Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التصوف عند ابن عباد الرندي النفزي ”ت:792هـ” :
المؤلف
محمد، أحمد إبراهيم عيسي.
هيئة الاعداد
باحث / أحمد إبراهيم عيسي محمد
مشرف / أحمد محمود إسماعيل الجزار
مناقش / السيد محمد سيد عبدالوهاب
مناقش / مجدي محمد ابراهيم
الموضوع
التصوف الإسلامى.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
337 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2019
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - الفلسفة الإسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 338

from 338

المستخلص

أهداف البحث:
: اليقين بأن القيم الخلقية والروحية والنفسية ـ بجانب التقدم التكنولوجي ـ هي رأس مال الشعوب ، وهي ـ أيضاـ المدخرات العظمي التي تصنع الأمم ،وتدفع بالركب البشري إلي غايته العيا .
: حاجتنا الملحة إلي التزود بتلك القيم في هذا الوقت الراهن ،حتي يحصل إتزان بين السعار المادي والفقر الروحي .
: إستشراء الدعوات ، والمذاهب المادية والإلحاديةالمدمرة الوافدة علينا من الغرب والشرق ، والتي تتجه إلي تجريد المسلمين من أخص خصائصهم ، وتعمل محو هويتهم الإسلامية ، ونحن ـ المسلمون ـ لا نرفض أي نظرية لأنها قادمة من الخارج ، وإنما نرفضها لأنها تتنافي وتعاليم الإسلام .
: الإيمان بأن ملاذ المسلمين في عصرنا هذا هو : التصوف ، والذي يمكن أن يعيد للأمة قوتها، وصدارة مكانتها وحضارتها الغاربة ، والتي تتطلع في عصرنا إلي الصعود من جديد في صورة نداءات تتعالي في سائر أرجاء بلاد الإسلام تجهر بالعودة إلي الإسلام .
:أمتنا ليست بدعاً بين الأمم ،إذ نحاول صقل ذاكرتنا الخارجية ، بإحياء تراثنا ليكون نبراساً لنا منيراً نهتدي به في بناء مستقبلنا .
: وزيادة علي ما تقدم : إن الصوفية خلال عصور التاريخ كانوا أساتذة التربية ، وأطباء الأرواح بمعالجة أزمات النفوس، وقسوة القلوب ، ومشكلات العاطفة ، كما كان لديهم جهد وفير عظيم في نشر الإسلام وتعاليمه الروحية في مجهول البقاع ، وقد كان منهم في كل عصر أعلام خلدت لهم أروع االصفحات ، وروي التاريخ عنهم أمجد الذكريات ، وظلوا بمآثرهم أسوة حسنة للمسلمين .
: واقعنا يحتاج إلي إحياء تراث أمتنا، وخاصة تراث هؤلاء الأوائل الخبراء بالسنة رواية ودراية ، والذين اعتنوا بالسلوك العملي وابتعدوا عن الخرافات والخزعبلات الشعبية، وذلك حتي يكونوا
قدوة ومُثُـلاٌ عُليا للمسلمين عامة ، ودعاة التصوف خاصة، فيقومون بتصحيح عقيدتهم وسلوكهم ، ويعيدون التصوف إلي مساره الإسلامي الصحيح.
: وقد نزعت في هذا البحث نزعة تحليلية وتركيبية في آن واحد ، وذلك من خلال استقرائي لأقوال ابن عبادالرندي وتحليلها وتركيبها في نسق يكشف عن آرائه في مسائل الحياة الروحية في تلك المبكرة ، وإضافة إلي ذلك فقد نهجت أحيانا نهجاً مقارناً في مواضع البحث من أجل إثرائه
نتائج البحث:
أولاً: أثبتت الدراسة: أن التصوف الإسلامي في
الأندلس شهد إزدهارا كبيراً وخاصة في القرن الثامن الهجري ، الذي يعد من أهم القرون التي ظهرت فيها أعلام صوفية بحق ، عرفت الحقيقة والتزمت الطريق رغم استفادتها من المشارقة ، كالإستفادة من القشيري ، وأبو نصر السراج ، والطوسي ، وأبو حامد الغزالي ، إلا أن الدراسة أظهرت للتصوف في المغرب والأندلس في تلك الحقبة التاريخية ملامح خاصة به سواء من حيث النشأة والمنهج وظهر أثر الطريقة الشاذلية واضحا .
