اليونانية التي تعني ”كل”. وعرف أصحاب هذا المذهب أن هناك جوهراً روحياً، أكبر من الإنسان، ينبغي أن يوضع في الحسبان، وأكدوا على الحاجة لأن نكون قادرين على الحديث بلغة غير لغتنا، وشرح ما نعرفه بحدسنا؛ فالمذهب الكلي يرى أن كل شيء موجود في علاقة في سياق التواصل والمعنى؛ وأن الظاهرة لا يمكن فهمها في عزلة. فكل فعل يؤثر في السياق الأكبر، ومبدأ كلية العالم هو جوهر التفكير الكلي. والمهمة الأساسية للمذهب الكلي هي الاستبصار، وللنظرية الكلية مستويات تبدأ بالإنسان وتنتهي بالكون. ومن المنظور السابق، ظهر مصطلح التربية الكلية (Holistic Education) التي تهتم بالحياة الباطنية، والمشاعر، والإلهام، وتبين وجود كل شيء في سياق، بما يتضمن ذلك من تقدير للتكامل، والكائنات الحية، واحترام الطبيعة، والنظر إلى العالم بنظرة تقدر التنوع الطبيعي والثقافي. وتوجد أصول التربية الكلية في جوهر الحكمة الموجودة في التقاليد، والتعليمات الروحية، وفي الديانات السماوية، والبشرية، وفي الفلسفات الروحية. ويعد رودولف شتاينر( Rudolf Steiner ) (1861-1925) واحد من رموز التربية الكلية، حيث أسس عام 1919مدرسة شتاينر/فالدورف(Steiner/Waldorf)، التي قامت على فلسفة كلية تشرح وجود الإنسان الثلاثي (الجسد، والنفس، والروح)، وتركز على ثلاثية قوى النفس الإنسانية (الإرادة ، والشعور، والتفكير)، وتقسم مراحل التعليم وفقاً لثلاث مراحل عمرية (من الميلاد حتى السابعة، ومن السابعة حتى الرابعة عشر، ومن الرابعة عشر حتى الواحد والعشرين). وتتبنى منهجاً كلياً من أجل تنمية، وتربية كلية للإنسان.
قضية الدراسة:
منذ أن دخل العالم عصر الصناعة، أصبح التفكك والانفصال، وسيطرة الحياة المادية، والاستهلاك، وانتشار العنف، والغياب في عوالم افتراضية، من الملامح المسيطرة على المجتمع. وهو ما لخصه إيمرسون في مقولته التي تجد أن ما يسبب عدم اتحاد العالم، هو عدم اتحاد الإنسان نفسه مع نفسه. وعلى صعيد التربية سادت ثقافات الإعداد للمنافسة الاقتصادية الشرسة، والمقاييس، والامتحانات المقننة، والمناهج المقسمة إلى مواد، ووحدات، ودروس. وصار الطالب يبرمج ويدفع دفعاً لمقابلة متطلبات النجاح، حتى لم يعد يرى الصورة الكلية الكاملة، ولا يتبين العلاقات التي تربط الأمور ببعضها، وتربطه ببيئته المحيطة، وبالكون، ولا يجد للتعليم معنى، ومغزاه. وبات من الضروري البحث عن طريقة كلية، يكون التعليم والتعلم فيها من منطلق الحب، ومن أجل عودة الروح للتعليم، واستعادة التوازن بين الجانبين المادي والروحي، وبين الفرد والمجموعة، وبين المعرفة والخيال، والمنطق والحدس. وفي هذا الصدد يعد رودولف شتاينر واحداً من الشخصيات الأوربية الكلاسيكية المتميزة والمؤثرة في التربية الكلية، بوصفه مؤسس تمدرس شتاينر/فالدورف(S/W) الكلي، وصاحب، فلسفة ورؤية، لا تزال حية، حيث يواصل الباحثون بحثهم في شخصه، وفي مؤلفاته، ويعترفون بأن أفكاره لا تزال تلهمهم، غير أن مثل هذه الدراسات لم تأخذ حظها من الاهتمام والتناول في الأدبيات التربوية باللغة العربية، مما يبرز حاجة لإضاءة هذه المنطقة المنسية.
أسئلة الدراسة:
تطرح الدراسة سؤالها الرئيسي التالي:
- ما الفلسفة التي يتبناها رودولف شتاينر للتربية الكلية، وكيف يمكن الإفادة منها؟
وأسئلة فرعية تحاول في مجملها الإجابة على السؤال الرئيسي السابق:
- لماذا التربية الكلية؟
- ما مفهوم التربية الكلية، وسياقاتها ومبادئها المختلفة؟
- من هو ”رودولف شتاينر”؟ وما العوامل التي شكلت فكره؟
- ما الوضع الراهن لتجربة ”شتاينر/فالدورف” التربوية عالمياً، وعربياً؟
- كيف يمكن الاستفادة من فلسفة ”شتاينر” التربوية؟
أهداف الدراسة:
ومن الأسئلة السابقة يمكن تحديد أهداف للدراسة كالآتي:
1- الكشف عن العوامل التي تبين ضرورة دراسة التربية الكلية.
