![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص اوضحت الدراسة الفرق بين الخرافة والشعوذة من ناحية والاسطورة من ناحية اخري، فقد كان شائعاً بين الباحثين ان تلك المصطلحات تحمل نفس المعني ،لكننا وضحنا الفرق بينهم، فالخرافة والشعوذة هي الافكار التي تحرك الناس يومياً وتختص بحدث يومي من أحداث الحياة ،بينما الاسطورة تختص بالظواهر الكونية وما وراءها .و اوضحت الدراسة كيف تحولت الصوفية من صوفية معتدلة إلي صوفية يشوبها الخرافة وتسيطر عليها الشعوذة، وهو ما أثر بطبيعة الحال علي الناس في المجتمع المملوكي ،فأصبحت الحياة مليئة بالمفاسد والرزائل الخلقية وظهر ذلك جليا في الشطر الثاني من العصر المملوكي ،فقد تطرف الصوفية المجاذيب (الدراويش)،واتوا افعالا شاذة وغريبة ذاعمين أنها من الدين من بين تلك الافعال ان يحلق راسه ولحيته وحاجبيه ،ويبتلع اشياء غريبة مثل الحيات والاسياخ الحديدية ، فكان كل ذلك في عيون الناس شيئ يدعوا للإنبهار والاعجاب بما يفعلونه مما أدي بالكثير إلي اتباعهم ، لكن في المقابل سرعان ما يتصدي لهم عالم واع ومصلح ومرشد ،واستطاع ان يذيح لنا ستائر اسرار المحتالين، ويحذر الناس منهم ومن افعالهم الشريرة ،ومثل هذا الاتجاه (ابن تيمية)وغيره من العلماء، وهكذا لم يكن الصوفية وحدهم علي أرض الواقع بل وجد فريق يقف ضد افكارهم بالمرصاد. أظهرت الدراسة أن عدد شيوخ المعتقد قد زاد عددهم خاصة في العصر المملوكي الثاني ، وأن معظهم قد أتي من بلاد المغرب العربي ،وقد اصبح لهم باع كبير في مصر. أوضحت الدراسة أن عقلية الناس في المجتمع المصري تستريح وتميل إلي الاعتقاد في الاولياء وكراماتهم اعتقادا متأصلا وراسخاً في فكرهم منذ أزمان سحيقة ،كما أن هذا لايزال جاريا إلي الاَن. و بينت الدراسة زيف وإدعاء الصوفية للكرامات ،وأن هذه الكرامات كانت مجرد لعبة زائفة يتم من خلالها التأثير علي مشاعر الناس، كما أن هذه الكرامات لم تقتصر علي المسلمين وحدهم بل شاركهم أهل الذمة في هذه المزاعم. |