الفهرس 
تحول فلسفة العلم من الفيزياء إلى البيولوجيايوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 303 |  |  |
| | | from | 303 | | |
المستخلص
ميز الله الإنسان عن غيره من الكائنات الحية بالفكر والمعرفة والقيم الأخلاقية، وحباه قدرات غير محدودة على الإبداع والابتكار والخيال، ووهبه كفاءة عالية على اكتساب الخبرات والتحكم فيها وتطويعها للوصول إلى التطور التكنولوجى والحضارى؛ فشهدت حضارة الإنسان وتطوره التكنولوجى فى العصر الحديث قفزات وطفرات وثورات علمية أحدثت تغييراً وتطوراً جوهرياً فى الحياة البشرية، كثيراً منها كان يعد ضرباً من الخيال، وبعضها لم يكن يخطر على بال بشر.
فالتقدم المادى الذى حققته العلوم الطبيعية، كان له عظيم الأثر فى تغيير عوالم الإنسان المادية والعقلية والتى لا يمكن التقليل من شأنها. لأن هذه العلوم وما حققته من حضارة عصرية تجد نفسها فى موقف صعب، لأنها تطورت دون معرفة بطبيعة الإنسان الحقيقية، لأجل ذلك تبقى معرفتنا بأنفسنا بدائية إذا ما قورنت بالمعارف التى حققتها العلوم الطبيعية وما زالت مشكلة الإنسان قائمة، ولا تزال كذلك.
والثورات العلمية التى مر بها الإنسان جعلته يحيا فى خضم تحول تطورى هائل، تطور يجرى الآن فعلاً فى داخلنا ومن حولنا، إننا نحيا فى عالم مختلف أيضاً ونسكنه بطريقة مختلفة، ومغايرة لطريقة الأنواع الأخرى، ومغايرة لطريقة البشر منذ عدد من الأجيال معدودة، يتغير الإنسان مع كل اكتشاف، ويتغير العالم الذى نحيا فيه، وتتغير كل الحياة فيه، تتحول بطرق جذرية وفى اتجاه لا يعود.