الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد شهدتْ مدنُ الأندلسِ نبوغَ جملةٍ من فقهاءِ المالكيةِ، ويعتبرُ محمدُ بنُ عتابٍ أحدَ أبرزِ علماءِ المالكيةِ فى الأندلسِ فى القرنِ الخامسِ الهجريِّ، وعليهِ كان مدارُ الفتوى في وقتهِ. ومن الوفاءِ القيامُ بحقِ العلماءِ الأجلاءِ، وإلقاءُ الضَوْءِ علي حياتهمِ، والتعريفُ بهم وبجهودِهم فى خدمةِ الدينِ والعلومِ الشرعيةِ، ومن هنا وقعَ الاختيارُ على الفقيهِ محمد بنِ عتابٍ المالكى شيخِ المالكيةِ في زمانهِ ودراسة فقهه دراسة مقارنة بالمذاهب الفقهية. وكان محمد بن عتاب تارة يوجز فى الفتوى، وتارة يطنب شرحًا وإيضاحًا؛ لذا ففتواه يستفيد منها المبتدئ كما يستفيد منها المتبحر. فالفقه فى الأندلس عامة وقرطبة خاصة امتزج بخصوصية الواقع، وخصوصية الحياة وتلون بالحوادث والنوازل، وكان مرآة لواقع الأندلس وصورة حية لمشكلاته وقضاياه. فكلما نزلت نازلة أو حادثة تسابق العلماء لإيجاد الحل لها وفق قواعد الشرع وهذا ما يوضح لنا مرونة الفقه وشموليته، وحركية هذه الشريعة الغراء، ومواكبتها للأقضية، وملاحقتها للتطور البشرى، وعليه فلا يزال الفقه حيـًا نابضـًا ما دامت الحياة. |