ولما كانت الدراسة تناولت شخصية ابن عباد الرندي المتوفي (792هـ) وتصوفه ، فقد توصلت إلي النتائج التالية :
ثانيًا : بالنظر في الدراسات السابقة تبين للباحث أن هذه الدراسات عبارة عن مجموعة أبحاث صغيرة ومقالات حول شخصية ابن عباد وتصوفه ولا يوجد عمل أكاديمي اهتم بالشخصية كدراسة كلية من خلال مؤلفاته والمصادر التي تناولت شخصيته ،وتتمثل في :
ـ أ .د / التفتازاني ـ ابن عباد الرندي ــ حياته ومؤلفاته .
ـ ثم رسالة تعريفية للشيخ ابن عباد الرندي ، للأدريسي الزبادي .
ــ ثم يأتي مقال ابن عباد الرندي وجهوده في التصوف ، وهي دراسات عبارة عن إشارات لشخصية ابن عباد .
ثالثاً : أثثبتت الدراسة أن القرنين السابع و الثامن الهجري كانا يموجا بأعلام الفكر والتصوف رغم ظهور الدويلات في الأندلس وصراع التقسيم في الأندلس .
ومن أمثال هؤلاء : ابن نصر الخزرجي (ت: 626هـ) في عصر المستنصربالله المنصور ابن أبي حفص (ت:620هـ) .
ومن هؤلاء أيضا لسان الدين ابن الخطيب صاحب الوزارتين (ت: 776هـ) , وكذلك الشاعر أبو الحسن علي ابن محمد ابن جياد الأنصاري (ت:729هـ) , ومن أعلام الفقه ابن الدباغ (ت:546هـ) , المؤرخ ومحدث الأندلس في عصره .
ومن أعلام الفقه المالكي أبي عبدالله التلمساني الحسني (ت:757هـ) , وأبو عبدالله المقري صاحب نفح الطيب (ت:758هـ) , ومن الصوفية الأقطاب الشيخ أحمد بن عاشر (ت:764هـ) وهو شيخ ابن عباد الرندي.
رابعًا: أظهرت الدراسة ملامح شخصية ابن عباد الصوفية في سلوكه التعبدي الزهدي غير أنه إذا ظهرت عليه نعمة فلا يخفيها متأثرا بالشاذلية, وإنما كان من شدة ورعه إخفاءه لطاعاته وعباداته.
- ظهر موقف ابن عباد في عدم رغبته في الشهرة فقد حاول السلطان أن يضاهيه (أي يكرمه) فأبى ذلك لأنه كان شديد الحياء عظيم العبادة.
- كان لمنهج ابن عباد في تربية النفس أمور عجيبة في تحقيرها حتى يؤدب نفسه، فمن جمال تصوفه إعراضه عن الخلق وتعلقه بالخالق جل جلاله.
خامسًا: ظهرت إسهامات ابن عباد لخدمة المجتمع الفاسي المغربي وذلك من خلال :
- تولى إمامة مسجد القرويين بمدينة فاس نيابة عن شيخه أحمد بن عاشر لمدة خمسة عشر سنة.
- وله في ذلك آثار أي تأليفه و تلاميذه ، وكان مكثراً في الوعظ مراقباً للتحقق.
- يعد ابن عباد رائد مدرسة صوفية لها ملامحها الخاصة ظهرت في تلاميذه ومنهم، أبو ذكريا السراج(ت:805هـ) ، العالم الفقيه الصوفي الفاسي.، الشيخ ابن السكاك الفقيه الحجة المتصوف ، قاضي فاس ومفتيها(ت:818هـ) ونال فضل دفنه مع شيخه ابن عباد.،والشيخ ابن قنفذ القسطنطيني ، العالم الزاهد(ت:810هـ).
سادساً: أظهرت الدراسة انتماء ابن عباد تربية ومذهباً إلى الطريقة الشاذلية وهذا ما صرح به تلميذه ابن السكاك , وظهر ذلك جلياً في شرحه للحكم العطائية ، رغم تأثره بأقطاب التصوف في المشرق العربي من خلال تصنيفه للمقامات والأحوال: ”كالقشيري – السراج الطوسي – الغزالي”.
سابعاً : أظهرت الدراسة ملامح تصوف ابن عباد وطريقته وذلك من خلال حرصه على مجاهدة النفس أو جهاد النفس ، وأظهر حقيقة تربية النفس فأفرد للموت تراتيب يدخل فيها الصوفي بأن يجعل الموت نصب عينيه رغم الوجود الحياتي.