2- بيان تحليلي لمفهوم التربية الكلية، وسياقاتها، والمبادئ التي تقوم عليها، والعناصر التي تتكون منها، ونماذج لها.
3- التعرف على ”رودولف شتاينر” كمنظر وفيلسوف، وقائد روحي، وفنان، وصاحب مدرسة في التربية الكلية، وما قدمه في مجال التربية والعلوم الأخرى.
4- الكشف عن تربية ”شتاينر/فالدورف” من خلال المدرسة التي أسسها ”شتاينر”، والتي تتبع المنهج الكلي في التربية، ونماذج معاصرة منها.
5- الوصول إلى تصور مقترح لمدرسة كلية في ضوء تربية ”شتاينر”، بعد نقدها، وغربلتها، لتتناسب مع السياق الثقافي العربي.
أهمية الدراسة:
1- تطرح قضية التربية الكلية للمناقشة باعتبارها من القضايا الجوهرية الكلاسيكية في التربية، من خلال خريطة للمداخل المختلفة، ونقد للتعليم السائد، والدعوة إلى نموذج مختلف للتعليم، قادر على تحويل المتعلم وتغييره إلى الأفضل، وتجاوز الحواجز في تفسير الواقع بالنسبة للأنا وللآخر.
2- تفصل معنى التربية الكلية، ومغزاها، والتأكيد على الجانب الروحي، بوصفه جوهر الحياة، وينبغي أن يكون جوهر التعلم.
3- تقدم معرفة تتعلق بـ ”رودولف شتاينر”، وبفلسفته التربوية الخاصة بالتربية الكلية.
4- تلقي ضوء على مدرسة ”شتاينر/فالدروف”، بوصفها نموذجاً عالمياً للتعليم الكلي.
5- تطرح تصوراً مقترحاً لتربية كلية للحاضر والمستقبل تناسب مجتمعنا العربي.
حدود الدراسة:
تركز الدراسة على مراحل تعليم رياض الأطفال؛ والتعليم الابتدائي، والإعدادي، والثانوي لكونها المراحل التي اهتمت بها تربية شتاينر/فالدورف.
منهج الدراسة:
تستعين الدراسة بالمنهج الوصفي لشرح مفهوم المذهب الكلي، والتربية الكلية وسياقاتها؛ والمنهج التاريخي في تتبع تاريخ مدارس ”شتاينر/ فالدوف”، والمنهج المقارن لمقارنة مراحل الدراسة في مدارس ”شتاينر/فالدوف”، ومنهج السيرة الفكرية(Intellectual biography) لمعرفة تكوين وتطور الفكر التربوي لـ ”شتاينر”؛ بالإضافة إلى تسجيل ملاحظات وصفية، وطرح أسئلة لاكتساب مزيد من الاستبصار في التجربة المحلية-المصرية- للتربية الكلية، وأخيراً بناء تصور لتربية كلية للمستقبل في ضوء معطيات الدراسة.
خطوات الدراسة:
تعرض الدراسة أفكارها وتجيب على أسئلتها من خلال الفصول التالية:
1- الفصل الأول : ”الإطار العام للدراسة”، ويشمل المقدمة، والدراسات السابقة ذات العلاقة بالتربية الكلية، وبتربية شتاينر/فالدورف، وقضية الدراسة، وتساؤلاتها، وأهميتها، ومصطلحاتها، ومناهجها.
2- الفصل الثاني: ”التربية الكلية: المفهوم، والسياقات، والمبادئ”، ويتضمن مفهوم التربية الكلية، وأصولها، وسياقاتها الفلسفية، والإيكولوجية، والنفسية، والتاريخية، والمبادئ التي تقوم عليها، والمكونات الأساسية التي تتألف منها ، والطرائق المختلفة المؤدية إليها، إضافة إلى نماذج لمدارس كلية.
3- الفصل الثالث: ”رودولف شتاينر، حياته، واهتماماته، وفلسفته التربوية”، الذي يتضمن نشأته، وسنوات تكوينه، وخبراته العملية، والروحية، ومجالات اهتمامه، وأفكاره، وتوجهاته، وأعماله، كرائد من رواد التربية الكلية .
4- الفصل الرابع: : ”تجربة شتاينر/فالدورف (S/W) التربوية” الذي يعرض الأصول التربوية المشتقة من فكر ”شتاينر”، من خلال شرح لممارسات، وطرق تدريس في مراحل الدراسة المختلفة، من رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية، مع إلقاء الضوء على نماذج لمدارس ”شتاينر/فالدورف”.
5- الفصل الخامس: ” الفصل الخامس: ”تصور مقترح لمدرسة” كلية”: نموذج ”رقي””، وهو عبارة عن رؤية مستلهمة من تربية شتاينر/فالدورف لتربية الإرادة في رياض الأطفال، وتربية الشعور في المرحلة الابتدائي/الإعدادية، وتربية التفكير في المرحلة الثانوية، في سياق ثقافة عربية إسلامية، تدعو إلى الحق، والخير، والجمال، وتكون حكمتها ومنتهى غايتها مرضاة الله عز وجل.