Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الحياة السياسية ومظاهر الحضارة في عهد الدولة الصُّليحية في اليمن (439 ــ 532هــ/1047ــ 1138م) /
المؤلف
نجيب، وفاء محروس عطية.
هيئة الاعداد
باحث / وفاء محروس عطية نجيب
مشرف / نصارى فهمي محمد غزالي
الموضوع
التاريخ الإسلامى.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
382 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2020
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - التاريخ الإسلامى
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 392

from 392

المستخلص

ألقت هذه الدراسة الضوء على الحياة السياسية، ومظاهر الحضارة في عهد الدولة الصليحية في اليمن؛ حيث يعد تاريخ اليمن مصدراً ثريا للتاريخ الإسلامي, ويرجع السبب في ذلك إلى كثرة الأحداث التاريخية، سواء المذهبية أو السياسية بين الدول القائمة فيه في آنٍ واحد , فلا نجد أن مثل هذا الحدث التاريخي حدث في دولة من الدول الإسلامية, لذلك تعددت المصادر والمراجع التي تعرضت لتاريخ اليمن، سواء في الفترة التي خصصت لبحثي أو غيرها.
ولقد احتوت الدراسة على تمهيد وبابين، فقد اتضح في التمهيد تلك الحياة القاسية التي عاشها اليمن وأهله نتيجة الصراع بين تلك القوى المختلفة على أرضه.
أما الباب الأول فتناول الحياة السياسية في بلاد اليمن، فتحدث الفصل الأول عن قيام الدولة الصليحية بقيادة مؤسسها الملك على بن محمد الصليحي، وتداول الحكم في أسرته، والأعمال التي قام بها كل منهم, وفي الفصل الثاني ألقيت الضوء على بعض نظم الحكم والإدارة في عهد الصليحيين، أما الفصل الثالث فقد تحدث عن القوى المعارضة للدولة الصليحية, وأهم المعارك التي خاضها الصليحي وخلفاؤه مع قبائل اليمن المختلفة. وكان الفصل الرابع عن علاقة الدولة الصُّليحية بالخلافة الفاطمية.
أما الباب الثاني فقد خصصته للمظاهر الحضارية التي تدل على ما وصلت إليه الدولة من ازدهار وتقدم نتيجة الأمن والاستقرار السياسي الذي شهدته بلاد اليمن في عهد الدولة الصليحية, فجاء الفصل الأول للحديث عن الناحية الاجتماعية. وأما الفصل الثاني فجاء للوقوف على الناحية الاقتصادية، أما الفصل الثالث فقد أشرت فيه إلى الحياة العلمية في بلاد اليمن في فترة الدراسة. ثم جاءت الخاتمة رصدًا لأهم نتائج الدراسة وهي:
كانت بلاد اليمن مستودعاً للدعوة الشيعية؛ حيث قامت دول شيعية ( زيدية وإسماعيلية) , وكان التناحر والقتال بين المذهبين السني والشيعي قد أدى إلى تأخر اليمن حضارياً وسياسياً بسبب هذا النزاع .
أتاح حكام الدولة الصليحية الحرية الكاملة لأهل المذاهب السنية أن يمارسوا نشاطهم المذهبي كيفما شاءوا, فلم يحاولوا العمل على محاربتهم من أجل تغيير مذهبهم , واعتبار أن مذاهبهم مذاهب إسلامية وليسوا على خلاف كبير معهم من الناحية الدينية, ولكن الخلاف بينهم كان حول السلطة والحكم، حيث كان لكل مذهب إسلامي مفهوم سياسي حول السلطة.
كما ظهر تسامح دولة بني صليح في حرية القضاء في عهدهم في تعيين القضاة السنيين بجانب القضاة الإسماعيلين .
اهتم الصليحيون بالنظام الحربي لما له من أهمية في إقامة الدولة والحفاظ على سيادتها.
أبرزت الدراسة كيف تشكل المجتمع اليمني من عناصر محلية وغير محلية في العهد الصليحي وعلى رأسها القبائل اليمنية التي شكلت غالبية سكان اليمن, كما أشارت إلى بعض العناصر التي كان لها دور إيجابي في الحياة العامة مثل الأحباش والهنود وأهل الذمة والرقيق الذين تولى بعضهم إدارة شؤون البلاد مثل بني نجاح.
تعددت المذاهب الدينية في بلاد اليمن في عهد الدولة الصليحية بين مذاهب السنة والشيعة والزيدية والخوارج, التي دخلت إلى اليمن بأساليب متعددة, وهذا التعدد المذهبي هو الذي فرض نفسه عبر دعاته من مختلف الأطياف الدينية, وأصبح يُشكل ظاهرة بارزة في الحياة الاجتماعية لليمن .
تميز المجتمع اليمني ببعض العادات والتقاليد الخاصة في الزواج والمأكل والملبس, واهتموا بالاحتفال بالأعياد والمناسبات الدينية, وظهر دور المرأة في المجتمع اليمني، سواء في الحياة العامة أو العمل السياسي, فضلاً عن المساهمة الكبيرة التي قام بها حكام الدولة الصليحية والجهود التي بذلوها في التعمير والإنشاء من جوامع وقصور وأسوار وطرقات, وذلك كمظهر من مظاهر الحياة الاجتماعية.
