Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأناركية الجديدة وتقويض مركزية الدولة عند نعوم تشومسكي /
المؤلف
احمد، دعاء حسن محمد.
هيئة الاعداد
باحث / دعاء حسن محمد احمد
مشرف / محمد يحيي فرج
مشرف / محمد مجدي الجزيري
مناقش / سهير عبدالسلام
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
211ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
22/8/2019
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم الدراسات الفلسفية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 211

from 211

المستخلص

الملخص
تعد هذه الدراسة فى الفكر الأناركى إضافة جديدة تسعى إلى تقدير القيمة الإنسانية الحرة فى مجال الفلسفة، وتتجه هذه الدراسة إلى تفكيك مركزية السلطة وإبراز سلبياتها أو إيجابية هذا التفكيك على الإنسان ،ومحاولة تقديم فكرة جديدة عن الأناركية عند تشومسكى وتحليلها .حيث توضح الدراسة الأناركية الجديدة عند تشومسكى التى تسعى إلى التخلص من الهيمنة المركزية هو ما يجعلها تهدف إلى استعادة الإنسان الفطرة الخيرة. تُعد الحركة الأناركية الوليدة الفكرية لرفض كل من الدول التسلطية والرأسمالية المتوحشة وأيضاً اشتراكية الدولة الماركسية، وإبراز أفكارها الثورية ضد التدخل الدولة البرجوازية الحديثة فى حياة الأفراد، ومؤسسات المجتمع المدنى، وتقييد الدولة المركزية الحديثة لحرية واستقلالية التجمعات البشرية، الذى أدى إلى القضاء على التنوع الاجتماعى والثقافى فى العادات والأعراف المحلية.
أن الأناركية لم تكن نتاج عقول بعض المفكرين، بل نشأت نتيجة نضالات ضد الدولة البيروقراطية والاتجاه الرأسمالى، وكانت من أهم الأحدث التى برزت فيها دور الأناركية كوميونة باريس 1871م، الثورة الروسية 1917م، الثورة الإسبانية 1836م، وأيضاً مشاركتهم فى الحركة المناهضة للعولمة، فإن هذه النضالات والانتفاضات لم تحقق مجتمعهم المنشود الإ فى فترات محدودة للغاية كما حدث فى كوميونة باريس التى تستمرت لمدة 72 يوما وتم سحقها. فى الحقيقة أثبتت نضالات الأناركية عدم قدرتها على التغيير الحقيقى، واقتصرت على التمرد والانفعال الذى تحول إحباط ما لم يترافق باستراتيجية واضحة وممكنة للواقع القائم.
الأناركيون فى إطار فلسفتهم الثورية كانوا يهدفون إلى اللادولتية، اللاطبقية، الاتحادات التعاونية الطوعية لمجتمعات لا مركزية غير مؤسسة الخاصة بل مؤسسة على الملكية الاجتماعية، وأنهم اختلفوا عن الاشتراكيين السلطويين حول الحزب الطليعى، وديكتاتورية البروليتاريا. بناءً على المبادئ الأناركية نقد تشومسكى الدولة الاشتراكية اللينينة والستالينية، ووجد أنها لم تنتج إلا الدولة البوليسية، حيث كان العمال فيها لا يملكون أى حقوق بينما تملكها الطبقة الحاكمة الجديدة التكنوقراطيون وساسة الحزب الصاعدين، ونقد التفاوتات الطبقية بين الذين ميزتهم الدولة الأشتركية وبين الجماهير الكادحة، التى وصل بها الحال إلى استمرارية الصراع الطبقى بدلاً من إلغائه كما وعدت.
يُعد تشومسكى من أهم المفكرين الأناركيين فى الفكر السياسى المعاصر تأثيرًا في العالم المعادي للهيمنة والمناصر للفقراء والمهزومين؛ وذلك لكونه ناقداً لهيمنة الدولة في الولايات المتحدة وتقليصها للحريات الفردية، وأيضاً ناقداً للسياسيات الخارجية للولايات المتحدة. يتم تعريف تشومسكى مع الأناركية النقابية التى تهدف تحرير المجتمع من مكونات السلطة السياسية المهيمنة، وشق طريق التحالف بين المجموعات الحرة من الرجال والنساء قائمة على النشاط التعاونى والتخطيط الإدارى لما يفيد المجتمع .إن هدف الأناركية هو تحرير الجماهير الكادحة فى المدينة والقرية من الممارسات السلطوية و وربطهم معا كقوة مناضلة فى تعاونيات طوعية. وقد عمل أستاذاً للغويات بقسم اللغويات والفلسـفة في معهد ماساتشوستس ما يقرب من نصف قرن. قد أحدث تشومسكى تحولاً هائلاً في علم اللغة، كما أثبت أن النظرية المعرفية قائمة على اللاوعى أو اللاشعور هي التى تكمن وراء قدرتنا على الكلام والفهم التى تكمن فى الطبيعة البشرية الفطرية، فإن دراسة اللغة لديه لها تأثيرات على تكوين موقفه السياسى.
لقد عمل تشومسكى على إعادة تنشيط الأفكار الاجتماعية الخاصة بالديمقراطية، وصرح أنه من الصعب أن يكون الفرد مؤيداً للديمقراطية التى تتيح له المشاركة، وأن يكون - في الوقت نفسه - من المدافعين المتحمسين عن الرأسمالية أو أي مجتمع آخر ينقسم الى طبقات. كما يؤكد على أن الديمقراطية هي حجر الزواية في أى مجتمع في حقبة ما بعد الرأسمالية، وكذلك يرى أنه من العبث التوفيق بين الرأسمالية والديمقراطية، أو التفكير بأن المجتمعات الرأسمالية _ حتى في أفضل حالاتها _ يمكن أن تساعد على المشاركة في صنع القرار دون فرض أي نوع من أنواع الرقابة.
اهتم تشومسكى اهتماماً بالغاً بما تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية من عنف وقهر لشعوب الشرق الأوسط فهذا جزء لا ينفصل عن موكب الهيمنة العام الذى تمارسه على العالم، وقد سطعت أضواؤها فى الهيمنة بعد انهيار الاتحاد السوفيتى، وفى نفس الوقت أشاد تشومسكى أيضاً ببعض التغيير والتطور الذى حدث فى ظل الهيمنة. يسعى تشومسكى إلى إبراز سلبيات السياسات الخارجية والتى تحفل سجلاتها بالانتهاكات في حين إنها كانت دائمًا تنادي بشعارات مثالية تتعلق السلام والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.