الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص نظرية التلقي بشكلها الحالي غربية إلا أن التراث العربي قد عرف كثيرًا من خلفياتها وآلياتها، ومارس ذلك منذ ما يقرب من ألف سنة، فقد عرفوا مقام التلقي، والمتقبل الضمني أو جمهور الشعر، كما عرفوا الفجوات التي يتركها النص للمراوغة، وعرفوا تعدد التأويلات نتيجة لهذه المراوغات النصية التي ربما لم يقصدها المبدع؛ إلا أن النص لا يرفضها. لنظرية التلقي مجموعة من الأدوات والمفاهيم التي يستغلها الدارس في التحليل الأدبي، مثل: أفق التوقع، والفراغات النصية أو الفجوات، والمسافة الجمالية، والقارئ الضمني، والقارئ الخبير، والقارئ النموذجي. واسْتُخِدمَ في البحثِ المنهَجُ الوصْفيُّ التَّحليليُّ؛ فالبحْثُ مَعنيٌّ بوصْفِ النُّصوصِ وتحْليلِها، كما ستُسْتخدمُ نظريَّةُ التَّلقِّي كأداةٍ إجرائيَّةٍ نقْديَّةٍ. مادَّةُ البحثِ تقتصرُ على قصائدِ الدواوينِ الثلاثةِ (لاقط التوت ، وولد يكتب بالنجوم ، متورطٌ في الياسمين). معجم الشاعر غني بالفراغات أو اللا متوقع، فهو يراوغ في هذا الباب كثيرًا، ونتيجة لقارئه الضمني الذي يتوقعه يختار ألفاظه ما بين قديم وجديد، وربما طعم نصه بألفاظ عامية أو أعجمية. ويعمل التكرار في كثير من المواضع في شعر علاء جانب بوصفه صدمة للقارئ، على مستوى الصوت والكلمة والجملة. والحذف من أساليب العربية التي يستغلها الشاعر لصنع فجوات نصية، تصدم المتلقي، وهو بهذا يصنع اللامتوقع في النص. وللمفارقة خاصية المفاجأة والدهشة؛ لذلك فإنها من الأساليب التي يلجأ إليها الشاعر لكسر أفق توقع القارئ.ٍ |