الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تكمن مشكلة الدارسة، في أ ن مفهوم الحوار الدينى أو حوار الأديان، يتم تناوله في كثير من الأحيان من خلال منظور أحادى استاتيكي لا يأخذ الآخر بعين الاعتبار فهو إ ما حوار مسيحى– إسلامى حصرا أو بين الديانات التوحيدية فقط، وليس من خلال منظور متكامل، وفي إطار التفاعل بين الثقافات والأديان العالمية. ولذلك، تسعى الدارسة إلى فهم القواعد المقصدية السامية للأديان، ودورها في ترسيخ التعايش السلمى، تطبيقا على النموذج الماليزي. تتأتي أهمية هذه الدارسة من كونِّها تعالج قضية الحوار بين الأديان في ظل تحديات عصرنا الحالى الجسيمة، وفي مقدمتها ظاهرتا التشدد الديني وممارسات العنف باسم الدين. بالإضافة إلى محاولة البحث عن حلول لسلبيات العولمة من صراعا ت وحرو ب غير بريئة من قبل القوى العظمى المهيمنة على العالم، تحت ذريعة التدخل الإنساني، وما صاحب ذلك من أزمات اقتصادية واجتماعية وأخلاقية وبيئية تبرز فيها الحاجة إلى معرفة أسس الحوار الدينى الجاد، المبني على قواعد مشتركة، منها البحث عن الهوية الإنسانية الذاتية، وسبل التعايش في البيئة متعددة الأعراق والديانات. التعرف على التطبيق العملي لقضايا الحوار بين أهل الأديان في مجتمع آسيوي، مثل المجتمع الماليزي. مناقشة كيفية التعامل مع المشاكل الناجمة عن التعددية، وأثرها على التعايش، والتجارب الناجحة في إدارة مجتمعات تعددية، وهو ما نحن في حاجة ماسة إليه في كثير من بلادنا الإسلامية، فمن خلال معرفة التجارب الناجحة في تحقيق الوحدة الوطنية في ظل التعددية، يمكن أن تكون ذات فائدة للمجتمعات، التي ليس بها حوار أديان وتوجد فيها قوانين تخص الأقليات. عرض وتحليل تجربة نخب سياسية، استطاعت تحقيق الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية، وحولت التنوع والتعدد والاختلاف إلى حالة تنافس إيجابي، يعود بالفائدة على جميع المكونات الطائفية والعرقية. إبراز دور النخب السياسية في تحقيق إدارة رشيدة للتنوع الثقافي والعرقي، ورسم سياسة للتعايش بدلا من التنافر، وهو ما نحتاجه في دول إسلامية فيها قدر كبير من التشابه مع ظروف ماليزيا، من ناحية التكوين الإثني والقومي والثقافي، وكيف تستطيع تحويل التنوع والتعدد من حالة سلبية إلى حالة إيجابية. ولهذا أعتقد أ ن هذه الدراسة ذات فائدة في هذا المجال، لرصد وتحليل دور حوار الأديان في التعايش السلمي بين الطوائف والقوميات المتعددة. |