عمل حكام الدولة الصليحية على تنمية اقتصادهم بشتى الطرق، فاهتموا بكل نواحي الحياة وكل ما يساعد على الإنتاج من زراعة وصناعة وتجارة ومواصلات؛ ليصلوا إلى هدفهم في إسعاد شعبهم ومحاولة الاكتفاء الذاتي وتوفير الخير والرخاء, شأنهم في ذلك شأن الدول الناهضة في العصر الحاضر.
أما الصناعة فقد أبرزت هذه الدراسة توافر المقومات الصناعية في اليمن من حيث الطبيعية والأيد البشرية اللازمة لقيام الصناعة, واستمرار بعض الصناعات اليمنية القديمة, والتي ازدهرت في عهد الدولة الصليحية، ومنها الصناعات المعدنية كالسيوف, بالإضافة إلى صناعات المنسوجات التي تميزت بها بلاد اليمن التي كانت تصدر إلى أنحاء شبه الجزيرة العربية وغيرها من البلدان المجاورة.
في مجال التجارة, أظهرت الدراسة الدور الذي لعبته اليمن والموقع الذي تمتعت به في هذا المجال, سواء كان على مستوى التجارة الداخلية, أم على مستوى التجارة الخارجية, وقد تعددت المراكز التجارية في بلاد اليمن وكانت عدن في مقدمة هذه المراكز، حيث تمثل الوسيط التجاري بين بلدان الشرق والغرب, وهذا ما جعلها رافداً مالياً لخزانة الدولة الصليحية, كما أشرت إلى مستوى التبادل التجاري بين اليمن والأقطار الأخرى التي ارتبطت بها عبر البحر والبر مثل الصين والهند وشرق أفريقيا ومصر والحجاز والعراق والشام ما بين صادرات وواردات.
اهتم الملوك والسلاطين الصليحيين بالعلم والعلماء مما ساعد على إثراء الحركة العلمية، خاصة الشعر والأدب، فكان من الوسائل المهمة التي اعتمدوا عليها في محاربة خصومهم والدعاية لمذهبهم, وقد برز عدد من الشعراء والأدباء, كما كان هناك العديد من الإسهامات الشعرية للحكام, ويظهر بوضوح مدى تأثر الأدب الصليحي بمثيله الفاطمي من خلال عدد من الكتابات النثرية التي أثرت في تلك الفترة مثل المقدمات المسجعة وغيرها من صور التأثير الأدبي.
لعبت المؤسسات التعليمية دورًا كبيرًا في ازدهار الحركة العلمية في اليمن، سواء كان الكُتاب أو المساجد أو القصور أو بيوت العلماء.
أدى الصراع بين المذهبين السني والشيعي إلى حراك فكري وحضاري وتنافس كان من نتائجه إثراء الحركة العلمية والفكرية والثقافية، ونشأت بعض المدارس العلمية التابعة لهذين المذهبين، فظهر الاهتمام بالعلوم النقلية والعقلية.
حظيت العلوم النقلية باهتمام كبير وخاصة العلوم الدينية, كالتفسير والحديث وعلم القراءات والفقه، ونبغ في تلك الجوانب علماء كثيرون، وتعددت المؤلفات الفقهية، سواء في السنة أو الشيعة, وأصبحت هناك أمهات الكتب التي تدرس تلك المذاهب.
كان الاتجاه الفقهي في المدارس والمساجد والمنازل والزوايا والرباطات في ظل حكم الدولة الصليحية الفقه السني والزيدي، فهما المنتشران في أوساط هذه المدارس بغض النظر عن السيطرة السياسية والمذهبية الإسماعيلية التي لم تكن لها مدارس أو مراكز لتعليم الناس.
كانت المدن والقرى والمساجد في المناطق المحيطة بعاصمة الدولة الصليحية كمدينة ذي جبلة لا تدرس إلا كتب الفقه الشافعي, أما فيما يتعلق بإسهامات علماء المذهب الإسماعيلى في مجال الفقه فلم نجد للمذهب الإسماعيلي كتابا خاصا في مدارسهم، إلا أن أغلبها متكتم عليه؛ لأن اتباع المذهب الإسماعيلى يحيطون كتب الدعوة بسرية تامة، فلا يمكن لأحد الاطلاع عليها إلا بإذن من كبار دعاتهم- إلا ما ألفه دعاة الإسماعيلية في عهد بني الصليح- وهو المنهج الذي فرض نفسه على مدارسهم رغم وجود جذور قديمة للمذهب الإسماعيلي في اليمن أمثال ما ألفه قاضى القضاة “لمك بن مالك الحمادي ” الذي كان مؤسسا للمدرسة الإسماعيلية في اليمن في العصر الصليحي ، وكان أبرز تلاميذها ابنه القاضي ”يحيى بن لمك”، و ”الداعي الذؤيب بن موسى الوادعى”، وغيرهم ممن كان لهم دور في خدمة المذهب الإسماعيلي, في حين نالت بعض العلوم الأخرى كالعربية بنصيب من ذلك الاهتمام كأساس للعلوم الدينية .
لم تلق العلوم العقلية الاهتمام إلا بالقدر اليسير كعلم الكلام والفلسفة والطب، إلا أن الكتابات التاريخية لاقت بعض الاهتمام, ويرجع اهتمام أهل اليمن بالكتابة التاريخية إلى فترة ما قبل الإسلام ، ثم أخذت تلك الكتابة تتطور مع مرور الزمن ، فظهرت العديد من المصنفات التاريخية الهامة ، وخلال فترة الدراسة ظهر عدد من العلماء والمؤرخين تناولوا في كتاباتهم عددا من مجالات الكتابة التاريخية كالسير والتاريخ العام والطبقات.