- موت النفس عند ابن عباد الرندي يقصد بها التخلص من علائقها والألتجاء إلى الله بالكلية فلم يعلق نفسه بأي لذة أو شهوة من شهوات الدنيا حتى تصفو نفسه من الكدر.
- حدد الرندي ضوابط للصحبة فلابد أن تكون صحبة طاعة لا صحبة معصية أي الصحبة التي تحقق للنفس سموها ورقيها وارتقائها إلى الله تعالى.
- أظهرت الدراسة أن تحقق الوصول إلى الله عن طريق تصفية النفس وقطع علائق القلب بالخلق والتوجه إلى الخالق ولا ينفك ذلك إلى بحسن مراقبة النفس.
- أظهرت الدراسة كلام ابن عباد عن طهارة القلب التي تتحق في نقائه وجلائه في معرفة الحق لأنه إذا عمي القلب سقط في هواه.
- أفرد ابن عباد للقلب كلام حول علاقة القلب بالجسد ، وتحقق طهارته وربط بين صحة العمل وصلاح القلب.
- أظهر ابن عباد أن القلوب تتداوى بالتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى ، ومن طرق المداوة:
1- العزلة 2- المحافظة على الصلوات 3- الصحبة
ثامناً : أظهرت الدراسة قواعد التصوف عند ابن عباد الرندي تبدأ من المريد وفق قواعد اختياره ويسبق ذلك الشيخ وقد وضع ابن عباد له ضوابط لابد أن تتحقق فيه ، وكان لابن عباد أوراد التزم بها مريديه ثم حقق بعد ذلك الورع فيه من خلال كلامه عن المقامات والأحوال فذكر ابن عباد المقامات التي لم يقدم لها حصراً أو عداً غير أنه ذكر منها في مصنفاته ، التوبة ، الورع , الزهد , المحبة , الفقر , الشكر , التوكل.
- الأحوال : المراقبة , الأنس , الرجاء , الخوف , الحزن , الرضى , الفناء.
- والناظر في الأحوال والمقام عند ابن عباد الرندي يجد أنه يعد أحياناً المقام حال أو الحال مقام.
تاسعاً : الولاية والمعرفة
أظهرت الدراسة :
-اهتمام ابن عباد بتفصيل مفهوم الولاية ، وحال الولي ، فالولي : وهب من الله ، لمن عرف الله سبحانه وتعالي ، فتحقق له شهود الحق ،ورغم ذلك الولي ليس معصوم عنده ، وأن الولي الحق من دامت الولاية في ذريته وسلساله .
- أظهرت الدراسة أن صفة الولي : إيثار الحق والإعراض عن الخلق ويلزم لسانه الصدق.
- أظهرت الدراسة أن أنواع الولاية عند ابن عباد الرندي : ولاية كبرى ، وولاية صغري – ولاية الإيمان ، وولاية الإيقان ، أو ولاية الصديقين والصادقين .
- أظهرت الدراسة أثر ابن عطاء الله السكندري في تقسيمات الولاية عند ابن عباد الرندي .
- قسم ابن عباد الرندي كشيخه ابن عطاء الله السكندري الكرامة إلي كرامة حسية : وهي التي لا يطلبها الولي ، وكرامة معنوية : وهيأن يستقيم العبد ظاهرا وباطنا حتي يستقيم قلبه ،فيكشف عنه حجاب الردي فيعرف مولاه جل جلاله .
عاشرًا : أثبتت الدراسة أن ابن عباد واجه بعضاً من النقد في آرائه الصوفية رغم أنه قد يكون وقع في بعضها ولم يحض أتباعه عليها مثل :
1- عدم التزويج :
قد كان لعزوف ابن عباد عن الزواج اقتداءاً بشيخه الشاذلي ، رغم أن ذلك يخالف سنة النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ ما لم يكن له عذر ، وقد دافع أ.د / التفتازاني عن عدم زواجه ، ورأي أن هذا الأمر ليس فيه تعميم عند الصوفية حتي لا يتعلل بمشابهة أفعاله بالرهبنة .
2- كلامه عن العلوم الشرعية :
طالب ابن عباد دارسي الفقه بدراسة التصوف ؛ لأن دراسة الفقه بظاهره قد لا تحقق المراد للقلب والتصوف يحقق المراد للقلب من خلال الرقائق.